فاضل ضامد
الحوار المتمدن-العدد: 6054 - 2018 / 11 / 15 - 20:10
المحور:
الادب والفن
مسامات
...........
يشاع أن بيدر القمح طارت حباته في بطن الطيور. وأن الأرض جفت مآقيها .فلا زرع فيها ينبت غير حصف الارواح المكتنزة بالجوع . كل المرايا أشرقت لتنال من صورنا ونحن بالحسرة نغمس بما تبقى من جفون .الأعين كسيحة والنور بوابات متتالية على المدى الغارق بالآفاق .حتى أكفنا يشذبها اللمس خشية من خشونة الفاقة .علمنا الماضون ، أن الصبر مر وعلينا أن نمضغ أطرافه حتى لا نقع في مستوطناته المنتفخة بنا . نحن كسائر النبات ، حين يلامس العطش يسرع نحو السماء ليمسك بعض ما تعلق من ندى . ويقال أن بيرق النصر خفق كثيرا فوق جسدنا حتى أصيب باللهاث ظنا منه أننا نائمون . الطريق المعفر بآثارنا مرت عليه دابة النسيان فاختنق التراب وجفل حتى تلوث فأصبح بطعم القسوة . كانت قدورنا تطبخ الماضي بملح الحاضر ، الا أن الفاصلة بينهما كانت ماسخة . سبخة جدا تلك الجلود وهي تحرث مساماتها ، فلابد من سقي وأن النبات شعر قابل للغليان . هكذا أدور بين تفاحة آدم أو نهد حواء .السبيل الوحيد أننا نكفر عن أخطائنا بملأ الفراغ بين حافة الموت والحياة..
فاضل ضامد
2018
#فاضل_ضامد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟