|
علم الزمن ( س _ س )
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6055 - 2018 / 11 / 16 - 08:25
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
علم الزمن ( 1 ، 2_ س )
ربما كان الحاضر مصدر الزمن أيضا ، مع الوجود والحياة _ ولا شيء آخر هناك أو هنا بالتزامن _كما يؤكد معلمو التنوير الروحي منذ آلاف السنين ! .... لكل علم موضوعاته ومصطلحاته وقوانينه ...وهذا موضوع كبير ومعقد _ ومركب بطبيعته _ ويتعذر تلخيصه أو تكثيفه ، على الأقل بالنسبة لي حاليا . لكن قضية " البداية " مربكة ، وتقديرية أو تقريبية ، وتبقى في مجال التجربة والممكن والاحتمال ، ويتعذر فصلها عن " النهاية " ، بالتزامن يتعذر فصل هناك عن هنا _ الآن . ومع ذلك ثقتي بولادة علم الزمن خلال هذا القرن ، مصدرها الواقع والتجربة بالإضافة إلى المنطق النقدي _ المشترك ، وتجد تبريرها الإضافي في التفسيرات والحلول الفعلية لقضايا كان من المتعذر حلها بدون الفهم الجديد للزمن ، من حيث طبيعته واتجاهه ... مثلا الصدفة ؟ هل الصدفة حقيقة أم مجرد وهم عقلي ، وما دورها في الحياة والطبيعة والكون بأسره !؟ النتيجة ليست الطرف الثاني للسبب فقط ، أو تساويه وعلى مقاساته ، كما كان التصور القديم والمستمر إلى اليوم عبر طرق التفكير ما قبل العلمي ! النتيجة مزدوجة _على الأقل _ وهي مجموع السلاسل السببية التي تقبل التجربة والاختبار ، بالإضافة إلى سلاسل المصادفات المجهولة بطبيعتها ، ولا ترتبط النتيجة بشكل أحادي مع أحد المصدرين بمفرده أبدا ، وهذه الظاهرة قابلة للملاحظة والتجربة والتعميم بلا استثناء ، مما يرفعها إلى مستوى قانون علمي ( حتى يثبت العكس أو المغالطة التي كانت غامضة ) . بدورها الصدفة ، يمكن تفسيرها من خلال الزمن ، .... والمفارقة اللطيفة أنني توصلت إلى فكرة الحاضر المزدوج _ أيضا اتجاه الزمن _ من خلال محاولة حل لغز السبب والصدفة . .... يشكل الزمن أو الوقت _ الوقت زمن محدد والزمن وقت غير محدود ، تشبه جدلية اللغة والكلام أيضا جدلية الهدية والرشوة وغيرها من أحاجي التفكير الثنائي المتنوعة_ أحد الفوارق النوعية بين التفكير العلمي وبين التفكير ما تحت العلمي ، حيث الزمن بعد محوري في العلم . عبارة ما تحت العلمي _ أو دون العلمي _ تشمل مختلف أشكال الفكر المتوارث والمسبق ، حيث لا يوجد تفكير بالمعنى الحقيقي ، المنطقي والتجريبي ، بل خليط عشوائي من الهلوسة الذهنية وأحلام اليقظة السائبة والثرثرة العقلية المزمنة ....وهو معروف لدى الجميع ، ويشكل القاعدة العقلية الأولية والبدائية للفرد _ امرأة أو رجل _ بصف النظر عن احتمالات نموه وتطوره أو العكس انغلاقه وتحجره أكثر . على العكس من ذلك ، التفكير العلمي مستوى خاص ، ونوعي عبر قابليته للقياس والتجريب باستمرار ، وما يزال في المجال النخبوي وربما يدوم ذلك طويلا .... بعبارة ثانية وأشمل ، علم الزمن يشبه علم النفس ويتممه ، وربما تكون التسمية الأنسب علم نفس الزمن أو علم النفس الزمني ، الذي يدرس تأثير تصور الفرد للزمن على حالته العقلية ، بالاستناد إلى أسس علم النفس الكلاسيكي . بسهولة يمكن التمييز بين فردين بالغين ، من خلال مستوى التفكير والكلام والاصغاء وهي مهارات دينامية وزمنية بطبيعتها ، لكن التعقيد يزداد صعوبة مع الأطفال _ أيضا البالغين من مستوى الذكاء دون المتوسط _ ومع ذلك يمكن التمييز التقريبي بين الأفراد بحسب القدرة على فهم الترابط بين المقدمات ( الأسباب ) والنتائج .... .... وضعت الأسباب بين قوسين ، لأن الموضوع يستحق معالجة تفصيلية وتدقيقا أكثر وأعمق ؟ المقدمة تقابل النتيجة ، بشكل أوضح من السبب أو الأسباب . وخصوصا مقدمة القانون العلمي ، التي تتضمن نتيجته والعكس بالطبع . أو يتراجع إلى مستوى الفروض والنظريات الاحتمالية ،... هنا يوجد غموض يستدعي التأمل والتفكير ... علاقة السبب والنتيجة ، تنطوي على مغالطة ، حيث النتيجة تتضمن السبب بشكل مؤكد ، لكن العكس غير صحيح وليس خاطئا بالضرورة ...إنه احتمال قد يتحقق أو لا يتحقق ... يتضح ذلك بعد فهم ، أن الغد مصدر الحاضر وليس الأمس ، كما كان يفترض في الفكر القديم . ماذا يحدث للاحتمال الذي لم يتحقق !؟ ببساطة الفناء والتلاشي ، وموقف العلم واضح : ينبغي اهمال بقية الاحتمالات التي أهملها الحاضر أو الحياة أو الزمن ... كمثال على ذلك الفرد البشري ، هو نتيجة التقاء أحد الحيوانات المنوية للأب مع بويضة الأم _ ومصير الملايين التي فشلت في السباق ؟ الجواب ثنائي فقط : 1_ موقف العلم ، التركيز على الفرد الذي ولد . 2 _ موقف الفلسفة والدين وبقية أشكال ( التفكير ) دون العلمي ، يتوزع الانتباه إلى تلك الاحتمالات المتلاشية . كمثال تجريبي على ذلك ، وربما يوضح الفكرة أكثر ، علاقة الحفيد والجد : بوجود الحفيد ، يعرف الجميع أن لديه 4 أجداد من الجنسين ( طبعا المثال قد يلغيه التقدم العلمي في مجالات الانجاب والتكاثر ...) ، لكن المثال يوضح علاقة المقدمة بالنتيجة . لوجود الحفيد ( أنثى أو ذكر ) يلزم وجود زوجين من كل جنس ، يمثلان السبب ( الاحتمال ) ، بينما الحفيد يمثل النتيجة ( الحقيقة ) . بعبارة أوضح : النتيجة تتضمن الأسباب ، والعكس أحد الاحتمالات ويبقى في مجال التوقع والغموض ، وبالمصطلحات العلمية يبقى في مستوى النظرية ...ولكي يتقدم إلى مستوى القانون _ حيث الحقيقة والوجود الفعلي _ يلزم حل المعادلة الغامضة واكتشاف قيمة المتحول الجديد ( النتيجة ) ؟ أعتذر عن اللغة الغامضة _ رطانة الفلسفة والشعر وأسلوب الفلاسفة والأدباء _ حيث محاولة توحيد المتناقضات ودمجها عبر عنصر واحد ، مفرد ، وبسيط أيضا !؟ بالطبع ذلك غير ممكن على مستوى الواقع والتجربة ، فقط على مستوى اللغة والدلالات ذلك صحيح وجميل أيضا لكنه خارج الواقع التجريبي ، والموضوعي ربما ... .... كيف يمكن حل لغز العلاقة بين الحفيد _ة والأجداد ؟ يتعذر ذلك بلغة الفلسفة . لكن بالانتقال إلى الأسلوب العلمي : نمثل الأجداد بالسبب ، والحفيد _ة بالنتتيجة ... ويتوضح الغموض بشكل مباشر وسهل : العلاقة بين السبب والنتيجة ليست مساواة . النتيجة = السبب + الصدفة . لا يوجد سبب واحد ، بل سلاسل سببية . بالمقابل لا توجد صدفة واحدة ، بلا سلاسل مصادفات . الماضي والأمس خصوصا مصدر الأسباب . المستقبل والغد خصوصا مصدر المصادفات . الحفيد _ ة ، نتيجة . بينما الأجداد سبب فقط ، وهنا المفارقة اللطيفة : العلم بسيط ويتضمن الفلسفة وغيرها . العكس غير صحيح ، وغير جميل غالبا . .... ملحق ضروري هذا الالحاح على موضوع الزمن ، هل هو نوع من المبالغة الهستيرية أو النرجسية ، أو غيرها من الانحرافات العقلية التي تصيب فئران الكتب ومهووسو الأفكار الجديدة والغريبة ، الذين يستبدلون الانشغال المشترك ( المالي والاجتماعي وغيره ) بتركيز الاهتمام على العقل والمعرفة والتفكير _ من أمثالنا ! ومع تقبلي لذلك الاحتمال ، أشعر أن واجبي الأدبي أو الإبداعي بصراحة ، يدفعني إلى تكملة الحقيقة التي صدمتني ، ولا أستطيع تجاهلها أو الاهتمام بموضوع آخر ، قبل أن أكمل ما بدأت وقد يكون ورطة حقيقية ... الحقيقة التي أتحدث عنها ، وجود بعد أو عنصر أو _ عامل زمني _ في مختلف أشكال الحياة الإنسانية بعد فهمه ، والتعامل المناسب معه ، يمكن تخفيف المعاناة وسوء الفهم المتبادل بدرجة ملحوظة ، وأحيانا يكون وحده يكفي للشفاء من القلق وانشغال البال المزمن ، والضجر على وجه الخصوص . يوجد مثال لا يجهله أحد ، لعب الأطفال : يحول الطفل _ة كل ما يصادفه إلى لعبة مثيرة ، ويفضلها على قضايا ( الكبار ) ومشاكلهم المزمنة وغير القابلة للحل بمعظمها . كيف يحدث ذلك ، أو بعبارة أوضح ، ما الذي فقده الفرد ( أنت وانا ) وأضاع معه السلام الداخلي ، واستبدل ذلك بانشغال البال المزمن أو العذاب النفسي بعبارة أبسط !؟ تجربتي الشخصية ، أن الوقت أو البعد الزمني هو الحلقة المفقودة بين الطفل _ة والفرد الحالي ( امرأة أو رجل )... الطفل يمنح وقته الشخصي بلا حساب لكل موضوع يصادفه . الفرد البالغ يعجز عن ذلك ؟ السبب في الاعتقاد الخاطئ أن زمنه الشخصي ، أو وقته أو عمره محدود ومصدره الماضي !! كنت لأستبدل واحدة من إشارتي التعجب بالاستفهام ، قبل سنة ... واليوم ،.... وحتى يثبت خطأ أو بطلان " الحقيقة التجريبية " التي اكتشفتها : الحاضر مصدر الأمس ، والغد مصدر اليوم . الحاضر بداية الزمن ونهايته بالتزامن . بعدما يثبت شخص أو مؤسسة وغيرها ، ليس تجريبيا فقط ، بل منطقيا أيضا خطأ الفكرة السابقة سأتوقف واعتذر . وربما أتوقف عن الكتابة في الشأن العلمي والفكري.... بشكل نهائي وحتى ذلك الوقت ليس أمامي سوى شرح حدث بسيط _ هو ببساطة تجربة البخار ( واط ) والجاذبية ( نيوتن ) _ ومباشر ، ويتكرر كل لحظة ، كما أنه يقبل التعميم والاختبار بلا استثناء : كل لحظة ينقسم الحاضر إلى اتجاهين متعاكسين 1_ اتجاه الزمن والأحداث ... من الحاضر إلى الأمس إلى الماضي ، والعكس 2 _ اتجاه الحياة والأحياء ... من الحاضر إلى الغد والمستقبل ....!!! ... علم الزمن ( 2 _ س ) الحاضر نتيجة التقاء المستقبل مع الماضي ، أم العكس ، الحاضر هو مصدر الزمن ؟! أم حالة مركبة ، والحاضر مزدوج ، ومضاعف ، ويمثل النهاية والبداية بالتزامن ! في المستوى اللغوي والفكري فقط ، يتعذر حل هذه المعضلة . يتعذر حل المعضلة الجدلية ، في الواقع اليومي والعملي.... لحل معضلة الجدل وتكافؤ الضدين ، ومع بقية الثنائيات أيضا ، لا يكفي فرض واحد أو معطى واحد بمصطلحات العلم ، بل يحتاج الحل الحقيقي والصحيح دوما إلى معطيين جديدين على الأقل . فكرة الثالث المرفوع خطأ منطقي وتجريبي ، يتعذر تحقيقها بشكل علمي وعملي . ناقشت في نصوص سابقة عديدة هذه الفكرة من حلال أمثلة ( الرشوة _ الهدية ) حيث يتعذر الفصل والتمييز بينهما ، قبل دخول عناصر أو معطيات جديدة كالأجر ...والمكافأة والاكرامية والدفع المسبق أو اللاحق وغيرها . وناقشتها _ فكرة الجدل وطريقة حلها الصحيحة _ عبر نص الخوارزمية ، وتوقفت بشكل خاص وطويل مع ثنائيات السبب والصدفة ، وهي بطبيعتها مغالطة غير قابلة للحل بصيغتها القديمة ، ومع التصور الخاطئ لاتجاه سهم الزمن يزداد التشويش والخطأ . باختصار حل معضلة الجدل ، هو الحل الدينامي والتطوري _ المتكامل ....ولحسن حظنا لقد تحقق بالفعل في زمننا ، وهو منجز انساني عظيم بشبه نظم اللغة والأخلاق والقيم وغيرها من المنجزات الإنسانية العظيمة بالفعل _ لا العنصرية والمخزية كأبطال الموت والحروب الذين تغص بهم كتب التراث الصفراء وفي مختلف الثقافات القديمة والحديثة أيضا للأسف _ ....كما لا أحد يحتاج للشرح ، تكفي داعش وأخواتها على سبيل المثال لا الحصر . بالمختصر المفيد ، يتعذر حل معضلة الجدل بشكل مباشر ، وهي تشبه أحجيات زينون الأليائي وغيرها من الأحجيات القديمة في أدبيات التنوير الروحي ...مثل التصفيق بيد واحدة وغيرها . تلك نتيجتي وتجربتي ، ...ربما ينجح أحدهم بحلها بالمدى المنظور ، وسيكون _ بلا شك _ أجمل يوم في حياتي ، وأجمل ربما _ حتى _ من يوم زواجي الثاني والأخير . المهم ، وعلى عادة العلماء بإهمال المصلحة الشخصية وتفضيل الحقيقة حتى ، على الحب والقلب ، عودة للموضوع ، ..... بالملاحظة المباشرة يمكن فهم الفكرتين ، ازدواج الحاضر أيضا اتجاه الزمن من الغد إلى الأمس ، ومع ذلك يتعذر حل مشكلة البداية والنهاية ؟! يتعب عقلي إلى درجة الألم ، عندما أحاول تخيل فكرة البداية أو النهاية ... وجدت بعض العون والمساندة النفسية على الأقل _ الحل المقبول منطقيا ويمكن فهمه _ في معالجة ستيفن هوكينغ للفكرة في كتابه الشهير تاريخ موجز للزمن ، ويفترض أن أية نقطة على سطح الكرة الأرضية تمثل الوضع المزدوج للنهاية والبداية ، وهي فكرة قابلة للتصور والفهم ، خصوصا بعد إدخال فكرة خطوط العرض والطول الوهمية بطبيعتها . ومع ذلك ، أميل أكثر إلى الموقف البوذي ودعوته الفرد إلى التواضع _ بالتزامن _ مع دعوة المعلم الأول ....اعرف _ي نفسك .... فكرة البداية والنهاية وصعوبة تصورها ، تتصل مباشرة بصعوبة تخيل فترة ما قبل الولادة ، أيضا فترة ما بعد الموت الشخصي . وهي أحد التمارين الذهنية المركزية في التنوير الروحي ، خصوصا اليوغا وبوذية زن . أقصد تمرين " أين كنت قبل أن تولد _ين " ....وأنصحك بتجربته الآن _حيث أنت . لا وجود لزمان منفصل عن المكان ، ولا العكس أيضا . الزمكان ، إضافة اينشتاين النوعية ، التي نقل عبرها فكرة وخبرة الزمن ، من مستوى الفلسفة والتفكير الذهني المجرد والنظري ، إلى مستوى العلم الحديث والشعور والتجربة ، كما أنها تشكل الحلقة المشتركة له _ اينشتاين _ مع البوذية وفكرة وحدة الوجود ، المشتركة بدورها مع الموقف الفلسفي الكلاسيكي والمعروف . وحدة الزمان والمكان ، تتصل بحالة الشعور والتفكير أحد الإشكاليات المركزية في علم النفس الكلاسيكي والحديث معا ....قد ينفصل الشعور عن الفكر بحالة المرض العقلي الشديد . ويمكن تحييد الشعور ( وتغييبه ) كما يحدث في عمليات التخدير قبل الجراحة ، وموضوع الشعور ناقشته في نصوص عديدة _ سواء في علاقته بالفكر أو بشكل منفصل _ والاضافة الوحيدة على ما سبق ، أن مشكلة المعرفة لا تقتصر على أخطاء الشعور والحواس ، بل تتجاوزها إلى العقل نفسه والدماغ البشري بالتحديد ، حيث تتواجد مراكز تشويه الواقع وتحريفه _ التي تجاوزها التطور ثم تحولت إلى عبء ومشكلة حقيقية مباشرة وخطيرة _ لكي يتناسب مع الرغبة أو الحاجة ، وقد يتحول إلى مصدر التهديد الأساسي لحياة الانسان وبؤرة معاناته . .... الحب وفكرة الزمن ... نحن _ أنت وأنا _ نرغب ونتوقع أن يحبنا الشريك _ة العاطفي كما نحن ، وأن يغير تصوراته وعواطفه مع تغيراتنا العقلية والعاطفية وليس العكس ( أن نتغير نحن بحسب رغبته ) ،...للبحث تكملة .... علم الزمن ( س _ س ) ...بين بوذا واينشاتاين
النسبية العامة وفهم الاتجاه الصحيح لمرور الزمن ؟! تواضع بوذا وغرور اينشتاين .... الوجود حركة وتغير ، والسكون تصور عقلي لا وجود له في الكون ؟ تلك خبرة وفكرة بوذية أصيلة ، قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة ! تشبهها فكرة حديثة وأكثر إثارة للدهشة ، والغرابة ، الفردية أيضا تصور عقلي ! بدوره اينشتاين قام بخطوة تقارب المعجزة ( تدمج بين الفيزياء الحديثة والفلسفة والتنوير الروحي ) ، عبر التفكير من خارج العلبة ، ومع احتفاظه بحالة الوعي والصحو وهو بكامل يقظته ، ....ليدرك بعدها الترابط العضوي بين المكان والزمان ، وبعد قرن على ذلك الاكتشاف ما يزال الكثيرون يجدون صعوبة في فهم ذلك وأنا منهم ، وهو ما دفعني إلى التفكير الدوري والمتكرر بالزمن والذي تحول إلى هاجس مزمن . الفكرة البوذية المحورية لا تقل دهشة وغرابة ، ....النهاية والبداية وجهان لعملة واحدة . يتعذر على العقل تصور فكرة الخلق أو العدم ، مع صعوبة تخيل البداية الأولى ، أو النهاية والفناء ، ومع ذلك نجح بوذا _ عبر النصوص المدونة تحت اسم بوذا _ بالتفكير المنطقي ، وفتح الباب للمعرفة والتفكير الحر منذ أكثر من 3000 عام ! ويرد اينشتاين التحية بأحسن منها ، ويخطو بالفعل الخطوة الأولى في تأسيس علم الزمن ، ولكن ، عن غير قصد ، ربما .... يتجاهل أو يغفل فضل بوذا وسبقه لفكرة النسبية ، وعدم جواز فصل هنا عن هناك . ....الموضوع يستحق مناقشة أكثر عمقا ، وربما لي عودة إليه ، إذا توفرت لدي معلومات أو أفكار جديدة ، .... الفهم الصحيح لاتجاه الزمن ، أو التصور الجديد ، يشرح ويفسر بوضوح مشكلة إنسانية مشتركة ومعروفة منذ أقدم العصور ....الجشع وحالة عدم الكفاية أو انشغال البال المزمن ؟ مع بقية أنواع وأشكال المرض الذي تصيب الفرد ، عن طريق العقل والتفكير فقط ... وبحسب تجربتي الشخصي ، يصلح الفهم الجديد لطبيعة الحاضر ولاتجاه الزمن ، كعلاج حقيقي للقلق والضجر ولبعض الأمراض العقلية ، أو يساعد بقية العلاجات في الحدود الدنيا . يمكن تعريف الضجر _ والسأم خصوصا أو الضجر المزمن _ بأنه الشعور الذي يتزامن مع أوقات الفراغ كما ويتلازم مع فقدان الاهتمام . وبعبارة ثانية ، الضجر أو غياب المثيرات مصدره الزمن الساكن والذي يخلو من الأحداث . والعكس ، فيما يخص القلق . يمكن تعريف القلق ، بأنه الشعور الذي يتزامن مع الأوقات المزدحمة بالأحداث . أو ، القلق مصدره الاثارة الزائدة ، وهو نوع من الخوف اللاشعوري . .... الجشع أو عدم الكفاية أو انشغال البال المزمن ....خبرة وفكرة واحدة ، من يجهلها ! الجشع هو الشعور المزمن ، والثابت بالجوع أو العطش ، وبدون أن يكون الجسم بحاجة فعلية إلى الماء أو الطعام ، وهو مرض عقلي معروف منذ عشرات القرون . عدم الكفاية هو ، حالة عدم الشعور بالشبع وعدم الشعور بالارتواء وعدم الشعور بالراحة ، بشكل مزمن وثابت . وبعبارة أخرى ، عدم الكفاية هو الشعور الثابت بنقص شيء ما بالتزامن مع القلق المزمن ، بدون سبب واضح ومنطقي وراء القلق . بل هو شعور يصدر عن العقل والتفكير وليس بدافع الحاجة الجسدية الفعلية للطعام أو الشراب ، كما أن القلق المصاحب للحالة مصدره العقل ، وليس التهديد الحقيقي والموضوعي المتعارف عليه اجتماعيا وطبيا . وبعبارة ثانية ، عدم الكفاية ، تعني انعدام الأمان الوجودي . وهي حالة مرضية ، تشير بصراحة إلى خلل أو نقص أو عدم تكيف مزعج ويحتاج إلى علاج . انشغال البال المزمن ، أو فجوة الألم ...أنت هنا وعقلك هناك . .... الجشع بدون دواء حديث على شكل عقاقير دوائية ، يمكن الحصول عليها في المشافي أو الصيدليات ، لأنه مرض في العقل والتفكير وليس في الجسد . ويمكن فهم الكيفية التي يتشكل بها الجشع ، بصورة تقريبية عند الأفراد الأصحاء جسديا... بصورة عامة وعلى التقريب ، تنشأ عادات سوء التكيف في مرحلتي المراهقة والكهولة ، بالتزامن مع الحالات والظروف الانتقالية ، وهي تبدأ كحالات خطأ بسيط في التقدير أو الاتجاه ، لكن المشكلة تتفاقم مع مرور الزمن ، والعملية التراكمية تشبه إلى حدود المطابقة المقامرة أيضا الاستدانة بقروض باهظة _ حل مشكلة الحاضر على حساب الغد _حيث يبدأ طريق الانحدار على شكل ميل بسيط ولذيذ في البداية ... لكن ، وبسرعة تكاد لا تصدق ، يجد أحدنا نفسه في قاع الهاوية . .... حالة مراهق _ة ، فرد كهل _ة ....امرأة أو رجل ؟ لسبب ما ( توجد مروحة متنوعة من الدوافع تشمل مختلف الأوضاع الإنسانية اليومية ) ، يشعر أحدنا بعدم راحة بسيط ، في هذه المرحلة يمكن أن تكون البداية لاكتساب مهارة جيدة تغني شخصية الفرد وحياته معا أو تدمرهما ... مثال مزدوج ... 1 _ إيجابي ، امرأة _ أو رجل _ ...يدفعها القلق إلى تشكيل هوايات معرفية أو جمالية ...مثل تعلم لغات أجنبية أو الرقص أو الموسيقا أو تعلم فنون التعبير والاصغاء . 2 _ سلبي ، ...يدفعها القلق إلى تشكيل عادات إدمانية ...مثل الكحول أو الثرثرة أو التدخين . الفارق النوعي بين العادة الإيجابية أو الهواية وبين السلبية أو الإدمان ، الهواية سلوك إرادي واع وشعوري . الإدمان سلوك لا إرادي ولا واعي ولا شعوري . الهواية تدفع الفرد باتجاه طريق الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس . الإدمان يدفع الفرد باتجاه طريق المرض العقلي : اليوم أسوأ من الأمس . .... هامش 1 اتجاه اليوم أفضل من الأمس ، لا يعني الصعود والارتقاء بكل لحظة ! ذلك مجرد وهم وحالة من الانحراف العقلي أو هوس الكمال . بل اتجاه ومعيار أيضا يشبه البوصلة . مثال على ذلك التدخين ( أختار عادة التدخين أكثر من غيرها ، لأنها تمثل المنتصف الحقيقي _ الاجتماعي والثقافي والديني _ بين الهواية أو العادة المرغوبة اجتماعيا وانسانيا وبين الإدمان أو العادة غير المرغوب فيها ) ... يوم مقابل يوم ، التدخين أفضل من عدمه ( وهذه مغالطة التدخين التي يتعذر معرفتها ، قبل عملية التوقف الفعلي عنها ) . أسبوع مقابل أسبوع ، يحافظ التدخين على تفوقه الفعلي . شهر مقابل شهر ن يحدث توازن قلق ، مع ميل الكفة لصالح الإقلاع عن الإدمان . بعد أكثر من مئة يوم بدون تعاطي المادة الادمانية _ التدخين بهذا المثال _ تبدأ حياة جديدة بالفعل ، وليست على مستوى الشعور فقط ، بل ويدركها شركاء الفرد المحظوظ ( امرأة أو رجل ) وأقربائه وأصحابه . المثال على قوة الزمن ووجوده النفسي كمحور للصحة العقلية ، وللتوازن الشخصي . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علم الزمن ( 1 ، 2 _س )
-
علم الزمن ( 1 _ س ) مدخل وتمهيد
-
الوسيلة والغاية _ حلقة الختام
-
الوسيلة مصدر أولا
-
رسالة مفتوحة إلى المستقبل _ من أريك فروم
-
الوسيلة تبرر الغاية أولا ( 1 _س )
-
حياتنا ....
-
بعبارة ثانية ....تشكيل قواعد قرار من الدرجتين الدنيا أو العل
...
-
قواعد قرار من الدرجة العليا _ مقدمة ثانية
-
قواعد قرار من الدرجة العليا _ حلقة مشتركة
-
قضية الخاشقجي ونظرية المؤامرة
-
قواعد قرار من الدرجة العليا ( 2 _س )
-
حلقة مشتركة بين الذاكرة الجديدة وقواعد قرار من الدرجة العليا
-
قواعد قرار مزدوجة
-
قواعد قرار ثابتة
-
الذاكرة الجديدة ( س_س )
-
الذاكرة الجديدة ( 3 _س )
-
الذاكرة الجديدة ( 2 _س )
-
الذاكرة الجديدة ( 1 _س )
-
مغامرة فكرية _ خلاصة بحث
المزيد.....
-
أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل
...
-
روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء
...
-
السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي
...
-
الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
-
من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
-
البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق
...
-
نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل
...
-
رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت
...
-
وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
-
-ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|