أنشودة الحياة ـ 1 ـ ( ص 4 ـ 6 )
....... ....... ..........
...... .... ........
لماذا تخبِّئُ رأسهَا القيمُ؟
كثيرٌ مِنَ الأخلاقِ
لَمْ يَعُدْ لها قيمُ
قلبٌ يتلظّى بينَ ضجرِ هذا الزمان
انزلاقٌ نحوَ عوالمِ القحطِ
تغلي قصائدي التي لَمْ أكتبْهَا بَعْدُ
هائجةً كالبركانِ!
آهٍ ..
كمْ مِنَ العمرِ أحتاجُ
لأكتبَ قصائدي الهائجة؟!
اجتثَّ الغولُ نباتاتاً بَرّية
اقتلعَهَا من جذورِهِا
لاحَقَ الجنادبَ
في أوكارِهَا الصغيرة
استأصلَهَا مِنْ جحورِها
الفراخُ ما تزالُ يرقات
والريحُ حُبلى بالآهات
لَم يعُدْ لنسيمِ الصباحِ نكهةً
اصفرارٌ غير طبيعي
يزدادُ اندلاقاً
على وَجْهِ الغابات! 4
ترتمي الشمسُ بينَ أحضانِ الغسَقِ
هاربةً مِنْ أوجاعِ النهارِ ..
تاركةً خلفَهَا المروجُ ممتدّة
حتّى شواطئ الذاكرة البعيدة
الغيومُ داكنةٌ
تغمرُهَا الكآبة
كأنّها منبثقة من هضابِ الصحارى
تأخَّر المطرُ هذا العام
هل تبخَّرَتْ قطراته
وهطلَتْ فوقَ كوكبٍ آخر؟
تخنقُني هذهِ الصباحات ..
نهاراتُ الصقيعِ
ليالٍ طويلة حافلة بالرمادِ ..
ضجرٌ من لونِ الكبرياء
حاولَ كثيرونَ الانتحار
مرّاتٍ ومرّات ..
فشلوا ..
أنْ تنتحرَ ليسَ سهلاً
عليكَ أنْ تلمَّ بأطرافِ اللعبةِ ..
لعبةُ الخلاصِ!
ما نملكُهُ
حياتُنا القصيرة
حياتُنا المنهكة
الباهتة ..
الخالية مِنْ أيّةِ نكهةٍ 5
ربَّما نكهة العذاب
نكهة الغربة
غربة الإنسان
ابتداءً من وقائعِ الصباح ..
وقائعُ الحزنِ العميق!
دهاليزُ هذا الزمان
ملولبة للغاية
الليلُ يئنُّ مِنْ وقائعِ الانشطارِ ..
انشطارُ قبّة السماءِ
عن إيقاعِ الفرح
تشاطرُنَا السماءُ
أحزانَ المسافات
أحزان الليل والنهار 6
...... .... ..... ........ يتبع
تنويه! .. بإمكانكَ/بإمكانكِ الاطَّلاع على بداية نصّ أنشودة الحياة ـ 1 ـ ( ص 1 ـ 3 )،
بالعودة إلى الحوار المتمدِّن تاريخ 18.3.2003
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتَّفاق خطّي مع الكاتب.
ستوكهولم: كانون الثاني 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]