سامية خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 20:43
المحور:
الادب والفن
أتصفَّحُ وجوهَ ألمي وأطبقُ الجفنَ على تلكَ الدمعةِ التي أحرقتْ عيني وأبتْ أنْ تُذرفَ كمثيلاتِها الكُثرِ هي الدَّمعةُ الجمرةُ الحرّى وصلَ لسعُها إلى قعرِ الرّوح دخانُها تصاعدَ من أشلائي والجسدُ الأعمى لا يرى طريقَ الخلاصِ. تضنُّ عليَّ العباراتُ بنديِّها فحقولُها اليباسُ والعدمُ ومنها اشتُقَّتْ معانٍ أمرُّ منَ الحنظلِ ألا كُفّي يا نفسُ عن وأدِ الصُّورِ فهي بمطلقِ حريَّتِها تتكاثرُ وإنْ أحرقْتِها فلسوفَ تنمو منْ دخانِها صورٌ أخرى تتشكَّلُ منْ لونِ السَّوادِ ومنْ رمادٍ ،هلْ أدركتِ الآن يا نفسُ أنَّ قوافي الأشعارِ سُرِقتْ منْ جديلةِ النَّهرِ منْ خببِ الفرسِ من نهداتِ الرَّوابي في اللّيالي القارسةِ وهي تنتظرُ أشعَّةَ الشمسِ كي تمنحَها الدفءَ وأنَّ نوتاتِ الألحانِ سُرِقتْ منْ أصابعِ الرِّياحِ وهي تخبطُ هنا وهناكَ أو تصفرُ على صدرِ الأرصفةِ العاريةِ من المارّةِ وأنّهُ لم يكنْ صفيرًا عاديًّا ذلكَ الصوتُ الذي سمعتِهِ في ليلةٍ نامَ فيها القمرُ ولم يصحُ حتّى بعدَ انبلاجِ الفجرِ الجديدِ.
#سامية_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟