أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد إبراهيم أحمد - ذكريات سويسية .. ما أحلاها!














المزيد.....

ذكريات سويسية .. ما أحلاها!


السيد إبراهيم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6039 - 2018 / 10 / 30 - 20:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحكي هذه الذكريات الكاتب فاروق متولي، الملقب بـ "جبرتي السويس المعاصر"، في كتابه الذي يحمل نفس العنوان في طبعته الثانية التي واكبت احتفالات أهل السويس بعيدهم القومي في ذكرى انتصارهم على جيش العدو الصهيوني المتسلل لمدينتهم فتصدوا له وردوه مهزوما.

جاء الكتاب فريدًا في إخراجه إذ تأخر الإهداء إلى الصفحة العاشرة منه التي أعقبها صفحة وثيقة تعارف بسيرة الكاتب وهو الأمر الذي يأتي متسقا مع نسق الحكي للذكريات التي حاول فيها الكاتب كسر الحاجز الوهمي بينه وبين قارئه، وهو ما نجح فيه فعلا حيث جاء أسلوبه غير متكلفا، وبعيدا عن التصنع أو التأنق، وكأنه ومن يحادثه في جلسة هادئة في إحدى النوادي.

كما جاء الكتاب فريدًا في كونه لم يكتب في صدر طبعته الثانية عبارة "طبعة مزيدة ومنقحة"، كما لم يضم مقدمة الطبعة الثانية أو الإشارة إلى تاريخ الطبعة الأولى، وهذا لأن مقدمة بنت السويس الأستاذة أمل محمود جاءت وافية كافية لكل طبعة تالية للكتاب، فتقول: (والكاتب لا يحاول أن يكتب تاريخا كاملا للسويس، ولكنه يحاول أن يرسم خطوطًا عريضة لمدينة السويس وأحداثها وأماكنها وشخصياتها في حقبة ماضية من تاريخ السويس، يأخذكم فيها المؤلف بين دهاليز المدينة وشوارعها وحاراتها وأزقتها، يحكي لكم عنها وعن هويتها وشهرتها وثقافتها والعلامات البارزة في تاريخها).

إذن فمنهج الكتاب لا يدعي الشمولية والإحاطة تجاه من سيتهمونه بإسقاط هذا الرمز أو نسيان ذكر هذا المكان، بل حدد الكاتب الفترة التاريخية التي يتناولها، وهو منهج علمي أكاديمي في تحديد الفترة الزمنية التي يتناولها الكتاب، وهذه الفترة تبدأ من نهاية حكم الملك فاروق وحتى تاريخنا المعاصر بل حتى إلى الأيام الجارية من طبعة الكتاب الأولى والثانية بالطبع.

لقد نجح جبرتي السويس في انتقاء بعض الأماكن والرموز وسلط الأضواء عليها، غير أن الرجل بحق أضفى الحيوية في كل صفحات الكتاب؛ إذ لم يأتِ مملًا مَتحفيًا أو كأنه مرشدًا سياحيًا حافظًا للمعلومات التاريخية يصبها فوق رأس مستمعيه ويمضي، بل تميز بثقافة موسوعية تسمح له بسرد تاريخ الأثر تاريخيا ومعماريا ومن بناه ومن سكنه ومن استأجره ومن باعه ومن اشتراه ومن هدمه ومن بناه أبراجًا شاهقة تطمس معالم، وتمحو ذكريات.

كما أضفى الكاتب الحيوية على موضوعاته في مقدماتها بما يحسب له ببراعة الاستهلال التي تجذب القارئ طواعية في التهام الكلمات دون ملل، ولم تفارق الحيوية ثنايا السطور داخل كل موضوع من السخرية الضاحكة أو المريرة، ومن الكلمات اللاذعات دون تسخيف أو تحقير أو ادعاء أو حشو أو تكلف، بل يأتي كل هذا منسابا في نفس السياق، وكأنه ضم إلى كونه مؤرخا صفة الإصلاح الاجتماعي، كصوتٍ صارخ في قومه منذرًا من وبال محو الذكريات التاريخية الأثرية بهدمها، وعار نسيانهم للشخصيات السويسية المحترمة التي دفعت من مالها ومن دمها ولم تحظَ حتى بإطلاق شارع باسمها!

لقد أهدى الكاتب للشباب قيمة من أهم القيم التي يحث عليها الدين والفكر السليم ألا وهي قيمة الوقت والحفاظ عليه حين حكى لهم عن وقته الذي أمضاه في جمع هذه المعلومات التاريخية والسهر عليها والسعي إليها من خلال المراجع التاريخية والتراكمات الذهنية في الوقت الذي يستمتع بمن هم في مثل سنه بالجلوس على المقاهي لكنه فعل الأجدى والأبقى، على أن الكتاب يحتوي العديد من القيم المتنوعة والهامة، والقضايا المتضمنة التي تصلح للنقاش والحوار.

إن هذا الكتاب لا يهم المواطن السويسي المعاصر فقط بل والأجيال القادمة من أبناء السويس وأبناء مصر أيضا، ذلك أن السويس مدينة كوزموبوليتانية "كونية" منذ نشأتها تضم كل أبناء مصر من الذين عملوا ويعملون فيها، ومن الذين يؤدون خدمتهم الوطنية في الجيش الثالث الميداني، ومن المهتمين بتاريخها الطويل والعريض ودراسته على مستويات عدة ولم لا وهي صانعة التاريخ وأرضها مسرحه في حقب تاريخية عديدة، وهنا تبرز أهمية الكتاب في معلوماته، وأسلوبه، وهو ما أطالب به الأستاذ فاروق متولي في نهاية مقالي أن لا تخرج الطبعة الثالثة إلا وقد زادها، أو يصدر كتبا على نفس المنوال، فالسويس تستحق.




#السيد_إبراهيم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كابتن غزالي.. شاعر المقاومة وذاكرة الوطن..
- قصة السويس كما رواها سادات غريب..
- “القراءة”.. المكون الفكري للشباب.. عبد الناصر أنموذجًا…
- مصر إلى أين؟
- “حراء” في الشعر الهندي باللغة العربية ...
- قراءة في رواية -سيدة الضياء-.. للروائي السيد حنفي
- حوار مع الروائي المصري السيد حنفي
- -حراء.. في الشعر الأردي..
- قراءة في المجموعة القصصية -الحصان- للأديبة سميحة المناسترلي. ...
- قراءة في ديوان: -حارة الصبر- للشاعر عزت المتبولي..
- غار حراء وأثره في الفنون..
- عصام ستاتي: الْمِصّرِّيُ مَذْهَبًا..
- بين جاذبيتين: مصر بالحرف واللون...
- رمضان بين -التواحيش- ورجاء القبول..
- رمضان: مدرسة لا تغلق أبوابها..
- التاريخ وشهر رمضان تعانقا
- باكورة انتصارات الإسلام في رمضان
- السويس: مدينة النضال والجمال..
- أعلام العرب في تقديم الثقافة -موجزة-..
- مسرحية: -المنعطف الأخير-..


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد إبراهيم أحمد - ذكريات سويسية .. ما أحلاها!