عبدالسلام سنان .. ليبيا
الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 20:42
المحور:
الادب والفن
ظل البحيرة المالحة، يغطي شِعاب السرْو، تآكلت حوافَّ الغسق، كما الغيْم الشاحب في العراء، حصى الدروب الداكنة، أرهقت صبيّة المطر، باتت تتفصّدُ بنحيبٍ غريب، تلطمُ آهة الأسى، تعدُّ خُطاها المهابة، مُبْهمة الضوء، تتسوّلُ كِسْرةَ رقصٍ ورشْفة غناء، هي كما إرث الزمن العجول، تائههٌ كليْلةٍ مهزومة في ظُلمةِ الخفوت، حزن اليمام يحفر ثقوباً في عُنقِ الريح، ليلفظ أنفاسه الأخيرة عبر ذاكرة الطين، رقص التيه على خُرافةِ السراب، شهقة المواسم صفصافةٍ أنهكها الشموخ الأبدي، تراجيديا من أبجدية الرمل، براءة الدهشة، مدائن متشظّية التلاوين القزحية، يراودها إفكُ الانتظار الموئس، كسربِ أوهامٍ طائشة، داهمها حبور أعرج، ينمّقُ متاهات المعاني، حكايات خريف منسيّة، فاضت من لهاتِ حقلٍ مسفوح، ظلال الخدوش العابرة بين لازورد الشظآن البائسة، السماء ملهوفة لرائحةِ الأزل وصمت الظلام يشقُّ نشيجه المهجور، تحت كرمةِ النسيان أدوْزنُ مُفردة الغياب، كأنني أرمي بسهامي في أفواهِ الأفق المراوغ .
#عبدالسلام_سنان_.._ليبيا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟