حكمت حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 6061 - 2018 / 11 / 22 - 17:29
المحور:
الادب والفن
يا قَلْبَها، مَنْ عِشْتَ في أَحْشائهـــا........نادي بِـآهِـي عَـلَّها لا تَـنْـسَـنــــي
فالقَلـْــــبُ عِـنْـدي مُـنْهَـكٌ مُتَكَسِّـرٌ........أَشْــلاءُ نَـبْـضِ لُـهَـاثِـهِ، أَحْيَيـْنَنِي
و جِنَــــانَ خُلْـدٍ، مـا وَدَدْتُ بِحُبّهـا........طِيبَ المقام، ونِعْمَ طِيبُ المَسْكَنِ
أَنْهارَ خَمرٍ، أَرْتَــوي مِــنْ ثَغْرِهـا........أُشْفَــى بِهَـا مِـنْ دَاءِ هَجْرٍ مُزْمِنِ
و خُيُوطَ دِفءٍ أَنْسِجُ، مِنْ عِطْرِهَا........طُوبَـى لِمَنْ بِالعِطْرِ كانَ المُغْتَني
يا قَلْبَها، مَنْ عِشْتَ في ضِحْكَاتِهَـا........أَخْـبِــرْ وُرودَ الزَّنْـبَـقِ والسَّوسَنِ
عَـنْ كُـلِّ مَـرْجٍ أَنْـبَـتَـتْ بِنَسِيمِهــا........خَاطَتْهُ بَسْماً مِنْ خَريفٍ مُحْــزِنِ
مِـنْ أَيّ وَجْـدٍ حَـالِـكٍ أَخْـرَجْـتِـــهِ........مِنْ أَيّ وادٍ مُهْــلِـكٍ أَخْـرَجْـتِـــنِي
وَأَعَـدْتِـنِي ثَـوْبَاً بَـيَـاضَـاً نَاصِعَــاً........وَ بِــكُـلّ أَلْــوانِ الـرَّبِيعِ كَسَوتِــنِي
أَنْــتِ الحَـيَـاةُ بِـلَـونِـها و نَقَاءِهَــا........لِجَــمَالِـكِ يَحْنُو نَبِـيـذِي المُـدْمِــــنِ
يا قُلْبَها، مّنْ عِشْتَ في أَحْلَامِهَــا........أَشْكُـــوكَ للبَــاري، إذا لَــمْ تَعْتَـــنِ
بِمَنــابِعِ، شِعْــري، و أُمّ تَوَحُّــدي........أَعْطَتْــنـي مَا مَلَكَـتْـهُ دُونَ تَمَـنُّــنِ
كُلُّ البِحَارِ صَغـيرَةٌ إِنْ خُضْـتُهَـا........بِالفِعْـلِ لا بِالقَـولِ دُونَ الأَلْـسُـــــنِ
إلا بُــحُــورُ الشّـعْـرِ إِنْ ألّـفـْتُـهَـا........فــي وَصْـفِ مُلْهِمَتي، بِحِبْرٍ أَشْجَنِ
والمُكْـرِمُ، بِعَطَائِـهِ، يَصِـلُ العَـدَمْ........و هيــامكِ، يُمْسِينِــيْ دُونَ تَدَيُّــــنِ
يا قَلْبَـهَا، مَنْ عِشْتَ في عَـبَرَاتِهَا........بَلّــغْـــهَا كَــمْ بِفِـرَاقِهَــا آلَـمْـتَــــنِي
رُوحُ المُتَـيَّمِ لا تَحيدُ عَنِ الهَوَى........سُحْقـــاً لِحُسّـــادٍ إليهــا شَكَونَــــني
فالمَـوتُ لا يُعْـنَى، بِحُبٍّ ضَائــعٍ........والبُعْــدُ صَادَقَكِ، و أنْتِ هَجَرْتِــنِي
العِـشْقُ في هَذَا الزَّمَانِ هَشَاشَــةٌ........لا فَــرْقَ بـَيـنَ مُـكَـفَّـرٍ أو مُـؤْمِـــنِ
حـتَّـى إِذَا أَشْهَــدْتُ كُـلًّ مُـقَـدَّسٍ........بأَنّـــكِ...عَـــاهَدْتِـنِي....ما خُنـْتِــنِي
يا قَلْبَهَا، مَنْ عِشتَ في لَحظاتِنـا........أَرْسِــلْ سَـلَامِي، مِـنْ بَقَايـا مَدْفَــني
#حكمت_حمزة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟