رحلة مع ال - Google - تحسين گرمياني

صفاء الصالحي
(Safaa Alsalhi)

الحوار المتمدن-العدد: 6056 - 2018 / 11 / 17 - 00:55
المحور: الادب والفن
    

كل رحلة قد تكون ممتعة أو قد لا تكون ، لكن رحلة تتجول بها بين صفحات كتاب جزيل النفع يلائم الواقع ويواءم افكارك لابد فيه من المتعة الذهنية التي تعزز المهارات العقلية ،
ورحلة ثقافية ترفيهية الى المهرجانات والمحافل الأدبية كمعارض الكتب ستتجول في اجنحتها مستمتعاً بعبق العلم القابع في بُطُون الكتب المرصوصة على رفوف المكتبات ستتعزز المهارات الثقافية والمعرفية لديك ، وأغزر مناهل الثقافة والمعرفة رحلة ثقافية ترافق فيها كاتب جهبذ تزخر رفوف المعرض بمنجزاته ( 8 روايات ،5 كتب مسرحية ، 5 مجاميع قصصية ، 2 كتب مقالات ، 2 كتب شعر ) .
بشيء من الفرح عشت عشية الاستعداد للسفر برفقة الاديب والروائي تحسين گرمياني ، كانت بوصلة الرحلة تتجه صوب أربيل الى " معرض الكتاب الدولي " ، ابتدأت رحلتنا كما تبدء اي من الرحلات الجميلة بيوم كردستاني ماطر وجميل بنكهة خاصة . بينما أقود السيارة بحذر شاقاً طريق الرحلة يقفز خيالي إلى تصور أجواء المعرض بين الحين والآخر ، ولم يرتقي ما رسمته في الخيال قبل الرحلة باجواء الرحلة التي عشتها من جو العلاقات الادبية والانسانية مع طبقة من المثقفين والاُدباء ، بالاضافة الى ما تحقق من أهداف ترفيهية ومعرفية وتطويرية .
ومثلما يمثل google وعاء من أوعية المعلومات المضغوطة به ، ومهمته تنظيم معلومات العالَم وجعل إمكانية الوصول إليها ممكنة من جميع أنحائه ونقل تلك المعلومات إلى المستفيد والباحث عنها ، فأن الگرمياني بمثابة وعاء المعرفة الذي احتشدت فيه الإجابات التي تمكني سبر أغوار الكتب والكُتاب والمكتبات ، يخلق إجابات لها وفقاً لوعيه وملاحظاته وقدرته المعرفية ، دائما ما احوال الوصول الى الطريقة التي يدير بها زنمبرك تفكيره،أو زيارة عقله وروحه وقلمه ومزاجه الانطوائي وبكل زيارة اجد اثر فيه لكاتب او كتاب ، نعم الرفيق المعلم الذي يذكي مراجل الرغبة الكتابية ، ونعم المؤنس بالرحلة .
قبل ان أقبل على الحديث عن شخصية الگرمياني الأدبية ، فان شخصيته الانسانية تجرني جراً للحديث عنها فهي عبارة عن منظومة من القيم الإنسانيةً بالمقام الاول ، مسالمة تبحث عن الهدوء في واقع شديد الصخب والضوضاء ، يوازن بين الهدوء والعزلة وبين التواصل اﻻجتماعي ، بسيط يتوالد الحوار الثقافي معه وينضج ويتكاثر بسهولة وبساطته دون تكلف بالمظهر كما يفعل الكثير بمظهره الخارجي لجذب الانتباه .
يقف القاص والروائي والمسرحي والمقالي الاديب تحسين كرمياني في قائمة الكتّاب المتنوعين في انتاجهم الإبداعي والموهوبين بعاطفة رقيقة ويقظة حادة في الشعور، يلاحق الأحداث ويؤسس بها فضاءً سردياً مميز وواضح في ساحة الإبداع ، استطاع أن يصور بأدق التفاصيل الحوادث التي تجري بشكل خاص في مجتمع مدينة جلولاء ( جلبلاء كما يسميها في رواياته ) والمجتمع العراقي بشكل عام انحاز فيها الى الفئات المعدومة والبائسة من جهة ، والمعادية للظلم والاضطهاد من جهة اخرى ، يتمتع بأساليب ابداعية متعددة بادوات مختلفة وبألوان ادبية متنوعة يزاوج بها الواقع مع الخيال بطريقة مشوقة وممتعة ، وما ان تقرء منجزاته تستنج من الوهلة الاولى انه كاتب مميز له رؤية خاصة تميزه عن الكتاب المعاصرين ، والكتابة عنده مسؤولية مقدسة لايمكن ان يخونها كالذين تتبدل جلودهم وأقلامهم وكلماتهم في ظل اندفاعهم الشره لتحقق مطالب شخصيّة . وتأتي المقالات المنشورة في الدوريات وعلى مواقع الانترنيت عن روايات تحسين گرمياني لتغني الدراسات بشذرات مفيدة ومن جملة الدراسات الأكاديمية التي كتبت عن نتاجاته وطبعت :
1- أطروحة دكتوراه المعهد العراقي للدراسات العليا بعنوان ( الشخصية في روايات تحسين كرمياني ) ،للطالب حامد صالح القيسي .
2- رسالة ماجستير جامعة صلاح الدين بعنوان نكهة السرد في قصص ( تحسين كرمياني ،عبدالله طاهر البرزنجي ، هيفاء زنكنه ) ، للطالب وسام سعيد فيصل .
3- رسالة ماجستير جامعة الموصل بعنوان ( التشكيل السردي الحواري في قصص تحسين كرمياني ) ، للطالب حازم سالم ذنون .
4- رسالة ماجستير جامعة صلاح الدين بعنوان ( التبئير السردي في روايات تحسين كرمياني ) ،للطالب بختيار خدر احمد .
5- رسالة ماجستير جامعة صلاح الدين بعنوان ( الحوار في رواية الليالي المنسية لتحسين كرمياني ) ، للطالب سامان ابراهيم سمايل .
6- رسالة ماجستير جامعة السليمانية بعنوان ( البنية السردية في رواية حكايتي مع راس مقطوع لتحسين كرمياني ) ، للطالب اكبر فتاح محمد .
7- رسالة ماجستير جامعة يوزونجيل بعنوان ( الحوار في روايات تحسين كرمياني الحزن والسيم ، اولاد اليهودية ، زقنموت ) ، للطالب صابر صابر ابراهيم البشدري .
8- رسالة ماجستير جامعة آلِ البيت ، الاْردن ، بعنوان (تجليات المكان روايات تحسين كرمياني ) للطالب قصي جاسم الجبوري .
وبذلك قد وضع الكرمياني بصمته على النشاط الروائي في الأدب العربي المعاصر ، وقد نالت نتاجاته الأدبية استحسان النقاد ما أهلها لحصد الجوائز العديدة في المسابقات الأدبية : ( المرتبة الأولى عام 2003عن قصة " يوم اغتالوا الجسر " ، المرتبة الأولى في مسابقة مركز النور - السويد عام 2008 عن قصة " مزرعة الرؤوس " ، المرتبة الثانية عن رواية " أولاد اليهودية " في مسابقة مؤسسة الكلمة في مصر ضمن مسابقة نجيب محفوظ للقصة والرواية عام 2010، المرتبة الثالثة عن قصة " ليلة النصر المبين " عام 1991 ) .
ويعد الكرمياني كاتب مثابر يسير بخطى ثابتة ورصينة الى القمة ليؤكد حضوره الفاعل فكرياً وفنياً في الساحة الروائية والثقافية العربية والعالمية عبر منجزاته الأدبية القادمة ، وعسى ان يكون له ذلك في روايته التي ستصدر قريباً بعنوان " ليلة سقوط جلولاء " ، التي تكمن أهميتها في كونها تأتي بعد اربع سنوات من العمل الجريء والدؤوب لتسرد بطريقة غرائبية وعجائبية أحداث المدينة من ديسمبر 2014 الى أكتوبر 2018 .




خدمة جديدة - مهم جدا
لتجديد معلومات موقعكم الفرعي (الصورة، النبذة والتصميم ) بشكل أوتوماتيكي
نرجو استخدام الرابط التالي، يعتذر الحوار المتمدن على تلبية طلبات التجديد المرسلة بالبريد الالكتروني
http://www.ahewar.org/guest/SendMsg.asp?id=

#صفاء_الصالحي (هاشتاغ)       Safaa_Alsalhi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات