اكرم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 6059 - 2018 / 11 / 20 - 23:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تتوصل "الادارة الذاتية" بعد اربع سنوات من الحكم الى الهدف الذي وضعته نصب عينيها ، وهو ادارة المجتمع وتنظيم اموره بنفسه، وتحقيق الرخاء الاقتصادي والاجتماعي واطلاق حرية التعبير والعمل السياسي ، واعادة الحقوق الى اصحابها وخاصة الكرد ، والتخلص من الاستبداد والقمع والمركزية ، وبناء انسان جديد متصالح مع ذاته ، ومتعايش مع الاخر في اطار الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، بعيدا عن التمييز القومي او الديني.
وقد ادى كبح جماح المجتمع المدني وعسكرة المجتمع ،وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ، وممارسة خطاب ايديولوجي اساسه كل من ليس معي فهو ضدي ، واغلاق " الحيز السياسي " امام كل من لا ينتمي او يعارض سلطة هذه "الادارة "الى عدم الوصول الى المبتغى !
لا تعتبر "الادارة" القائمة "ادارة" محايدة اقتصاديا كما يحلو للبعض وصفها ، من حيث نمط الانتاج وضبط الفائض واعادة توزيعه ، اذ لا توجد اصلا عملية توزيع ، بل تراكم لمصلحة جهة محددة ، وهي تلك التي تمسك بكل خيوط السلطة وتفاصيلها ، وتلعب "الادارة" دورا حاسما في عملية خلق طبقات جديدة و"الثأر" لها ، والسيطرة اقتصاديا من خلال النخبة السياسية الحاكمة ومن يدور في فلكها من قاع المجتمع ، وتدفع في الوقت نفسه الطبقات والعائلات التقليدية الى مزيد من التدهور والانحدار المجتمعي ، فالعملية يمكن تشبيهها بقلب المجتمع ، والتبديل بين المراتب الاجتماعية ، وهذا سيؤدي في المستقبل الى مزيد من التناقضات الاجتماعية والاقتصادية، وتطور ملازم للوجدان المعارض ، والى رفض للنظام السياسي القائم وتحكم طبقة الاثرياء الجدد بمفاصل "الادارة" عبر الفساد والمحسوبية ، بعيدا عن تطوير المجتمع وتحديثه .
ومع كل ذلك يتوسع الجهاز البيروقراطي ليشكل قاعدة "الادارة" الاجتماعية ، والتي لا تنحصر في مناصريها و محازبيها فقط ، بل تضم اناساً جدد من خارجها ، لا توحدهم العقيدة ولا المبادئ بل المصالح المشتركة ، ويتم تأمين الرواتب لهذا الجهاز من خلال عمليات الاقتطاع والضرائب وتأمين المال بأساليب ووسائل متعددة ...!
#اكرم_حسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟