|
أشكالية المفردات اللغوية ، أم أزمة المصطلحات الثورية ؟ الجزء الثاني
أبو حازم التورنجي
الحوار المتمدن-العدد: 6062 - 2018 / 11 / 23 - 00:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد ذاب الثلج وبان المرج مثلما يقال !! أكثر من ستة أشهر قد انصرمت على الانتخابات البرلمانية المزورة بتلك االمهزلة الفاقعة ، ستة أشهر والبلد لازال يتخبط في دوامة تشكيل الحكومة التي يراد لها ان لا تكون مختلفة عن سابقاته من حيث المرجعية الاساسية في تشكيلها وقاعدة البناء و وزراؤها ، القادمون من المستنقع الطائفي … وسته اشهر كان بالامكان ان تحقق خلالها العديد من المنجزات التي ينتظرها شعب عانى يعاني الويلات ويكابد الفقر والعوز وتردي مستمر غي كافة جوانب حياته … ليست ولن تكون هنالك حكومة وطنية نزيهة تعتمد معايير الهوية الوطنية ، وبكفاءات اختصاصية نزيهة ، وتضع على رأس أولوياتها انجازات على الارض تساهم في النهوض بوضع شعبنا ...والحكومة الوطنية لن تاتي عبرهكذا ( مجلس برلمان !) وعبر استمرار حيتان الفساد في السيطرة على مفاصل الحياة العامة في البلد .. ولست بتلك الذهنية الساجة التي تقتنع با ن الاصلاح والتغيير الذي يدعو وينادي به الجميع ممكن ان يتم من خلال حكومة لا زال تشكيلها يتعثر ويصطدم بمزايدات البيع والشراء للمناصب الوزارية ولجان ( مجلس النواب ).. ليس موقف تشاؤميا مسبقا ، وليس موقف مناهضا عدميا يشيع الخيبة والاحباط بل موقف ناتج عن تفحص المعطيات على ارض الواقع ، وكل ارض تنتج ما نشر فيها من بذر كذلك عملية التغير والاصلاح المزعومة لن اسمح لصوتي ان يضيع وسط صخب القوى الطائفية الفاسدة المنادية بالاصلاح والتغيير ، ولن انخدع بهذا التريج السياسي الذي يحاول ان يخلط كل النوتات والاوراق لتضيع فيها كل ملفات الفساد والقتل والخيانات السافرة وان من يدعي با، ( مجلس النواب ) هو ساحة نضالية لمواجهة حيتان الفساد ،( وأنا لا انكر ولا استنكر عليه ذلك ؛ وممكن ان يكون كذلك ) مثلما صدع روؤسنا بخطاب سياسي بائس وهزيل حول كون مجلس الحكم البريمي هو ايضا ساحة نضالية!! ولكن تبقى الساحة النضالية الحقيقية التي يفترض ان تكرس لها كل الجهود والطاقات هي حركة شعبنا في الساحات والشوراع ، كمكان طبيعي لكل القوى الثورية واليسارية والديمقراطية من أجل تكون حركة جماهيرية ضاغطة ومتحكمة باتجاهات العمل السياسي بمختلف جوانبه ، أما الاستمرار في ترديدتصريحات ودعوات القوى الطائفية الفاسدة حول مفهمومي الاصلاح والتغيير اللذان افرغا من كل مضامنهما الفعلية ، بعد تبيان لوحة التحالفات السياسية والبرلمانية ، من اجل التستر على كل موبقات زعماء الكتل وهم المصدر الاساسي لعمليات الفساد وتحويلها الى مايشبة السلوك اليومي في كل مفاصل الحياة العامة .. ممكن ان يكون ( مجلس النواب ) وسيله من الوسائل المتاحة في فضح الفاسدين ، بامتلاك الجرأة الثورية في تعرية كل رموز وحيتان الفساد والخيانة الوطنية ، وسيلة لعرض البرنامج الوطني الحقيقي للتغيير الثوري وليس التغيير او الاصلاح الترقبعي ، فالشيوعيون لم يعلنوا في كل برامجهم انهم قد تخلوا عن مشاريعهم الوطنية الثورية بمجرد ولوجهم واشتراكهم في الانتخابات ، اي بمعنى ان الشيوعيين لم يتحولوا اى مجرد حزب انتخابي خالص لوجة البرلمان وسيلة وهدف وأسقطوا الاساليب النضالية الاخرى ، بل هم لازالوا مناضلون يعتمدون كل الاساليب النضالية الممكنة في ظروف الواقع المنظور ، وبما ينسجم مع مصالح الفئات التي يمثلها الحزب بصورة لا خيار فيها ..بالاضافة الى كون تريد مفردات الاصلاح والتغيير وفق مايردده الفاسدون هو في الحقيقة عملية تشويه وتغييب للموقف المتميز الذي يفترض ان ينهض به الشيوعيون كصفة ملازمة لتوجهاتهم الفكرية التي تعمتد الجماهير الكادحة كوسيلة للتغيير وليس القوى (البرلمانية )الفاسدة ذات الاجندة الرجعية والاجنبية ، صحيح وصحيح جدا ان المهمة ثقيله ولسي سهلة في ظل التوازن الحالي واصطفاف القوى المختلفة وتراجع دور ومكانة القوى الشعبية القادرة على النهوض الثوري ، ولكنها تبقى مهمة وطنية من الدرجة الاولى ، مرتبطة بالحلم الثوري الذي دأبت قوافل الشهداء على التمسك به كحقيقة موصلة لامل الشعب المنشود في التحر ر الوطني والبناء الديمقراطي ، فلتكن الساحات والشورع ومدن الصفيح والفقر هي قبلتنا الحقيقية وليس مجلس النهاب ، ولا حكومة تتنازع علي اقسامها القوى الطائفية الفاسدة .. فكل المعطيات على الارض تؤشر لنا وجود حالة ثورية لا مثل لها ، في استشراء ظاهرة الثراء والفساد بين رموز السلط الفاسدة والتي عجزت بكل اساليبها السابقة ان تنقل بلدنا ولو قليلا نحو الامام بل كرست تخمة ثراءها الفاحش من سرقة لقمة عيش الناس البسطاء وعممت فقر ولا مثيل ، وما اطرحه هو مجرد قناعات قابلة للنقاش والحوار من حيث التخطئة او التصويب ، ولا ادعي انها متكامله وعلى وطني السلام
#أبو_حازم_التورنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عندما تكشر الضباع الاسلاموية عن أنياب قبيحة
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|