أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في قصّة أطفال: -دقدوق لا تُزعج أبوك-














المزيد.....

قراءة في قصّة أطفال: -دقدوق لا تُزعج أبوك-


رفيقة عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 6060 - 2018 / 11 / 21 - 09:35
المحور: الادب والفن
    


رفيقة عثمان:
قراءة في قصّة أطفال: "دقدوق لا تُزعج أبوك"
صدرت عام 2018 قصة الأطفال: "دقدوق لا تزعج أبوك"، لفداء أبو كف، عن دار الرّازي للنشر؛ كفر قاسم-فلسطين
قصّة " دقدوق لا تزعج أبوك" قصّة أطفال تحتوي على اثنين وعشرين صفحة، من باكورة أعمال الكاتبة فداء أبوكف؛ ورسومات آدم صادق.
تبدو الجودة عالية وظاهرة في الإخراج الفنّي للكتاب، سواء في تصميم الغلاف المقوّى، والرسومات المُعبّرة، وسُمك الصفحات غير القابلة للتمزّق بين أيدي الأطفال، ملساء الملمس. حجم الحروف كبير وواضح؛ بالإضافة للتشكيل الواضح، وتأطير النصوص، وجودة الرسومات المبعثرة.
اختارت الكاتبة فداء عنوانا "دقدوق لا تزعج أبوك" يبدو هذا الاختيار غير موفّق؛ نظرا لاستخدام الكاتبة اللهجة العاميّة للعنوان؛ من قراءة القصّة، من المُلاحظ بأن الكاتبة، قصدت باستخدام السجع في الكتابة، دون الانتباه لدقّة وسلامة اللغة، ابتداء من العنوان.
أدب الأطفال من المفروض أن يكون مصدرا؛ لتوجيه الأطفال نحو تربية سليمة، وخاصّة عند استخدام اللغة الصحيحة والمعياريّة؛ لأنّ الطفل يكتسب اللغة في جيل مبكرة، ولا يجوز استخدام التعبير الخاطئ واللّغة غير الصحيحة؛ لأنّه من الصعب تصحيح ما اكتسبه الأطفال فيما بعد. هنا ورد السجع، أو الوعي الصوتي متكلّفا على حساب اللّغة. " قفزْت عن الكرسي، وبالأرض نثرت لُعبي"، "ركضنا وركضنا، وبالكرة لعبنا"، حملت نفسي وركضت، إلى غابة كبيرة وصلت"، "لم أعلم إلى أين ذهبت، وطريق العودة ما عُدت وجدت" وهكذا كانت معظم الجمل في القصّة يكون فيها الفعل في نهاية الجملة؛ بغرض إظهار الصوت المتشابه في نهاية كل جملة. كتابة النصوص والقصص على غرار الشعر حيث يحق للشاعر ما يحق لغيره؛ في اختيار العبارات لإتقان الوزن. تبدو جملة "حملت نفسي" تعبيرا مجازيّا باللغة العامية، غير مفهومة للأطفال، حبّذا لو تم الغاؤها.
استهلّت الكاتبة قصة الأطفال بتعريف دقدوق عن نفسه، "اسمي دقدوق، وعندي صندوق، أخفي فيه حكاياتي الكثيرة، وأسراري الدفينة، كتبت في إحداها قصة قصيرة". ابتدأت الكاتبة بسرد القصة دون ربط بداية القصة مع ما يليها؛ كأن تذكر سوف أقرأ لكم قصة من داخل الصندوق.
رسالة الكاتبة من القصة، بأن تغرس احترام الوالدين، وعدم الإزعاج خاصة أثناء النوم؛ وتوجيه الأهل؛ لتقبُّل أبنائهم وتفهّم احتياجاتهم؛ لكن الكاتبة بنهاية القصة، ذكرت بأن الوالد اعترف لابنه بأنه سبب هروبه. " وفي طريق عودتنا للبيت اعترف، أنه سبب هروبي؛ لأني التوقف عن إزعاجه ما قدرت". هنا نفت الكاتبة رسالة غرس القيم، وأذعنت الأب لرغبة الابن، وهذا يتناقض تماما مع مبادئ التربية الصحيحة؛ ودور الوالدين في غرس القيم والأخلاق الحميدة؛ بتوجيههم، وشرح الأخطاء التي وقعوا بها؛ كي لا يكرروها، دون أن يلوموا أنفسهم أمام الأبناء.
وردت قيمة تربوية إيجابية عندما ذكرت الكاتبة "علمني أبي أني عندما أغضب وأتألم، يجب أن أتكلم، ولا أسكت وأخفي ما بداخلي."، برأيي هذه قيمة تربوية ذات أهمية كبرى؛ بمنح الأطفال التعبير عن مشاعرهم، وما يجول بخاطرهم، وتقبلهم على حالتهم.
لم تُظهر الكاتبة دور الأمّ في النصح والتوجيه والتربية السليمة، منذ بداية القصة، طلبت الأمّ مرارا وتكرار من ابنها عدم إزعاج أبيه النائم؛ لكن الطفل لم يذعن لطلب أمّه فهرب، بعد عثور الأب على ابنه، لم ينصح الوالدان ابنهما، وتوضيح أهمية عدم الإزعاج، والطلب منه عدم تكرار الأمر؛ بل بالعكس قبّلاه واحتضناه. إن لأهمية التعزيز بالثواب والعقاب، أهمية كبرى في تنشئة الأطفال، وغرس القيم الإنسانية في نفوسهم؛ بهذه القصة أخطأ الطفل مرتين، بل أكثر من ذلك؛ عندما أزعج أباه النائم، ولم يُطع أمّه، وهروبه إلى الغابة دون علم والديه. كان من المفروض إظهار الأخطاء للابن، وتعريفه بخطورة كل تصرف قام به، وتوضيح له ما هو السلوك المحظور وما هو السلوك المسموح؛ ومن ثم وتعهده أمام والديه بعدم تكرار هذه التصرفات غير المُرضية.
خلاصة الأمر، هذه القصة باكورة أعمال الكاتبة، في رأيي لم تُوفق الكاتبة بتوصيل رسالتها التربوية كما يجب أن تكون؛ أتمنى لها التوفيق في الإصدارات القادمة.



#رفيقة_عثمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية ليت ما لها وما عليها
- قراءة في قصص-عين الحب كفيفة-
- قراءة في كتاب قضيّة في المدينة المقدسة
- قراءة في شبابيك زينب
- ميلاء سعاد المحتسب ومعاناة النساء
- رواية السيق وحب القدس
- قصة الأطفال -الشجرة الباكية- في اليوم السابع
- قراءة في قصة الأطفال-الشجرة الباكية-
- سموّ الفكر في رواية وميض تحت الرّماد
- قراءة في رواية هذا الرجل لا أعرفه
- قراءة سريعة في سيرة طفولة الأديب السلحوت
- قراءة في رواية حرب وأشواق
- قراءة في رواية: - فيتا- أنا عدوَّة أنا-
- -طلال بن أديبة- وأدب السيرة
- رواية الرقص الوثني واكتمال الشروط الفنية
- قراءة في كتاب: -شهرزاد ما زالت تروي-
- كتاب -ثقافة الهبل بين الدراسة العلمية والأدب
- سردية اللفتاوية والأسلوب التقريري
- طير بأربعة أجنحة والنّواحي النفسية
- هواجس نسب أديب حسين والجمال


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رفيقة عثمان - قراءة في قصّة أطفال: -دقدوق لا تُزعج أبوك-