أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - قلوب وأكباد














المزيد.....

قلوب وأكباد


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6042 - 2018 / 11 / 2 - 07:24
المحور: الادب والفن
    


كازانوفا عاشقٌ للنساء أم سفاح منحرف؟ لا تهمه الإجابة، ولا يعنيه رأيهن.. يؤنبه بعض الأصدقاء ويسعون لأن يستيقظ ضميره، لكنه يهزأ منهم ويقول أنه فيروس لا يستطيع إلا الحياة عبرهن.. وصل به الأمر حد اعتبار نفسه من غير نوع البشر، واعتز بنوع الحيوان، الحيوان أرقى بكثير من البشر، الحيوان صادق لا يكذب، الحيوان يناور يقتل يسرق لكنه لا يكذب.. يكره الكذب، كل شيء حوله كذب، ولا أمل في لحظةِ صدقٍ تدوم أبدا....
هواياته كثيرة بعد النساء، منها الصيد؛ لذة فريدة عند أكل الكبد نيئة والقلب نيئا، لا يستطيع اخفاء تلك العادة أمام رفاقه.. رفاق الصيد.
سنوات قبل أن يُأكل البشر في حروب الدين والعرق والمال في الشرق، كان يأكل قلوب وأكباد كل ما يصطاد؛ حمام، حجل، سُمَّان، أرانب، خنازير، غزلان.. وعندما شاهد رفاقه أكل البشر على شاشاتهم، سألوه لم لا يُجرِّب البشر؟ فقال أنه لا يأكل النجس، أغلب البشر أنجاس باستثناء بعض النساء، إذا عثر يوما على احداهن وعدَ أن يفعل.. فضحكوا وابتسم.
عبر النات تعرف على فيتنامية تعلّم منها أكل الحشرات والثعابين والأفاعي، أحبّ من خلالها الوشم والمواي تاي.. أرادت أن يلتقيا فرفض أن يذهب إليها، ورفض أن تأتي إليه، لم تكن جميلة.. لكنه تعلّم منها الكثير.
في أحد الشوارع، صادق عجوزا تشحت؛ مرات عديدة أعطاها أوراقًا، مرات منها وجدها بالصدفة ومرات كثيرة بحث عنها.. مرة قرّر أن يأكل معها، اشترى أكلا وشرابا وبحث عنها فلم يجدها.. بعد تلك المرة اشترى لها موبايل لكي لا تضيع منه.. عنه. كانت المرأة الوحيدة التي لم يحملها إلى فراش، لم يكن ذلك لأنها عجوز.. كان ذلك لأنه رأى فيها حياة. ويوم فكّر في قلبها، وفي كبدها، لم تخف منه وقبلتْ لكنه لم يفعل لأنه كان لا يزال يخشى من.. أول مرة.

قال الطبيب النفسي: "مسؤول عن أفعاله"، وقال المحامي: "لن أسمح بأن يُشنقَ".

الطبيب النفسي عنده زوجة وبنت صغيرة وأخرى أكبر..
اختطفت البنت الصغيرة، بعد أسبوع عادت، قالت أنهم عاملوها معاملة حسنة، وضعوها في غرفة مليئة لعبا، قدّموا لها مأكولات كثيرة لذيذة.. بعد يومين، لعبتْ معهم، كانوا رجلين وامرأة، لم ترَ وجوههم لكنهم كانوا لطفاء.. نفتْ الصغيرة أي تحرش بها، أي عنف، أي صراخ.. حتى الصورة سمحتْ لهم أن يرسموها ولم يجبروها عليها.. عادت الصغيرة بعد أسبوع، ترتدي ملابس جديدة جميلة أهدوها لها، وعلى صدرها علامة موضع القلب.
البنت الثانية، وَجدتْ في خزانتها، في المعهد، صورة فتاة واقفة.. على الفتاة صورة كبدها.. على الكبد نفس العلامة التي رُسمتْ على صدر أختها الصغيرة.. على قلبها.
الزوجة، وصلها طرد مُرسَل من المدينة التي يوجد فيها السجن، مُرسَل من زوجها.. الطبيب النفسي.. فيه شوكولاتة، قطع كثيرة على شكل قلوب وأكباد.

فكّر الطبيب النفسي جيدا بعد أن وصلته الرسالة ووعاها جيدا، واختار..

حكمت المحكمة بإخضاع كازانوفا للعلاج.. النفسي، بعد خمس سنوات تمكنت إحدى الممرضات رفقة زوجها من مساعدته على الهرب من المصحة.. كان زوجها ممرضا في نفس المصحة...



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم العودة إلى الريف
- وشكرا.
- السر وراء إسم أبي (علي)؟
- (صغيرتي) الجميلة
- مرحى بالعهر
- شَاشِيَّة
- ملكتي، امرأتي، حبّي.
- كَهِينَا (10)
- حبيبتي اسمعي لِيّْ *
- أحبكِ (ملاكي)
- (صداقة) خطرة (3)
- (صداقة) خطرة (2)
- (صداقة) خطرة (1)
- حبيبتي متى ستستيقظينْ؟ (فل وياسمين!)
- كَهِينَا (9)
- حبيبتي متى ستستيقظينْ؟
- كَهِينَا (8)
- كَهِينَا (7)
- كَهِينَا (6)
- كَهِينَا (5)


المزيد.....




- ترويج للشذوذ وإساءة للمسيحية.. انتقادات حادة لافتتاح أولمبيا ...
- شاهد/حزب الله تدمر المنظومة الفنية في ‏موقع راميا بصاروخ موج ...
- حركة -فتح-: مجزرة دير البلح ترجمة حقيقية لخطاب نتنياهو في ال ...
- مغني الراب -كادوريم- يثير ضجة في تونس بإعلانه المفاجئ عن الت ...
- تحتضن مواقع مهمة.. أبرز آثار بلدة العيزرية شرقي القدس
- تردد قناة وناسة للأطفال 2024 على النايل سات وتابع أجدد الأفل ...
- وزارة الإعلام الكويتية تعلق على الأنباء المتداولة حول تكاليف ...
- أحمدو همباتيه باه: رائد الأدب الشفاهي الأفريقي وحارس ذاكرة ا ...
- بعد تقارير عن -أجر بيومي فؤاد-.. تعليق كويتي رسمي بشأن دفع م ...
- المفكر المغربي طه عبد الرحمن: تناولت السيرة النبوية من منظور ...


المزيد.....

- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - قلوب وأكباد