أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - مللنا من الترحيل














المزيد.....


مللنا من الترحيل


جوزفين كوركيس البوتاني

الحوار المتمدن-العدد: 6061 - 2018 / 11 / 22 - 01:36
المحور: الادب والفن
    


غرسوا القدماء أشجارا
وشيدوا بيوتا
ثم جاءوا (الأنكشاريون) ورحلوا القدماء بعد أن قطعوا أشجارهم وهدموا دورهم الطينية.وعندما جاء الحاكم جديد كما هي العادة. وناقش الأمر بينه وبين أشراف البلد وقرروا أعادة أهل القرية التي هجرت قسرا.وعادوا فرحين بعد أن صرفوا كل قرشا كان مخبئا ليوم أسود وشرعوا بزارعة أشجارهم وبناء دورهم البسيطة ليعيدوا الحياة إلى قريتهم المهجورة. وغرس جدي شجرة توت في وسط حوشه الذي ملوا من بناءه. ليعود العبد المأمور ويقوم بهدمه من جديد.وأطلق جدي على شجرة التوت التي غرسها يوم عودته الميمونة.بشجرة العائلة.ورحل جدي فرحا.ورحلنا نحن من جديد بعذر أقبح من الفعل.وأطلق على القرية المنطقة المحرمة.وأطلقوا علينا المهجرون.وهدموا الدور من جديد من ضمنها بيت جدي الذي مات سعيدا بعد أن غرس شجرة التوت في وسط حوشه الكبير.بعدها بسنين تغير الحكم وجاء حاكم جديد. وناقش القضية مع أهل بيته. قرر بعد صلاة التوبة بأعادة أهلها أليها.وعاد أبي فرحا وقام ببناء البيت من جديد ومضيفا أليه غرفتين وذلك للضيوف الذين هاجروا مجبرين بعد أن ملوا من ذل الحكام لهم وتطبيق شريعتهم عليهم.والشجرة في محلها في وسط الحوش.ثم رحلنا بحجة أقبح من سابقتها وهي أننا قليل الأيمان.بينما نحن شعب قليل الحلية لا حول له ولا قوة. وكل من جاء طبق ميوله العدوانية على رؤسنا..
وهذه المرة نسفوا البيت من أساسه ولم يعد لغرف الضيوف أثر.ونحن ساكتون مطوقون من جميع الجهات جهة تحلم بتوسيع الرقعة. وجهة تحلم بمد جذروها. وجهة أعتادت على العيش السهل تذبح تنهب فقط لتوفر العيش الرغد لذويهم.هم فقط منفذون وأحفاد الأنكشاريون.مثلما المرض وراثة أيضا فالشر وراثة.ورثة الأشرار هذه المرة تسندهم قوة لا يهمها من الضحية المهم أن تبقى الأضاع مشتعلة.وتبعثرنا في الدول المجاورة الصديقة وتبعثرت أيضا الدول الصديقة وتفرقوا الأشقاء.وبعدها بسنين مليئة بالأهوال عاد أخي وأعاد البيت كما كان وأجمل وأدخل بعض تعديلات غربية جاء به من بلد التي قدمت له الحماية مؤقتة طالما هو بين كنفها. ليتها جاءت معه. ففي أرضه هو أكثر بحاجة إلى الحماية ممن يدعون أنهم سيمدون يد العون له. لأننا أصحاب الأرض الأصليون وليتنا لم نكن كذلك. وأخي الأعزل مثل أبي مثل جدي ماذا يستطيع أن يفعل أمام المرتزقة التي تعيش من خلال هدم بيوت الأخرين .أخي الوحيد الذي أتعبته الحروب والغربة.كيف له أن يقف في وجود الوجهاء الذين هم بدورهم يتبعون سياسة التخلص من الضعيف فرصة للعيش الرغد.زوجة أخي حسمت أمرها في ليلة ماطرة ولمت صغارها وتركت القرية عادت إلى حضن الغربة مؤكدة لأخي ليست مستعدة أن تعيش في الخمية من جديد كما عاشت من قبل مع أهلها قبل وصولهم إلى المدن البعيدة.بعد أنتظار دام سنينا. وظل أخي وحده يحرس شجرة التوت وبيت العائلة. وكما قلت أخي أعزل مثل باقي أهل قريته ومن يعتدي على الأعزل وأعتبرها بطولةهو الجبن بعينه. على أي حال نالوا منا وبعثرونا غير إن البعض عاد مبشرا بالخير ومعتقدا القادم أجمل ولكن حدثت مشاجرة بين الأخوة العائدون.وأنقسموا إلى قسمين.
قسم فضل البقاء وقسم قرر العودة للغربة التي تقصم الظهر.وأخي قرر أن يبقى ليكون ناطورا للشجرة وللبيت الذي يأمل لا يعاد هدمه على يد الحكومة الجديدة أقصد المكررة جميعنا يعلم الحكومات في الشرق الأوسط تكرر نفسها ليبقى الوضع على ما هو عليه ونحن الأقليات من يدفع الثمن.!



#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطاع الطرق هم من قتلوا جدي
- أنا وأنت
- زر قميص
- لانزر ولا هذر 3
- وجهك قطعة شكولاته
- المبعوث الرسمي
- أريدك في حياتي
- (فيشخابور)
- ريشة رمادية
- غزل
- نزع السلاح آه هذا مزاح
- لانزر ولا هذر2
- سعيدة
- من يصدق أننا نحسد الموتى
- أرق
- الريشة السحرية
- كيف حالك ياجار
- آه تذكرت
- نعمانة
- البديل


المزيد.....




- بمشاركة روسية.. فيلم -أنورا- يحظى بجائزة -أوسكار- لأفضل فيلم ...
- -لا أرض أخرى-.. فيلم فلسطيني-إسرائيلي يظفر بأوسكار أفضل وثائ ...
- كيف سقينا الفولاذ.. الرواية الأكثر مبيعا والتي حققت حلم كاتب ...
- “الأحداث تشتعل”.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 183 كام ...
- أين ومتى ستشاهدون حفل الأوسكار الـ97؟.. ومن أبرز المرشحين لل ...
- الكويت.. وزير الداخلية يعلق على سحب الجنسية الكويتية من الفن ...
- هل تتربع أفلام الموسيقى على عرش جوائز أوسكار 2025؟
- وزير الداخلية: ما -العمل الجليل- الذي قدمه الفنانون للكويت؟ ...
- في العاصمة السنغالية دكار.. المتحف الدولي للسيرة النبوية في ...
- مصر.. إيقاف فنان شهير عن العمل لتعديه على لقاء سويدان


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جوزفين كوركيس البوتاني - مللنا من الترحيل