أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - بين بكين وشنغهاي : قطار يتخلق ويشبه الأكتساح.














المزيد.....

بين بكين وشنغهاي : قطار يتخلق ويشبه الأكتساح.


مظهر محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 6041 - 2018 / 11 / 1 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين بكين وشنغهاي : قطار يتخلق ويشبه الأكتساح.
مظهر محمد صالح
دخلت العربة المخصصة لرجال الاعمال وبأنتظارنا سيدة مسؤولة على راحة الزبائن وجلهم من النخبة ، وظلت تلك السيدة تستقبل الجميع بأبتسامة عميقة خالية من الظفر وهي تدرك مغزى استقبالها الينا ولاسيما نحن القادمين من بلاد شرق المتوسط دون ان تقيس قوتها بقوة الرجال من ذوي الجاه والخيلاء والرجولة. اجلستنا السيدة دون عناء او خسارة في الوقت والجهد ازاء الاعين الناقدة بل إنبثت في نفسها روح المودة دون ان يسترق اليها نظر الغرباء بأعينهم الماكرة.
غادر القطار بكين بطمأنينة وسلام لتنثال عليّ الرؤى و الخواطر وكأن فكري بات انشط من قلبي ليغلبني من فوري احساس بأن الصراع مع الجهل في هذه الحياة يُعد الوحيد
الذي لا تدري الامم كيف يأخذ بتلابيبها.

الصين بلاد عظيمة مندفعة بالبناء والإعمار والتقدم وهي الامة الاعلى في العالم القادرة على تحويل اكثر من ثلاثة ملايين براءة اختراع الى منتج في العام الواحد.
أخذ القطار الواصل بين العاصمة بكين والمتجه الى مدينة شنغهاي (الذي بلغت سرعته ٣٠٤ كيلو متر بالساعة مسافة اجمالية بلغت حوالي ١٣٨٠ كيلومتر وكانك بطائرة من حيث توافر الخدمة ووجبات الغداء التي لم تخلوا من من دجاج kfc الشهي وعلبة الكوكاكولا والمكملات الاخرى ) اذ استغرقت الرحلة بنحو ٥ ساعات وانا أراقب أرياف الصين الخضراء والقصبات والمدن الصغيرة والاكبر المنظمة ولَم ينقطع المنظر الجميل وانا لم اشاهد على جانبي الطريق سوى مزارع منظمة ومجمعات سكن شاهقة ،رائعةً العمران وغيرها من مفاتن التقدم وبمختلف الطرازات الجميلة المنسقة ...واجبت نفسي من فوري انها أمة ذات ارادات عظيمةً. أجابني مرافقي ومضيفي السيد Ben وهو شاب صيني يحمل شهادتي البكلوريوس والماجستير في العلوم الهندسية من كلية imperial college في لندن /قائلاً ان البلدات التي مررت بها والمزارع العظيمة التي شاهدتها كلها قد رفعت في الماضي شعار اً عظيماً عنوانه :الطريق اولاً ...ذلك من اجل التواصل الاقتصادي والاجتماعي مع نفسها وجيرانها من البلدات ومع الصين الكبرى اجمالاً .فأجبته نعم انه شيء رائع تنسجم به الامة الصينية وهي تواصل تقدمها مع ابناء جلدتها بالاعمار والبناء ،ثم استرسل Ben قائلاً ان بناء الطرق كأولوية شعبية وتنموية تزامنت مع اعتماد بنية تحتية متكاملة لم تقتصر على شق الطرق وتعبيدها فحسب وانما امتدت لتكتمل من البنى الاساسية الاخرى . امسكت نفسي طوال الطريق وانا غارق بصمت عميق لم اغادر التفكير بمستقبل بلادي وكيفية النهوض بمدنه و ببناه التحتية . في وقت لم تنفك فيه ابراج نقل الطاقة الكهربائية وشبكاتها من ان تمسك ذهولي وهي لم تنتهِ امتداداتها وتشابكاتها العنكبوتية هي الاخرى على جانبي الطريق حتى تبلغ نهاياتها عند سور الصين العظيم .
ختاماً : سألت مرافقي السيد Ben ذلك الشاب الممتلئي الذكاء الشديد الحيوية عن ماهية المباديء التي تسير عليها الامة الصينية كي تبلغ مبلغها بهذه الإنجازات البنوية الرائعةً؟؟فتبسم قليلاً ليجيبني قائلاً ؛بعيداً عن فلسفة (الفينك شوي -feng shui) التي يستخدمها الشعب الصيني بمعتقداته في تقرير واعتماد الطاقة الإيجابية عند العمل واختيارالمكان وغيرها ((اي من خلال بلوغ ثلاثية قوية في الحفاظ على الاهداف الانسانية في الوصول الى : الخير (او الثروة )و الصحة واخيراً الحظ السعيد ))فان النظام القانوني (الذي يخضع اليه الشعب الصيني في تلك البلاد والذي يُعد الاساس المتين في توفير مقومات العمل والعدالة لمسارات بشرية جمعية متماسكة وقوية )يقوم في مبادئه على اولوية ثلاثية أُخرى تختلف عن فلسفةً الفنك شوي وقوامها :اولويةً النظام على الحرية
واولوية الواجب على الحق
واخيراً اولوية مصلحة الجماعة على مصلحة الفرد.
ختاماً بلغت مدينة شنغهاي المزدهرة الجمال والعمران في نهاية اكتوبر الماضي التي اختلط فيها البناء (الكولينيالي) القديم بالحضري المعماري الجديد ولكن دون ان افقد الأمل بعراق ناهض اشد اشراقاً وانا انظر الى مضيفي وكانما اريد ان اقول له :بان مباديء الصين الحديثة وتناسقها المنطقي في تسطير اولوياتها في النظام القانوني الاجتماعي والتي كتبت صينياً من الأعلى الى الأسفل هي نفسها في بلادي قبل اكثر من أربعة عقود ولكنها يالأسف قد قرأت عربياً من الشمال الى اليمين (عكس التيار) او كتبت من الشمال بدلاً من اليمين .وبهذا تعطلت عجلة البناء والإعمار في بلادي طوال المدة التي استغرقتها الصين لتنتقل فيها من المقطورات البخارية القديمة الى صناعةً القطارات الكهربائية الشديدة السرعة وعظيمة التواصل بين ابناء الامةً الصينية نفسها وهي تحقق شعارها الاول :الطريق أولاً لتبلغ اليوم جدران سميكة من البنى التحتية المشرقة و يطيب لي ان أسميها وانا اغادر شنغهاي :بأسوار الصين التكنولوجية العظيمة.



#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق ومنظمة التجارة العالمية:تقييم الكلفة الفرصية للانضمام ...
- دراما الشرق: ​ جلال امين في التنمية والازدواجية الاجتم ...
- المعادل العام للقيم: الدولار انموذجاً
- الحرب الباردة الجديدة: حرب تنويع العملة الصينية...!
- حزام الحليب الأوروبي
- العراق ومستقبل الليبرالية الجديدة
- اليابان تتقدم نحو الساعة ٢٤
- خريف طوكيو:افطار من رز
- الراية الملكية وكؤوس الفوز المقلوبة..!
- وزارة السعادة...!
- العبادي :رجل الدولة في آسيا الديمقراطية.
- العراقي الاشقر : نقمة ام نعمة
- شجرة البرتقال المغتربة
- ماسح المدخنة
- حوت في قلب السوق..!
- غلطة واقعية في هارفرد...!!
- عمتي و الملك
- الصراع السلمي لرأس المال:الفارس الأبيض
- تدخل الدولة في خلق السوق:-بوسكو - انموذجاً
- رصيف شارع المتنبي :قبضة اليد وأنامل الرحمة


المزيد.....




- رسوم ترامب الجمركية ستُعلن قريبًا في -يوم التحرير-.. إليكم م ...
- أمريكا تعاقب شبكة متهمة بإرسال أسلحة وحبوب أوكرانية مسروقة ل ...
- روته: دول -الناتو- زوّدت كييف بأسلحة بقيمة تجاوزت الـ20 مليا ...
- الجزائر ـ الكاتب بوعلام صنصال يستأنف الحكم بسجنه خمس سنوات
- مصادر طبية فلسطينية: 63 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غز ...
- مباحثات مصرية أردنية حول جهود القاهرة والدوحة للتهدئة في غزة ...
- الكويت تبدأ أولى جولات قطع الكهرباء في 2025
- إعلام: 50 ألف يمني محرومون من الماء بسبب الغارات الأمريكية
- هوس العناية بالبشرة بين المراهقات.. مخاطر خفية وراء المنتجات ...
- روته: لم نناقش الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مظهر محمد صالح - بين بكين وشنغهاي : قطار يتخلق ويشبه الأكتساح.