أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد أمين - ...صناعة الايديولوجيا ..الدوغمائية ..ج//2















المزيد.....

...صناعة الايديولوجيا ..الدوغمائية ..ج//2


ماجد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6045 - 2018 / 11 / 5 - 16:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما نختلف حول مسالة وجود الله كون الفكرة هي ضمن مستلزمات الوعي الغريزي ..
كون الوعي الإانساني ..هو مصنع لانتاج صنفين من الافكار ..
الصنف الاول مايتعلق بحاجات ورغبات ومستلزمات الوجود الإنساني ..كالاستمرار في الحياة ..او اثبات الوجود والرغبة في تقديس الذات عبر رموز تجريدية وهو ما يدعى ب صناعة الكاريزما ..الكاريزما الفردية او الكاريزما الجمعية ..
ان معظم العقائد الثيولوجية والميتافيزيقية ..والاقتصادية والاجتماعية ..ماهي الا سنن وتشريعات صنعها ووظفها الكائن البشري ..والهدف منها بالاساس كما اسلفنا هي الحفاظ على كينونة الذات وحمايتها من افعال الطبيعة الاخرى او من مؤثرات الوجود المستهدف خارج اطار العقل الملموس والواقعي .. بل ان هذه التهيئات هي مدخلات ..تنبؤية ومحاولات تلمس محيطات الوجود .لذا فان اولى بوادر صناعة الافكار الدينية ..هي مداخل وجودية غريزية محض..
لابل تصدرت جميع نتاجات العقل البشري ..كون الامر الاكثر تاثيرا هو خلق حصانه من الهيولي المخيف وهو عامل الخوف ..
عامل الخوف يعد اهم مصادر انتاج العقيدة الدينية ..فالانسان منذ ادراكه بواكير الوعي المتغير وانتقاله من مرحلة الغريزة المطلقة والتي كانت متأصلة لدى الاسلاف المشتركة لاسيما لدى الحيوانات التي تقترب من الانسان في مزايا التكوين ..والشعور.. لجا الى الغيب والميتافيزيقيا في ارجاع كل مايحصل له الى تلك القوى ..انها اخدى عوامل علم النفس التطوري والتي تخضع العينة للتاثيرات عبر ازمان وحقب مختلفة .. صحيح ان هذا ةلمقياس تم توظيفه لاحقا حالةده كحال بقية العلوم ..الا ان قواعد التققيم كانت كامنه ضمن الخبرة المعرفية ..فما لم يصنف كنوع او مقياس للتحليل ..كان باطنا في اصل البذرة المعرفية ..لذا كان الانسان يرجع كثير من افعال الطبيعة للغيب او القدر ..ومرورا مع الزمن وتناقص دالة الخوف ...بدا العقل بوضع مقاييس عدة والخروج من اطار البذرة المعرفية الاولى .. ومنها مايدعى الآن علم النفس فالعلوم سبقت وجود الانسان ..لكنها كانت تمثل سلوكيات المادة ضمن الفطرة الكونية ..ما فعله الانسان هو انه قام بتنظيم او حاول ان يصنف تصنبفات ومقاييس لتسهيل اساليب المعرفة والتدوين والتذكر ..فحضر لديه النبوغ في تأطير تلك المعرفة بتصنيقات معروفه ووضع لكل منها مايشبه شفرة الحاسوب لتسهيل تلك التصنيفات وهي ماسميت قوانين المعرفة ..او العلوم ..ومنها علم النفس التطوري كمقياس لسلوكيات هذا الكائن وطريقة تفكيره ..
فكما للحيوانات طقوسا تمارسها في مساحة وعيها الغريوي .. ربما انتقلت جينيا تلك الممارسات الى مساحة الانسان رغم ان الانسان يمتلك خاصية النبوغ والفصل بين الوعي الغريزي والوعي السامي وهو مابطلق عليه بالذات العليا ..
الذات التجريدية ..فعندما بتطلع الانسان الى حدود ابعد من دوائر الرغبة والحاجة الذاتية بمساحات ضيقة تمس وجوده واستمراره بالعيش ..فانه يتحرر وبحلق في مساحات اوسع ..ويتحرر من قيود الرغبة الجامحة في عبوديته لغريزته ..لذا كلما حلق بعيدا اكتسب وعيا ساميا نحو الرقي والتحليق في فضاءات الذات العليا السامية لمرتبة الخروج من اعتقال الجسد وهيمنته ..وهي ذات الانطلاق للمساحات التجريدية لمعنى موازي لفكرة الاله ....
لقد وجد الصوفيون تلك المساحات واستطاعوا الولوج لمدركاتها التجريدية ..من خلال التحرر من قيود الغريزة ..ومعاقبة الجسد ..من خلال الاستمتاع بالجوع ..والعزلة والوحدة ..بهدف التسامي على لغة الجسد والتحليق في عوالم التجريد ..ان رسم لوحة تجريدية يمثل انعتاقا من حدود وقيود المألوف الذي يخضع لعبودية الجسد .. رغم اهمية الوجود المادي الا ان المبالغة في الخضوع للتشخيص .. تجعل الانسان يعود في نكوصية مفرطة نحو الحيونة ..بينما محاولات التجرد من العبء المادي يعطي للذات العليا تاثيرا ولكن ايضا تعتبر المبالغة في هذا التحرد ابتعادا عن حقيقة الوجود الذي يتالف من مركبتين لاغنى لمركبة عن الاخرى ..فمابينهما نابض حلزوني ...يجعل من مرونة الحركة سواء باتجاه المادية او باتجاه التجرد ..حركة ديناميكية .. تعطي تقييما مميزا للانسان وتجعله احد عناصر ومصادر التنظيم والنبوغ ..لاسيما لو علمنا ان النبوغ هو الخطوة المثالية للقدرة على فعل التنظيم ..
الصنف الثاني من الافكار السامية ..غالبا ما تتميز بانها تقترب من محاكاة الذات العليا ..فهي كالفراشات .. تبتعد عن الجبرية كما عهدنا ذلك في ايديولوجيا ذات القالب الجامد في الدوغمائية ..ولاسباب معروفة كون انها ترتبط اساسا بحاجات وقوالب الرغبة والغريزة ..وكونها محددة بحدود العنصر او الجنس ..او الثقافة ..
فهي افكار لاتتخطى حدود تحقيق مصالح الذات الدنيا او السفلى ..
لذلك تسموا افكار الفلسفة والنظريات العلمية ..وتتسامى عن الرغبات الضيقة ..وتصبح دالات مضيئة وشاملة ومميزة تتضائل وتتجرد امام قيمها تاثرات وفعل "الأنا " في كل مساحات الوجود فلاتقتصر لعنصر بعينه فهي منهل للمعرفة الكلية والتي تتجرد من محددات المصلحة الفردية ..
ان مشكلة الانسان هي في التباين في تفسير وفهم معطيات وجوده .. فهو يرى رؤى خاطئة وغير دقيقة عندما يخضع مخرجات الوعي ..ويسقطها في مساحات ضيقة تمثل مكان صراعاته ورغباته ..انها الامكنة النكوصية لعبودية الرغبة والغريزة ..
فتختفي اخلاق الايثار ..وقيم البعد الشامل في الاسقاط ...انه يفهم احيانا ان الوجود صمم له ولرغباته ولردات فعله ..ويهمل المسارات الاخرى فيصيبه القصور في الفكر ..ويتمحور حول مادته ..فيعتريه الخوف اكثر ويدفعه لممارسة الجريمة وتضييع جهوده في صراعات التوع ..ويعتقد مخطئا ان قالبه ومعتقده هو المقاس الذي يجب ان يخضع له الآخر ..

عندما ..تحاول ان تخرق أو تتجاوز او تتعاطى خارج اطار المسار الوجودي للقانون الطبيعي ..ستخلق لذاتك هالة مبالغ فيها ..فتكتسب أهمية واهية واوهام مصطنعة..وفقا لتصوراتك ..
بينما لو عدت لطبيعتك ..ستتلاشى كل هذه المختلقات..وستدرك انك مجرد عنصر ضمن وجود مهول ..له مسلراته....
الكثير لايدرك ان مهمتنا هي المساهمة في تنظيم هذاا الوجود ..ولاتوجد وظيفة اخرى سوى ذلك التنظيم لكونه غاية وجودية ...
ولكي نزيل الخلاف الفكري ..ونبتعد عن الدفاع السلبي ..
فاننا نطرح السؤال التالي ..
هل الأديان هي من صنع البشر ..ام من صنع الله ..
بدءا الم نتجرد من قوة وسطوة الانا سنرتكب ذات الاخطاء في وضع مخرجاتنا الصحيحة والصائبة ..
فإما نقبل ان الاديان هي بشرية ..هذا لو استندنا لوقائع دقيقة في تقييم انثربولوجي وفلسفي ومنطقي ..او نرفض ذلك ..عندما نعتقد ونقر اقرارا مطلقا بالجبرية والتلقين ..وعدم كسر القواعد التقليدية في فهم مصدرية المعرفة ..
والحواب سيكون في تساؤل مهم . ثم ننطلق للاجابة البعيدة عن تاثيرات الانتماء بل ان مقياس الإجابة هو التجرد المثالي عن الجبرية المطلقة او التجرد عن الرغبات ورفض القدرية ولكن بتمكين فعل العقل و العقل المتسامي بالذات هو المقياس ..
السؤال هو ..هل الله هو مصدر المعرفة الوحيدة ..وجوديا او خارج اطار الوجود ...
انا لن اجيب.. بقدر ما اؤشر لجملة معطيات معرفية لاتنظر لتقييم تاريخي او ثيولوجي معين ..فانا اضع عدة مقاييس وفقا لمنهج الشكوكية لذا فان الاجابة بالنسبة لي لاتعني شيئا امام المعرفة المتطلعة لادراك ما ينتجه العقل .. ..بل ساترك الإجاية للقاريء وهو من بحدد الجواب ... وهو حر في تفكيره ولكن ماهو المقياس.. او التقييم ..اعتقد ان اللجوء للمقاييس العلمية والمنطقية ..اذ انها تعد الحكم في التقييم ..
يتبع ...



#ماجد_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة العقيدة الدوغمائية /2
- ..رقصة الحياة... 1
- تاملات وجودية ..ج//2
- نص//مبادلة...!
- نص.... عاجل عاجل...من كلكامش
- تأملات..وجودية
- نص/ .. الحمار....
- نص//انتحار الظل..
- نص//انتحار الظل..
- نادية مراد ..وفضيحة الاسلام ..
- -الواقع المؤلم ..والحلم المفقود..-
- حينما اسلم -ماركس-
- نص//ابتهالات ل ملك الملوك
- -أإذا اردنا ..وطنا للعيش سويا -
- نص//مع اي نصف أنا..!
- الخديعة...!!
- [النظرية..ألأخيرة]
- لماذا.. يفشل الشيعة في ادارة الحكم ..؟؟
- نص//-ملح البصرة-
- نص//مذكرات.. خروف الشرق


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد أمين - ...صناعة الايديولوجيا ..الدوغمائية ..ج//2