في 12/نيسان تمر الذكرى 95 لميلاد زكي خيري في وقت تتصاعد حاجة الشعب العراقي للاستنارة بافكارابنائه المخلصين

سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 1516 - 2006 / 4 / 10 - 09:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

يزخر تاريخ شعبنا بقادة بقيت انوار فكرهم تنور طريق شعبنا بل والبشرية قرونا . ورغم كل محاولات اعداء شعبنا والبشرية لقتل سليقة شعبنا الثورية وقابلياته الفكرية فقد بقي شعبنا على مر التاريخ يمد طلائعه بقادة فكر استطاعوا ان ينوروا طريقه من خلال دراسة علمية للواقع وتحديد طرق تغيره لما فيه مصلحة شعبنا والبشرية. مستشفين آفاق المستقبل ومحذرين من مخاطر الانحرافات اليمينية واليسارية التي تقدم اخطر الخدمات لاعداء شعبنا والبشرية. وكم حقق شعبنا من انتصارات من خلال الالتزام بتلك الافكار في تطورها وفقا لتطور الواقع وكم مني بانتكاسات بتخليه عنها حتى وصل الى ما وصل اليه اليوم من واقع مظلم تحكم ظلمته قوات الاحتلال التي تجوب دباباتها شوارع بغداد الحبيبة تقتل وتفتك بابناء شعبا بالف طريقة وطريقة من ترسانات استعباد الشعوب على مر التاريخ وباحدث ما ابتكرته الثورة العلمية التكنولوجية من اسلحة ابادة. واستطاعت من خلال ادواتها على اختلاف انواعهم ودرجات خياناتهم للوطن والشعب والبشرية بدءا بالحكومات المتعاقبة منذ بدء الاحتلال وبرلماناتها المنتخبة وفقا لمخططاتها ومرورا بالفرق الارهابية وفصائل الموت والمليشيات الطائفية وليس اخيرا احزاب الاسلام السياسي قادة الحرب الطائفية، استطاعت قوات الاحتلال من خلال كل هولاء اشاعة الرعب واليأس وشل السليقة الثورية لجماهير شعبنا وتعطيل ذاكرته. ولكن لا ولن يمكنها قتل سليقة شعبنا الثورية او محو ذاكرته لانه استطاع على مر التاريخ ان ينجب قادة مخلصين ينورون طريقه مقتحمين كل العقبات والصعوبات . فقد انجب فهدا في الثلاثينات وشعبنا يرزح تحت ظل الاحتلال البريطاني الذي احكم عليه ظلام الفقر والجهل والمرض. واستطاع رغم كل تلك الصعوبات والاهوال ان يقود عملية توعية وتعبئة الجماهير وان يضع الاسس لتربية وتنشئة قادة جدد يستلهمون الاسس العلمية التي استرشد بها وسبل تطبيقها على الواقع لتطويره. وفضلا عن كل وسائل اعداء شعبنا وادواتهم: انظمة الحكم الرجعية والدكتاتورية في قتل اجيال من القيادات الثورية فقد استطاعوا ايضا اختراق قيادته او من خلال استغلال طموحات بعضهم او جزع ويأس اخرين وضعف ثقتهم بشعبنا وبالبشرية، دون ان يستطيعوا قتل قابلية شعبنا على ولادة قادة سياسيين وفكريين جدد يسترشدون بتراث حزبهم وبتراث البشرية ونظريتها الثورية المتطورة لانه في امس الحاجة اليهم رغم كل ماعانه ويعانيه هؤلاء القادة المخلصين من اساليب الاعداء الخارجيين والداخليين، من مختلف ادوات اعداء البشرية الامبريالية الامريكية .
نعم لقد عانى زكي خيري كثيرا من هذه القيادات الانتهازية وهو في صفوف القيادة ، وحتى بعد ان اقصته وحتى اليوم وبعد 11 عاما على رحيله. لقد كان يشعر بان مسؤليته ازاء شعبنا والبشرية تفرض عليه ان يدافع عن استراتيجية الحزب الوطنية والاممية داخل الحزب وكثيرا ما بقي وحيدا بينهم . واضطر احيانا وتحت ضغوط هائلة، للرضوخ الى ارادتهم وفقا للتربية الحزبية لذلك العصر فقد فرضوا عليه التثقيف بالجبهة مع البعث رغم انه كان على راس المعارضين لها والمحذرين من نتائجها الكارثية وسجل موقفه هذا باكثر من وثيقة ولاسيما وثائق المؤتمر الوطني الثاني . واخيرا تمكنوا من اقصائه عن القيادة . ورغم ذلك ضاعف جهوده الفكرية في تعرية السياسة الخاطئة لقيادة الحزب داخل الحزب وخارجه وعمل على نشر ما يتوصل اليه من حلول صحيحة لانقاذ شعبنا والمساهمة في انقاذ البشرية. لم يخطر على باله ابدا ان يترك الحزب ويشكل حزبا اخر ، لانه حزبه، الحزب المسترشد بالماركسية حزب الشعب العراقي والبشرية ، وهذه القيادة هي جسم غريب لابد ان يلفضه الحزب. . والمهم هو توعية الجماهير وتعبئتها في النضال ضد العدو الرئيس وادواته من ناحية والكشف عن المواقف المناهضة للشعب والوطن والانسانية للقيادات المنحرفة، والكشف عن الاعيبها في خدع القواعد الحزبية والجماهير ولنا في كتابات زكي خيري التي جاءت في كتاب " صدى السنين في كتابات شيوعي عراقي مخضرم" معين لا ينظب من التجارب في الكفاح ضد القيادة الانتهازية التي هيمنت على قيادة الحزب منذ انقلاب شباط الفاشي حتى المؤتمر الخامس للحزب لتسلمها الى تلامذتها .. ولاسيما تجربة المؤتمر الخامس نفسه وسبل الاستفادة من ايجابياتها وتوقي سلبياتها.
انعقد المؤتمر الخامس في احلك فترة من تاريخ شعبنا حتى ذلك الحين . شعب يعاني من ارهاب دموي لربع قرن ونتائج حربين دمويتين ومفعول اسلحتها المشعة تفتك بالاطفال والاجنة وحصار اقتصادي يحكم على الشعب بالتجويع والجهل والمرض. وتصاعد الصراع الفكري داخل الحزب الشيوعي العراقي وبين الجماهير احتجاجا على سياسة قيادته ومواقفها الخاطئة الذيلية. وتقدم الكثيرمن المخلصين بل وحتى غيرهم بمختلف الحلول للازمة فمن تجريم الحزب الشيوعي العراقي ككل و الداعي الى انهائه بترك صفوفه وتأليف حزب اخر تحت أي اسم آخر الى ترك الحزب وانتظار تصحيح اخطائه حتى لا يتحمل شخصيا مسؤولية تلك الاخطاء، في حين فضل اخرين مواصلة الكفاح داخل الحزب من اجل فضح المواقف الخاطئة وصياغة المواقف الصحيحة وفي مقدمتهم زكي خيري . وارى في رسالة له ملخصا تجربة المؤتمر الخامس التي تساعد على القاء الضوء على نتائج المؤتمر الثامن الذي اضطرت قيادة الحزب للوعد بعقده في الصيف القادم لتمتص غضب القاعدة الحزبية واصدقاء الحزب. وهذا ما نصت عليه ص 351:
"تميز المؤتمر الخامس عن جميع المؤتمرات الوطنية لحزبنا من عدة وجوه: الحرية والصراحة والحرارة التي اتسمت بها المناقشات والتي كشفت عن رغبة صادقة لدى المؤتمرين للنهوض بحزبهم واخراجه من ازمته الخانقة التي يعيشها منذ سنوات بسبب تورطه في سياسات انعزالية ومغامرة وذيلية وابتعاده عن شعبه ..
"ان ما يبعث على الامل ليس القرارات التي اتخذت ولا القيادات الجديدة التي انتخبت، بقدر ما هي الروح الجديدة التي يحملها الجيل الجديد من الشيوعيين العراقيين بعامة والاعتزاز الذي ابدوه باسم الحزب الشيوعي بما يشبه الاجماع.
" لم يكن المؤتمر متجانسا باي حال من الاحوال وكذلك الامر مع الوثائق التي صدرت عنه. كان هناك من حيث الفكر الاتجاه الماركسي اللينيني الواضح الى جانب البلبلة السائدة والتي يعكسها مقال عطية مسوح وقد نشر ردي عليه اثناء المؤتمر . وتيار اخر منساق مع التيار التروتسكي اللندني المعارض للينينية ، والسكرتير الجديد لايختلف جوهريا من سلفه سوى انه شاب.
" صوت المؤتمر على بضعة خيارات فاز بالاكثرية منها "الاسترشاد بالماركسية".. وانتصرت الروح الوطنية الثورية العراقية في معرض السياسة الجارية للحزب . فقد اعطى الاولوية لشعار " رفع الحصار عن العراق" حتى على اسقاط الدكتاتورية وطور الشعار المركزي الى" رفع الحصار عن العراق واسقاط الدكتاتورية واقامة العراق الديموقراطي الفدرالي الموحد"
" وقد تجلى انتعاش روح المسؤولية الوطنية في الحزب بتاكيد المؤتمر على ان تكون الثوابت الوطنية هي الاساس لكل تحالف وركز على توحيد وتفعيل التيار الديموقراطي. وجرى نقاش حامي الوطيس عند بحث المؤتمر الموقف من " المؤتمر الوطني الموحد" الذي يتزعمه العميل الامريكاني الكومبرادوري احمد الجلبي، وجرت مطالبة واسعة بالانسحاب منه.. وانتصر مبدأالاعتماد على القوى الوطنية لشعبنا داخل العراق بالاساس لاجراء التغيير المنشود وليس على العامل الخارجي . وقد جرى فضح المخطط الامريكي الذي يتبناه على المكشوف احمد الجلبي.
"واعتبر المؤتمر قرار الامم المتحدة بشأن ترسيم الحدود مع الكويت قرارا مجحفا كما رفض المؤتمر استخدام قوات الامم المتحدة لفرض قرار مجلس الامن حول حماية حقوق الانسان. واقر المؤتمر الفدرالية ضمن عراق موحد ورفض التجزئة وطالب بحماية مياه دجلة والفرات"
لايمكن تقدير نتائج المؤتمر الثامن هذا اذا انعقد اصلا. ان عقد المؤتمر الثامن ونجاحه في استعادة حزبنا لمواقعه الوطنية والاممية التي زينت تاريخه المجيد وعمقت جذوره في قلوب خيرة ابناء شعبنا يتوقف على جهود الرفاق المخلصين ليس من اجل عقده فقط، بل ومن اجل تحقيق انعطاف جدي في سياسة الحزب ومواقفه لما فيه مصلحة الشعب والوطن والبشرية والاخلاص للماركسية وتثقيف القاعدة الحزبية والجماهير بالبديل الثوري الوطني والاممي وتلخيص تجارب شعبنا وتجارب شعوب العالم لشحذ يقظتهم وتحفيز ذاكرتهم واطلاق سليقتهم الثورية.
ولزكي خيري وجميع شهداء الحزب اعطر الذكرى
سعاد خيري في7/4/2006

#سعاد_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات