أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العرقنة














المزيد.....

العرقنة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 6057 - 2018 / 11 / 18 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم العرقنة لا يأتي هنا فقط كحل لمشكلة الأكراد مع العراق أو العراق مع الأكراد, لأن هؤلاء في الحقيقة ليسوا وحدهم من يعيش أزمة الإندماج في مفهوم الوطن العراقي, رغم أنهم اليوم, ومن الناحية السياسية, الأعلى صوتا في التعبير عن هذه الأزمة.
الواقع أن مفهوم الدولة الوطنية كان قد عاش أزمته حتى مع الأحزاب الماركسية منها والقومية التي قد تجد فيه, خاصة من الناحية الفكرية, حالة نقيضة للعقيدة التي تؤمن بها.
أما على الصعيد الإجتماعي فإن الدين أيضا إذا ما تسيس فهو سينتهي إلى حالة التناقض مع مفهوم الدولة الوطنية التي لا يمر تعريفها دون الوقوف أمام عمق ترابطه مع مفهوم السيادة. المفهوم الأخير يتقاطع دون أدنى شك ومفهوم الدول الدينية التي لا تجد صعوبة تذكر لتفسير تبعيتها المرجعية بشكل يتخاصم بالنتيجة وحاجات السيادة الوطنية.
لقد كنت أنا بالذات منتميا ومؤمنا بفكر قومي عروبي لو أحسنا وأخلصنا قراءة تجاربه السياسية عبر المراحل المختلفة السابقة لوجدنا كم كانت حركته السياسية مخطئة في تصريف علاقتها مع الحكم الوطني لعبد الكريم قاسم يوم توجهت منذ اليوم الأول الذي أعقب إنهيار الحكم الملكي لـ (إلغاء) حالة الدولة الوطنية العراقية من خلال المطالبة بالوحدة الفورية مع نظام الزعيم القومي العروبي جمال عبدالناصر.
وكان ذلك التقاطع قد أدخل العراق في الفوضى السياسية المعروفة التي أدت إلى إنهيار جمهوريته الأولى والتأسيس لحالة الخصومات السياسية التي ظلت تتفاعل لكي تنتج أشكالها المزمنة على الأقل بين القوميين من جهة والماركسيين والوطنيين من جهة أخرى.
أما الماركسية ممثلة سياسيا بالشيوعيين فرغم انها كانت الأنضج سياسيا على التعاطي مع قضية المراحل, غير ان ذلك لم يكن قد حال بينها وبين القفز على حاجات الإلتزام الحقيقي بمفهوم الدولة الوطنية من حلال تبعيتها للمركز الأممي.
إنها أزمة عاشتها الأحزاب - القديمة - وهي اليوم تعبر عن نفسها بمستويين, الأول خاص بالأكراد أنفسهم الذي يتقاطعون قوميا مع حالة الدولة الوطنية العراقية من خلال حلم إقامة دولتهم المستقلة الخاصة بهم. والمستوى الثاني خاص بأحزاب الدين السياسي الذين ما إن تقدر لها إستلام الحكم بعد الإحتلال حتى دخلت في مرحلة سياسية ذات طابع أزموي بين دولة وطنية يكنون لها العداء السياسي والفكري وبين وظيفتهم الجديدة كقيادة لها, اي أنهم صاروا في وضع الخصومة والحكومة في ذات الوقت فراحوا على المستوى الإجتماعي يقطعون الدولة الوطنية بسكين المكونات الطائفية والقومية.
أما على المستوى السياسي فصار واضحا أنهم يفتقدون إلى مقومات الحالة الوطنية السيادية التي يسبب غيابها تحولهم إلى تَبَعٍ إقليمي وأما على الصعيد الأخلاقي والفكري فهم لن يجدوا صعوبة في تصريف عملية نهبهم الإقتصاد الوطني وفق مفهوم غنائم الحرب ضد خصم إنتصروا عليه ولم ينتصروا له.
وهكذا نجد أن الأكراد لم يكونوا وحدهم الذين تقاطعوا مع مفهوم الدولة الوطنية, ولإن جاء تمظهر هذا التقاطع بشكل مختلف.
ويوم نقول أن علينا جميعا أن نعيد بناء عمق إرتباطنا مع مفهوم الدولة الوطنية العراقية من خلال مفهموم العرقنة فلم يكن ذلك قد عنى أن يتخلى الجميع عن تنوعاتهم القومية والدينية, وإنما إلى إعادة تأصيل علاقتهم بمفهوم الدولة الوطنية العراقية.
خلال العقد والنصف الأخير والمؤرخ مع بداية الإحتلال الأمريكي للعراق ومرورا بأزمات ما سمي وقتها بالربيع العربي ووصولا إلى الماساة الدامية التي تعرضت لها سوريا الوطن والشعب فإن هناك ثمة دروس أساسية علينا إستيعابها.
في سوريا والعراق على وجه الخصوص ونتيجة للثنائيات العرقية (مصر تعيش إزدواجية الدين أكثر مما تعيش إزدواجية الأعراق السورية والعراقية) فإن العقد والنصف الأخير تسيدته فوضى إعادة التكوين. بالنسبة لنا على الأقل .. هذا النوع من الفوضى هو الذي كان خلاّقا, وليس ذلك الذي جاءت به كوندليسا رايس.
فوضانا الخلاقة أطاحت نهائيا بالأصولية القومية والدينية لتفسح الطريق أمام تقدم (أصولية وطنية عراقية) علينا جميعا أن نلتزم بها, لا كحالة نقف عندها ولها, وإنما كبوابة ندخل منها أقوياء موحدين إلى رحاب عالم إنساني أوسع.
ولنتذكر أن التاريخ بالاصل كان قد دخل من هذه البوابة, أي بوابة العراق, أو أوروك, أو بلاد ما بين النهرين, أو الميزوبوتاميا. حيث تعددت الأسماء والبيت واحد. وحيث لا يملك دين لوحده أو قومية لوحدها الإدعاء أن البيت كان له وحده.
فلماذا لا ندخل من هذه البوابة نحن أيضا ؟ وقد كنا جميعا قد دخلنا منها على دفعات



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستوافق إيران على العودة إلى مائدة المفاوضات
- الصلاة خلف الشاوي أسلم والأكل مع الحمامي أدسم
- الأكثرية أكثرية الحق لا أكثرية العدد
- نعم أنا متشائل وبإنتظار القلبة الرابعة
- العالم حينما يتخوشق (1)
- لعبة الإستلاب
- إنه القرف أيها السادة .. إنه القرف
- بين الرمز الديني والرمز التاريخي
- مثلث برمودا الإسلامي .. الدين المذهب القومية
- المسؤول الحقيقي عن مأساة العراق الحالية شعبه وليست حكومته.
- البصرة المتآمرة على نفسها
- إنه الجنرال دولار سيداتي سادتي
- الإسقاطيون والموقف من التعويضات التي تطالب بها إيران. ربما ك ...
- عن غزو الكويت وعن دور غلاسبي وعن أشياء أخرى
- نائب عن الشعب أم نائب عن مجلس النواب
- العراق الذي يبعث من جديد
- حوار حول العلمانية
- السعودية وإيران .. الأخطر والأشد خطرا !
- مرة أخرى .. الشعب, ما هو الشعب
- العراقيون .. هل هم شعب لا يستحي ؟


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - العرقنة