أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - فى ذكرى ولاده البير كامو!














المزيد.....

فى ذكرى ولاده البير كامو!


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 13:12
المحور: الادب والفن
    


فى ذكرى ولاده البير كامو!

سليم نزال

اظن انى لا ابتعد كثيرا عن الحقيقه ان قلت ان كامو كان من اهم فلاسفه القرن العشرين تاثيرا .من اسطوره سيزيف الى الطاعون الى الغريب كنا نجد انفسنا فى قلب فكر التمرد حيث الاسئله الكثيره حول الوجود الانسانى و حل المفاهيم الكبرى مثل الحريه الخ. نتشارك فى الشقاء الانسانى الذى انشغل به كامو الذى يعبر عنه فى اسطوره سيزيف اليونانيه التى تمثل صعود سيزيف الى الجبل و ما ان يصل اليه حتى يسقط لكى يعود ثانيه و هكذا دواليك..فى فكر كامو ذلك الخليط من التمرد و العبثيه.

و ربما البحث عن التماسك او عن مرجعيه ما فى ظل هذه العبثيه, لان حياه الانسان كما يراها كامو هى شقاء متواصل لا بد من مقاومته و بالتالى ان يموت و هو فى حاله تمرد على كل شىء .و على الاغلب انه تاثر بفكر الفيلسوف الالمانى شوبنهاور الذى عرف بفلسفه التشاؤم حيث راى الوجود كله عباره عن شر و غياب تام لفكره السعاده.
على خلاف سارتر مثلا صديقه اللدود, كان كامو من اسره فقيره ولد فى الجزائر من اب فرنسى و ام اسبانيه لا تعرف القراءه و تعمل فى تنظيف بيوت الاغنياء من المستوطنين الفرنسيين فى الجزائر انضم كامو للمقاومه الفرنسيه عام 1942 و كان يحرر صحيفه (كومبا) اى الكفاح السريه. كما كان له مواقف ضد الشموليه الستالينيه .

.لكن يبدو ان كامو رغم فكره المشبع بالتمرد و تعاطفه مع الشعب الجزائرى لم يصل لمرحله يؤمن فيها تماما بحق الجزائر فى بناء مستقبل بعيدا تماما عن فرنسا الامر الذى جعله يصمت فى اواخر حياته عن الادلاء برايه فى هذه القضيه التى قسمت النخب الفرنسيه يومها. لكنى اعتقد انه لو عاش عامين فقط ليرى استقلال الجزائر لكان من اول المرحبين به.
كان كامو يعيش فى زمن لم يكن الغرب قد وصل فيه لمرحله يتنازل فيه عن (الايغو الاثنى ) و كان الغرب(و ربما ما زال) يتحدث بلغتين: لغه الديموقراطيه لشعبه و ممارسه سياسه الغاء حق الاخرين ان يعيشوا بحريه و يقرروا حياتهم بعيدا عن المركزيه الغربيه.
. لكن كامو كان يجد نفسه دوما فى صف العداله ( ان منطق التمرد هو الرغبة في خدمة العدالة كي لا يزيد في ظلم الوضع .. والسعي الى الكلام الواضح كي لا يُكثف الكذب العام) و هى جمله تذكرنى بجمله جورج اورويل الرائعه ( فى زمن الخداع العام يصبح قول الحقيقه عملا ثوريا! ).
فى مسرحيه كاليجولا التى يبدع فيها كامو و يصورا ملامح الشخصيه المريضه لللامبراطور الرومانى الذى كان يملك خيالا رهيبا يتفنن من خلاله فى كييفه القتل حيث يقول كامو على لسان الامبراطور (لا ارتاح الا بين الموتى!) و فى جمله اخرى يتماهى الامبراطور تماما مع الموت القاتل ليعلن انه الطاعون نفسه الذى يقتل البشر!
و فى روايه الغربيب ليس فقط عن ذلك الاوروبى الذى قتل ولدا عربيا على شاطى بحر الجزائر بل ربما اعلانا من كامو على تمرد عام و رفض لكل الحدود الوهميه التى تربط البشر.فقد عاش زمن الحرب الثانيه عندما كانت جثث الاصدقاء و الاعداء بالملايين تنتشر رائحه الموت فى فى عموم القاره. فى زمن باتت فيه اوروبا ارض خراب حسب قصيده تس اليوت المشهوره.كان ربما موقفا حاسما ضد النيتشويه و الهيجيليه التان تمجدان ثقافه القوه . وو بلغ هذا التمجيد حده عندما وصلت سنابك خيول نابليون اوروبا عندما اعلن هيغل (نهايه التاريخ)
و ربما فكر بنفسه كغريب و هو يكتب هذه الروايه.فقد كان يعرف ان مرض السل قد لا يمهله كثيرا.و كان عليه ان يكتب بسرعه و هو مدرك لعبثيه الحياه فى ظل موت قد ياتى فى اى لحظة!



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشخاص يستحقون كل احترام !
- يا ليتنى كنت كذلك!
- ديوالى و زمن انتصار النور على الظلام!
- عندما اكل المتظاهرون رئيس وزراء هولندا !
- فى ذكرى وفاة صاحب( الخبز الحاف).
- بعدنا مطولين يا صديقى!
- برد الطقس !
- قال لى . لا مكان لى فى صراع القبائل!!
- فى ذكرى وفاة ديدرو
- بين الشرق و الغرب !
- حينها شعرت ان مرحلة جديدة قد بدات!
- العالم يتغير و ربما نشهد الان بداية مرحلة جديدة من التاريخ!
- من دفاتر الايام !
- أانه انتصار الروح!
- لا مناص من مواجهة الغرب بمسوؤلياته !
- عبثا اصلاح السياسى قبل الثقافى!
- من اوراق الايام !
- ابو ديب فى عالم متغير!
- استعادة الروح !
- نهاية موسم الشطرنج!


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - فى ذكرى ولاده البير كامو!