أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تونس أمام المجهول














المزيد.....

تونس أمام المجهول


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 6038 - 2018 / 10 / 29 - 18:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما تعيشه تونس اليوم هو أشبه بسباق الخيل لكن نقطة الوصول فيها الانتخابات القادمة، و الحلبة هي تجاوز الوضع الراهن من الفساد المستـشري و الاهتراء الحزبي و جنون العودة الى مربع الحزب الواحد و لكن في اطار التعددية، و هذا الحزب هو حركة النهضة الذي تدور حول محورها مجمل الفعاليات السياسية تـقريـبا، سواء من زاوية معاداتها او الاتـفاق معها، او جعلها ركيزة لاكتساب الدعم و الانصار او ايجاد خطاب سياسي يحظى بالأنصار عبر معاداتها..
انهيار الدينار المتواصل و التداين المستمر و ارتـفاع الاسعار و انغلاق آفاق حلول اقتصادية، بما ان المسالة الاقتصادية يحاول كثيرون فصلها عن السياسي في حين انها تعبير عن ازمة استراتيجية سياسية منذ السبعينات و قد فشلت، اضافة الى واقع الغنائمية و النهب للثروة العمومية من قبل الاحزاب الحاكمة، و من خلال كثير من الاستهتار الحكومي بأموال الشعب و آخرها الحق في سيارة لرؤساء البلديات و عددهم 350 رئيس بلدية في وقت يستلزم سياسة تـقشفية من الحكومة في عدة مجالات من أهمها استـنـقاص المصاريف الحكومية بما فيها السيارات الادارية و البنزين الذي يدفع ثمنه الشعب في النهاية..
يعني انها ازمة سلطة لازالت لم تـنتـقل الى مفهوم انها خادمة للشعب و ليس متسلطة على الشعب..
اضافة الى مجمل المهازل السياسية من هنا و هناك، فالتعبير الأقرب الى ثورة الحرية و العدالة الاجتماعية و هو اليسار غارق في تـشرذمات متواصلة و تكلس في العمل و الرؤية و انعدام قدرة على الحركة النظرية و الممارساتية، و لو ان اليسار حدد بوضوح معنى الثورة التونسية و الخروج من الجهوزيات الصورية للثورة بأثر رجعي غير منطقي و غير تأريخي لما كان حاله على ما هو عليه..
إلا انه و في نفس الوقت فان مراهنة البعض او تبشيرهم بعودة الدكتاتورية لضبط الأمور فإنهم يتـناسون ان المشكلة الرئيسية في انعدام دولة القانون و مفهوم السلطة التسلطية التي تخدم فئة قليلة من رجال الاعمال و الاحتكارات للثروة و انعدام الثـقة في الطاقات الوطنية و اهدارها سواء البشرية منها او الطبـيعية، هي جوهر الدكتاتورية التي انقلب عليها الشعب ، و ان المشكلة ان الوضع العام لم يصل الى الثورة السياسية و الثـقافية و الاقتصادية و الاجتماعية لتأسيس دولة القانون و الحق و النزاهة..
و الحقيقة ان هذه المناداة بالدكتاتورية تـتمحور حول نقطة اساسية و هي الرغبة في القضاء على حركة النهضة الاسلامية بواسطة القوة ، حين تلمسوا بكل وضوح انعدام امكانية محاسبتها قانونيا بخصوص ما ينسب اليها من ارهاب سابق و جهاز سري، اضافة الى ضياع مفهوم الدولة كأجهزة مستـقـلة و نزيهة قائمة على الحق و العدل..
كما ان جزءا هاما من هذه المناداة بعودة الدكتاتورية تعبر عن التعب من المسيرة الانقلابية و المخاضات الفكرية و السياسية و المؤسساتية و الاجتماعية التي تـشهدها تونس..انها اذن مناداة التخلي عن المسئولية التي فرضها الوضع الانقلابي على الجميع، و إلا فهل الدكتاتور الجديد حتى و ان كان بثوب ديمقراطوي سيؤسس دولة القانون و النزاهة؟ هل سيكون وطنيا مقابل السياسات الاوطنية و الاشعبية الحالية؟
و نستشهد هنا بفقرة من كتاب ( نقد السياسة ـ الدولة و الدين) للمفكر السوري "برهان غليون" و التي يقول فيها:
" ...لكن توطين الديمقراطية و بناء الدولة القانونية ليس أمرا سهلا و لا معطى بسيطا. إنه يشكل معركة كبرى فكرية و اجتماعية و سياسية و اقتصادية في الوقت نفسه. فلن يكون من الممكن ترسيخ دعائمها و فكرتها قبل التغلب على مشاعر العداء و الرفض المتبادل و الانغلاق. و لا يمكن التـقدم في بنائها من دون تحقيق الحد الأدنى من العدالة الاجتماعية و تغيير ميزان القوى الاجتماعي و السياسي..".



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الثورة و إليها
- على تخوم مربع الإغتيال السياسي في تونس
- سر اللطم الكربلائي
- الزمان المضيء و عتمة الحاضر
- هل الاسلام دين حرية؟
- أنا و أنت ( 6 )
- أنا و أنت ( 5 )
- أنا و أنت (4)
- أنا و أنت ( 3 )
- أنا و أنت (2)
- أنا و أنت ( 1 )
- المعلم - البلوزة -
- في تعقل المتاهة السياسية
- الواقعون في الفخ
- بين الله و ال
- مشهد عراقي زمن الحصار
- فيما يمكن أن يفيدنا الاستقلال؟
- بورقيبة بين التأليه و الشيطنة
- في درب الديمقراطية
- الإحتباس الحراري الإنساني


المزيد.....




- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بودولياك حول صاروخ -أوريشنيك-
- خلافات داخل فريق ترامب الانتقالي تصل إلى الشتائم والاعتداء ا ...
- الخارجية الإماراتية: نتابع عن كثب قضية اختفاء المواطن المولد ...
- ظهور بحيرة حمم بركانية إثر ثوران بركان جريندافيك في إيسلندا ...
- وزارة الصحة اللبنانية تكشف حصيلة القتلى والجرحى منذ بدء -ا ...
- -فايننشال تايمز-: خطط ترامب للتقارب مع روسيا تهدد بريطانيا و ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تونس أمام المجهول