أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - إيما صباح / نُضجٌ ملفتٌ للانتباه














المزيد.....

إيما صباح / نُضجٌ ملفتٌ للانتباه


حسناء الرشيد

الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 14:21
المحور: الادب والفن
    







كنتُ قد كففتُ عن كتابة مثل هذه المواضيع المختصة بتحليل القصائد منذ زمنٍ ليس بالقليل وما ذلك إلا لانشغالاتي المتعددة ولأن مثل هذه المواضيع تستلزمُ الكثير من الوقت وتستنزف مشاعري فعلاً كلما قمتُ بالكتابة عنها ..

لكن بعض الشعر ( سحر ) ومن منّا لهُ القدرة على مقاومة السحر مهما حاول ؟

وما لفت انتباهي لقصيدة اليوم ليس جمال حروفها وصورها الشعرية فحسب ، بل لأني فوجئتُ حقاً بمدى نضج شاعرتها مما جعلني أظنُ حقاً أني أقرأُ لها من جديد ، ففي هذه الأبيات قرأتُ لــ ( إيما ) مختلفة للغاية وأعترفُ أني لم أكن قد رأيتُ هذا الجانب المهم منها في قصائدها السابقة رغم أني قمتُ بكتابة موضوع خاصٍ عنها قبلاً ، وكنتُ قد ذكرتُ فيه أني أجد الحضور الأنثوي واضحاً للغاية في قصائدها لكني اليوم أراها قد كبرت شيئاً فشيئاً بين أبيات قصائدها وصارت تدعو كل من يقرؤ لها للتوقف قليلاً عند هذه النقطة تحديداً قبل الولوج إلى دواخل القصيدة ( وهذا ما كان يجول بخاطري حال قراءتي الأولى ) ..

أما حين أعدتُ القراءة من جديد فقد وجدتُ أن إحساسي الأول بالحروف لم يخطئ أبداً وهذا ما أكّدهُ لي مطلعها :

غيّرني الهجر صرت انهطر بالصوت
وانه احچاية اسم الله افزع لكل عاثر


وبرأيي أنكِ تغيرتِ للغاية يا ( إيما ) والبيت الأول كان يصف الإنسانة فيكِ ، لا الشاعرة أبداً ، فالإحساس الحقيقي هو ما يصل إلى القلب مباشرةً وأنا لم أجد صعوبةً في تلقي هذه الإشارة الرائعة منكِ عن نفسك ، فتلك الروح التي تكاد تقعُ مغشياً عليها خوفاً وفرَقاً من سماع الصوت حتى ، هي المعيار الحقيقي للتغيّر الذي لن أقول عنهُ سلبياً بقدر ما سأصفهُ بأنهُ تغييرٌ مؤذٍ للشخص نفسه لأنه سيكونُ محفوفاً بقدرٍ كبير من رهافة المشاعر التي قد يوجعها الهواء حتى إن مرّ عليها في لحظة سكونٍ ودِعَة .

ثم تستمر في تحديد مظاهر وجعها حين تقول :


التكسره الشمس ينجبر بس بالطيف
وعيوني ويه اهلها نعاسها مسافر

( فكيف بمن لا يغمض لهُ جفن من أن لا يبدو هذا واضحاً للغاية على ملامحه ؟؟ )


وكل ما حولها يشفقُ عليها من النوم والراحة :


تندلني السما شما نمت جرح بگاع
النجم ندهة جروح الضوه المتناثر


ثم تنتقل للإجابة عن بعض الأسئلة التي لا نسمع فيها صوت من يسأل بل لا نعرف أسئلته حتى ، لكننا ندرك معانيها من خلال إجاباتها هي حين تقول :


شلتمّ والحنين يحارب الملموم
من صمّ روحي چفي شگد طلع خاسر

والإجابات لا تنتهي عن هذا الحدّ ، فليلها قد ينتهي ولكن :


هسه الليل يگضي من احط خلگي وياه
بس من يگضي حيلي بياهو افض باچر ؟


والسؤال مؤلم فعلاً ..


أما عنه ، ذلك الحبيب المهاجر أو المفارق ربما فهي تعود من أفكارها وتساؤلاتها لتخاطبهُ ( هو ) بصورةٍ مباشرة :


وانت ولا نِشِد منك يطَيب البال
يلوحشة وداعك والية الخاطر

ويا للحزن الكبير والانكسار الأكبر في طريقة كلامها معه !


والكلام وحده لا يكفي مما يدعوها للانتقال للشكوى والصراخ كي تتمكن من التعبير عن عن حالها بفراقه :


ابّختمن شوغتي وشمّ الهوى المحروگ
وچويات الظنون المالهن آخر ؟؟

وهي هنا تصف الحال المؤلم لكل من فارق عزيزاً بصورةٍ دقيقةٍ للغاية .


أما عن مشاعرها حال سماعها لأغنية حزينة أو (موالٍ) مثلاً فهي تُجسدهُ هنا بصورةٍ استطاعت من خلالها التعبير عن حال الفاقدين لأحبتهم بصورة واضحة ومؤلمة للغاية في ذات الوقت :

بچاني الصبا ونغّمت بيّه الويل
حنّيت وعزفني العود من خاطر


ثم تستمر في الكلام عن لهفتها الكبيرة للقاء ذلك الحبيب وحزنها البالغ الذي حاولت وصفهُ بشتى الطرق ثم قررت أخيراً أن تكتفي بتقريب صورته للآخر وجعلهُ يشبه (الموت) تماماً وهل بعد الموت من وصفٍ أو تعبير :


لا بردت لهفتي ولا فترلي ونين
الفاگد حزنه يبدي بطيحة الچادر



#حسناء_الرشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام دين الإنسانية
- الجاثوم / أسباب وعلاج
- الكاكائية : تاريخ لا بد من معرفته
- گاردينيا .. أحمد بخيت
- سوق الشيوخ .. وجه آخر للثقافة والحياة
- ( ما جايسك ) .. ترنيمة في حضرة الروح
- محمد وجيه .. سر قصيدتين
- ( الراهب ) .. قداسة الحب والشعر
- الناصرية .. - مزاجُ أنثى -
- نور السامرائي / فدعة بصرية
- (( قراءة في قصيدة من جيل البنفسج ))
- ميثم فالح .. قصيدة بغدادية ناضجة
- (( حسن عاشور بلم شعري على ضفاف كارون ))
- (( إلحاد ))
- (( اللادينية : أسباب - تاريخ ))
- - أيما صباح .. قيثارة الناصرية -
- صالون النواب الثقافي / خطوة في طريق إنجاح الشعر الشعبي
- إلحاد
- مهم للغاية
- (( صرخة ))


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسناء الرشيد - إيما صباح / نُضجٌ ملفتٌ للانتباه