عبد اللطيف الصافي
الحوار المتمدن-العدد: 6041 - 2018 / 11 / 1 - 15:24
المحور:
الادب والفن
الشارع مقفر
مقرف ومخيف
والرصيف متوحش
موحش و ملبد
عار
الا من وريقات الخريف
تستر عورته
موكب مهيب ينتهك وحشته
أحفل زفاف
ام حمل على الاكتاف؟
تتقدمه كلاب ضالة في كامل أناقتها
من عيونها
المكتحلة بالرمد
تتدفق انهار من الدخان الأسود
تظلل نعشا ينوء من سغب
مرفوع على اصابع من لهب
و عمائم بيضاء
يطل من بينها وجه خنثى سافرة
كدمية خرساء
وحول النعش تطوف
اجساد ثملة صماء
و قطيع من كائنات عمياء
رعايا
مدمنون على الإنحناء
يندفعون بلا جريرة
يعاقرون احلامهم الحقيرة
و مهرجون اطفال بلا عشيرة
ناموا طويلا على اكفانهم
واكتافهم مثخنة بوخز السيوف
والخيبات والهزائم
وسلسلة طويلة من الحروف
تطوق اعناقهم الصغيرة
وانا وحدي
اجالس الرصيف المعتم
اقرأ له بعض الأذكار
ولزوم ما لايلزم
وأشعار ابن عربي
وانصت في صمت الى صخبي
الى تعبي
وانتظر ان ينقشع هذا الدخان
ويختفي الشارع في العدم
و يختفي الموكب والكلاب
والمرأة الخرساء
و جوقة الرعايا الأغبياء
ويختفي الرصيف المبهم
ولا يبقى سواي وصخبي
وشارع يتبرعم.
كلميم في: 13/10/2018
#عبد_اللطيف_الصافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟