أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فائز الكنعان - الامبراطورية الرومانية والمواطنة















المزيد.....

الامبراطورية الرومانية والمواطنة


فائز الكنعان

الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 02:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هايكو المواطنة والرعية

ان عظمة الامبراطورية / الجمهورية الرومانية كان بحمايتها للارواح والممتلكات في ظل قانون عادل للجميع دون ان تتدخل في حياتهم ولم تعمل على تغيير معتقداتهم او لغاتهم او دينهم او نظمهم الاجتماعية، كان هنالك حرية عقيدة في الامبراطورية الرومانية طالما انها لا تهدد الامن الروماني وان يعتمروا بعبادة الولاء للامبراطور وهي اشبه بيمين الولاء عدى اليهود فكان لهم رب يعبدوه.
المسيحية حين جاءت رفضت اولا عبادة الامبراطور او تقديم فروض الطاعة ورفضوا الخدمة في الجيش الروماني واتخذوا من الاحد عطلة واخذوا يعقدون اجتماعات سرية وهكذا اعتبرت المسيحية في البداية فئة هدامة وبدت وكآنها ثورة اجتماعية تهدد تقويض النظام الروماني.
في البداية استخف بهم الرومان ولكن حين زادت اعدادهم بدآت تخاف منهم وبذلك بدآ الاضطهاد والملاحقة، لاحظ ان الامبراطورية الرومانية تكفل الحرية الدينية عموما والمسيحية هي التي حاولت تقويض الدولة الرومانية والاستهتار بقوانينها الاشبه بالعلمانية…
فكانت المواجهة التي انتهت باعتراف الامبراطور قسطنطين بالمسيحية سنة 313 م اي بعد ثلاث عقود من التنكيل والاضطهاد بهم والذي اعطى نتيجة عكسية وقوة للدين الجديد وانتقلت على اثرها الامبراطورية من روما الى القسطنطينية لتغير مراكز القوى باتجاه الشرق وبدآ تعالي نفوذ رجال الدين المسيحي وبداية انتهاء العالم القديم والدخول في القرون الوسطى.
يطلق على مرسوم الاعتراف بالمسيحية مرسوم ميلان وعندها تم الاعتراف بها كدين والتعهد على حمايتها كما يحمي الديانة الوثنية الرومانية.
في هذه الفترة ظهرت الصراعات بين الوثنيين والمسيحيين وبين المسيحيين آنفسهم حيث بدات الخلافات والانقسامات وعالم الهرطقات . في البداية كان هنالك قسمين الاريوسية والاثناسيوسية ومع الوثنية قسمت وظائف الدولة. كان القرنيين اللاحقين الرابع والخامس قملة الصراع بين الطوائف المسيحية المختلفة حيث يقال ان الكل ومن مختلف الطبقات تشغلهم قضية المسيح الابن والاله الاب وهل مريم ام الرب وهل صعد ام مات ؟
نوع العلاقة بين الاب والابن والروح القدس شغلت الرآي العام والخاص وانقسم العالم المسيحي والروماني معه الى قسمين وما تبعه من بغيضة وصراعات وحروب.

الوثنية وهي دين الرومان الاصلي اصبح ملاحق في فترة قياسية حيث اضطهدت وصودرت املاكهم ومنعت ونهبت معابدها.
المثير ان رجال الدين الوثني لم يتدخلوا في حكم الامبراطورية الرومانية كما سيفعل رجال الدين المسيحي والذي ادى في النهاية الى حلول الكنيسة محل الامبراطورية الرومانية الغربية. فاصبج رجال الدين لديهم اعباء ادارية وكنسية.
من الملاحظ هنا ان الدين الجديد والذي جاء بشعارات الاخاء والمساوات ووطوبى للفقراء والخ فشل في قيادة الامبراطورية الرومانية الى بر الامان ومعها سكان العالم القديم بل ادخلهم في احلك عصور التاريخ ظلاما .

وهكذا فالمسيحية والاتية من الشرق دمرت اعظم امبراطورية في التاريخ، انجبت هرطقات متعددة منها الاسلام و الذي خرج من رحم المسيحية وخلافاتها والتاريخ هنا يعيد نفسه حيث الدين الجديد المتمثل بالاسلام يحتل القسطنطينية وهي معقل المسيحية الشرقية ومن بعدها تمتد الامبراطورية العثمانية لتحتل معظم اصقاع الرومان، الى ان جاءت الحضارة الغربية من جديد بعد ان هذبت الديانه المسيحية وخرجت بدين جديد هو البروتستانتية على انفاض الكثلكة والارثودكسية التي فشلت في احياء الثقافة الرومانية.)

قال اريوس ( اتباع الكنيسة اليونانية الشرقية، القسطنطينة الرومانية الشرقية) بوجود الاله قبل الابن واعتبر ان الابن مخلوق لا اله والا انتفت قضية الاله الواحد واتهم المسيحيين بانهم غير موحدين لانهم يعبدون الهين.
اما اثناسيوس ( الكنيسة اللاتينية الغربية، الرومانية الغربية ) فقد تبنى فكرة الثالوث المقدس وان الابن مساوي للاب، المثقفين واصحاب العقول اتبعوا الاول والبسطاء والدهماء كانوا مع الرآي الثاني. فالاول استعمل العقل والمنطق والثاني العاطفة.

ان التنظيم الكنسي في البداية كان بسيطا، رجل دين فقير او صاحب اطيان ورثها عن اهله يرعى القرية التابعة له ولا يوجد تنسيق بينهم في الغالب ، ولكن وبمرور الزمن وتحول الامبراطورية الرومانية الى المسيحية حصلت الكنيسة على امتيازات خاصة وتعقد السلم الكهنوتي واصبح يشبه تعقد الوظائف الادارية الرومانية، الفرق و اصبح رجال الدين هم اللذين يسيرون الدولة وتدريجيا اصبحوا يملكون الضياع والحقول التي يعمل فيها العبيد وجائتهم العطايا والهدايا واعفي الكثير منهم من الضرائب واصبحوا يسيطرون على الفقراء لانهم يملكون المال ويزوعونه على الفقراء وبذلك استطاعوا السيطرة والتحكم بهم ومستعدين لتنفيذ اوامرهم.
اذن امتلكوا السلطة الادارية واقتصاد الامبراطورية اصبح تدريجيا يمر عبر قنواتهم .
التحول كان سريعا، الكنيسة تحولت من هيئة بسيطة ديمقراطية الى بيروقراطية تمتلك الاراضي والضياع ومقدرات البشر وهذا ادى الى انتشار الفساد في الكنيسة واتساع الهوة بينها وبين جمهورها.
وهكذا ازداد حجم عروش وقصور وحشم وخدم ورجال البلاط رجال الدين المسيحي وتخلوا عن مفاهيم الاخوة والمساواة والعدل …وهذا ليس خللا برجال الدين بل هو نهاية اي فكرة تحاول تغيير او هندسة الطبيعة البشرية، فالشيوعية ايضا تكلمت بنفس لغة المسيحية، من تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع الثروات واحقاق الحق والمساواة ولكن رجالاتها اول من انقلب على المبادئ لآنها وببساطة تنافي العقل والواقع والطبيعة البشرية، فالطبيعة البشرية لا تتغير بالوعظ والتهديد والوعيد والتنكيل بل بالاقناعة والرضا فقط و فردي بحت يجب ان لا تتدخل به السلطة التشريعية او القضائية او الدينية والا انقلب البشر الى الضد ، يكرهون بعضهم البعض وينتهي بهم المطاف بحروب اهلية.

المسيحية للقارئ البسيط تبدو وكانها قصة حياة المسيح ودعوة بسيطة للخير واشفاء المرضى المصابين بالجذام والسير على الماء في يوم عاصف وتوزيع السمك والشراب والخبز في عرس للفقراء بعد ترتيل بعض الصلوات على كسرة خبز وسمكة ميته، ثم صُلب لانقاذ البشرية و قام ليعود، كما قلت هذه المواضيع في البداية بدت للجمهور البسيط وكآنها الخلاص من عذاب الدنيا وخاصة ان الدينونه كانت قريبة كما توهموا ، كل هذه الاساطير والخزعبلات والخرافات وبعد فترة قليلة تحولت الى ما سمي بعد ذلك بعلم اللاهوت المسيحي، ففلاسفة العالم الكلاسيكي تلقفوا المسيحية وهم بارعين في الجدل والفلسفة فتم خلط الفلسفة مع الاسطورة والخيال فتجادلوا في علاقة الله بالمسيح والملائكة ثم فسروا الدم والشراب والذبيحة والخ وهذا الجدل تحول بفترة قياسية الى لاهوت ودين وطقوس كنسية وجاءت صراعات وحروب وثراء فاحش ومؤامرات وبشر قتلت وشردت الملايين بآسم الرب.
ان انتقال الامبراطورية في عهد قسطنطين الى مضيق البسفور وتحوله تدريجيا الى المسيحية وبداية التوارث في العرش كان مؤشر بانتهاء العصر الكلاسيكي وبداية نظام عالمي جديد واهم هذه التحولات ان المواطن تحول الى الرعية، في العصر الروماني كانت هنالك مواطنة، حقوق و واجبات ومع انتشار الكنيسة تحولت المواطنون الى الرعية او القطيع، امبراطور القسطنطينية اصبح يمسك السلطات الدينية والسياسية رغم وجود مجموعة من الاباطرة، في انطاكية والاسكندرية ولكن في روما القديمة حيث الامور اختلفت حيث ضعفت الامبراطورية وبهذا عظم شآن كنيسة روما والبابا .

#هايكو_فائز



#فائز_الكنعان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون الاستبداد ثقافة وليست حالة طارئة
- التعليم لا يغير المجتمعات
- من مذكراتي ، طبقة البيض والكرامة التي ضاعت مع التأميم
- الديمقراطية ليست طريق شرعي ل هيمنة الاكثرية
- اياد جمال الدين واصضراب الشخصية
- النظام الانتخابي في العراق وما هو الحل؟
- في الرد على رسالة اياد جمال الدين لدونالد ترمب
- التعليم والعنف .
- عام السقوط او اعوام طويلة من السقوط.
- قضية الفساد الاخيرة وكيف تم تسويقها في الاعلام العراقي.
- في الرد على سنان انطون ومصطلح السكان الاصليون.
- ماهي الروح وهل الخلود فكرة طوباوية ام حقيقة علمية ؟
- العلمانيه والشريعة
- من وحي دونالد ترامب
- متلازمة سنجار ، Shingar Syndrome
- متلازمة ستوكهولم وثقافة الموت .
- مقلب القمامة ومسلسل الكابوس
- كيف تحول العراق من دولة الى مجموعة ميليشيات ؟
- خطة طريق للغرب للخروج من المأزق العراقي الشرق أوسطي
- برمجة العقل حسب الحاجة


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فائز الكنعان - الامبراطورية الرومانية والمواطنة