أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الهامش والتهميش وحرق العلم الوطني














المزيد.....

الهامش والتهميش وحرق العلم الوطني


المريزق المصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 6053 - 2018 / 11 / 13 - 23:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأنا أتابع أمس واقعة حرق العلم الوطني المشينة، تيقنت من جديد أن حلقات " المسلسل الديمقراطي" قد انتهت من دون تقدم على مستوى العمل الديمقراطي الشعبي. الحديث هنا ليس عن " القوي" أو "الضعيف" بل عن فشل جيل كامل من الفاعلين بمختلف أنواعهم، في تأطير وتكوين وتنظيم جيل التلامذة والطلبة والشباب عموما..
إن غياب أي إنعكاس ملموس على حياة الفئات الشعبية الواسعة التي يزداد جهلها بقوانين الصراع، و قيم المواطنة واحترام رموز الوطن ، نتيجة طحنها كل يوم ، وليس كل قانون مالية جديد؛ يسائل الجميع عن الإمكانات المرصودة للأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني التي تستفيد من الدعم الوطني والخارجي..
إن حادثة حرق العلم الوطني، هي حرق للقوى الوطنية والتقدمية، التي لم تحقق الأهداف المنشودة التي سطرتها لنفسها والتي ما تأبى الاعتراف بفشلها، منذ أن أصبحت ديكورا ملائما لتمرير التشريعات التي تعزز الاستغلال والطبقية والنهب والفساد والريع بكل أشكاله وأنواعه.
إن حادثة حرق العلم الوطني، مؤشر واضح على فقدان جيل البراعم والشباب، ورأس مال البلد كل الثقة في القوى الوطنية والتقدمية، بل وفي جدوى الانتخابات ومن يتحرك في فلكها ، ومن يمثلها.
إن الجماهير الشعبية التي تخلفت عن صناديق الاقتراع بحسها السياسي علمت شبابها وأبناءها الحقد على السياسة والسياسيين، وغرست فيهم إحساسا عاما بأن الانتخابات لم تعد لها دلالات سياسية واجتماعية هامة، والنتيجة هي رفض مؤسسات الوساطة، ورفض اللعبة المغشوشة، لترفع شعار التغني بالمطالبة ب" إسقاط الجنسية المغربية".
وإنه لمن باب المخادعة و تكريس التغليط والمغالطات والقفز إلى الأمام، تحميل ما وقع أمس للتلاميذ أطفالا و شبابا..
من هنا، يتضح أن الأمر أبعد وأخطر من الحادثة نفسها، خاصة في ظل الاحتقان السياسي والاجتماعي وتردي الأوضاع الاجتماعية، و ابتعاد الحكومة عن تحمل المسؤولية، وتسميم بعض شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام للأجواء..
وسيكون من قبيل اللغو اللغوي و الغلو والمغالطة استمرار السكوت على ما يحصل في مغربنا، والعزف على أسطوانة تطوير الهامش الديمقراطي الذي لم تستفد منه لحد الآن سوى القوى الرجعية المتسلطة على السياسة والاقتصاد والثقافة، والذي فرضته الجماهير الشعبية والقوى التقدمية الممانعة والديمقراطية عبر مسيرة طويلة من الجراح والآهات والكفاح والتضحيات.
إن سياسة تدجين القوى الوطنية والديمقراطية، جعلت نخب المركز تركب الوهم وتترك الفضاء العمومي خاليا من أي تأثير ، بل ساهمت هي الأخرى في زرع التشكيك والتخوين في أطرافها وجسدها وتحقير الكفاءات وتهميشها، طمعا في الترقية الاجتماعية، وتنفيذ شروط المد النكوصي العام، وفك ارتباط المعارضة الإصلاحية بالجماهير ونضالاتها..والنتيجة هي تفكك الصف الوطني الديمقراطي، حتى أصبح مثل" أولاد الحجل"..
مرة أخرى، إن حادثة حرق العلم الوطني، لا يجب السكوت عنها أو محاولة تبريرها، إنها تدعو الجميع إلى وقفة مسؤولة، وإلى تحليل نقدي يراجع من خلاله " الزعماء" حساباتهم وأخطائهم. إن المسألة كما يعلم الجميع لم تعد فقدان طعم السياسية واحترام المؤسسات المنتخبة، بل أصبحت تطرح مصداقية الأحزاب بيمينها ووسطها ويسارها.
وبصرف النظر عن اختلافاتنا وزاوية الرؤية لهذا الواقع المر، يظل الهاجس الذي يجب أن يحركنا هو الإيمان بالوطن وبالتشبث بالنضال المستميت من أجل بناء المجتمع الديمقراطي الحق اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا. إن الظروف الحالية لا تبشر بالخير، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤوليتها كاملة في ما يحدث الآن، وفي ما يمكن أن يحدث غدا.
لقد سئمت الجماهير الشعبية الحياة في الهوامش وفي المغرب العميق والعالم القروي، لأنها لم تستفد بعد من حقها في الثروة الوطنية، ومن حقها في العدالة المجالية والبنيات الأساسية، رغم التغني بالمخطط الأخضر والأزرق.. ورغم الاستقلال الذي شهدته بلادنا منذ منتصف القرن الماضي.
قد يبدو للبعض، و بخاصة قصارى النظر، هذا الحكم متسرعا ومتشائما، لكنها الحقيقة، رغم مرارتها، فهي ساطعة كالشمس، تؤكد انقسام الصف الوطني والديمقراطي على نفسه، وابتعاده عن حقل الصراع، وأن المسألة في نهاية المطاف لا تعدو توزيع أدوار جديدة، غير متجانسة للأسف، حول اقتسام " الحلوى الحكومية" التي لم يكبر حجمها مع تزايد عدد الطامعين في حصصها.
إذن لا يمكن أن نسكت عن واقع الهامش والتهميش، لأن شرعيتنا نستمدها من وفائنا للحاجة اليوم وغدا إلى استخلاص دروس تجربتنا النضالية، في علاقة مفصلية بالقضية الديمقراطية وليس بالهامش الديمقراطي.كما أن مواصلة الكفاح بنفس جديد وبرؤية خاصة للمستقبل، هو مهمتنا المرحلية، و جوهر نضالنا اليومي في الهامش ضد التهميش، ومن أجل تحقيق التقدم الاجتماعي ونبذ التبعية، ولكي لا يحرق الشباب علمنا الوطني ولكي لا يتنكر لجنسيته.
المريزق المصطفى
أستاذ باحث في السوسيولوجيا
بجامعة المولى اسماعيل-مكناس



#المريزق_المصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة قادمون وقادرون مغرب المستقبل: بيان إلى الرأي العام الوط ...
- من أجل نقاش هادئ حول الامازيغية
- انتهاء تاريخ صلاحية- الفاعل..
- حركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل: لا للاحتلال الاسباني لش ...
- الكلام المرصع
- علاقة الفكر بالواقع عند حركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل
- المريزق يدعو لفتح الحوار مع حزب العدالة والتنمية بالمغرب
- ماذا نريد؟
- الشعب والوطن: مساهمة في نقد التوتر الاجتماعي
- لست حيوانا سياسيا
- في أوليات الخطاب الحركي الجديد: محاولة للإقناع
- لنخدم الشعب
- حركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل: بيان استنكاري
- بيان الهيأة التأسيسية لحركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل
- إلى أين نسير؟
- حركة قادمون وقادرون - مغرب المستقبل، بيان فاتح ماي 2018
- من أجل التجمع الوطني للديناميات الاجتماعية RNDS..
- الأحزاب السياسية هي المشكل
- اطلقوا سراحنا..!
- الجامعة الشعبية حلم يتحقق


المزيد.....




- على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا ...
- في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ ...
- بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل ...
- هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
- مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ ...
- مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
- حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
- دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با ...
- كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو ...
- طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - المريزق المصطفى - الهامش والتهميش وحرق العلم الوطني