عبد اللطيف الصافي
الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 23:34
المحور:
الادب والفن
قصيدتان
1- بعيدا عن المدينة الخرقاء
الريح الحمراء
الهوجاء
مسلحة بهواجس النمل
أينعت في حقول الرمل
أسندت جذعها لظلي المترنح
ومدت جدائلها
حول خصري المتقرح
ثم حملتني إلى أبعد مدى
حيث لا سماوات تندى
أو تنجب رعدا
بعيدا..بعيدا..
عن المدينة الخرقاء
التي باعت زفرتها المحمومة
وحكاياتها الموهومة
للصوص القوافل الجدد
وقدمت أسرار غبارها
و حصاد هزائمها
الموشومة
تحت اقدام الرعاة
والدعاة
على طبق من زمرد
لآلهة الحديد والمزامير
وصانعي ألعاب البورصة
و مروضي النوارس في فناء الجامع الكبير
الريح الحمراء
الهوجاء
تحملني مكللا بالطين
بعيدا..بعيدا
حيث تورق المدن في الأرحام
وتتدلى كروما وعناقيدا...
حيث المرأة مجردة من خطيئتها الأولى
معافاة من الحب الوهمي
ومن الاكاذيب التي لا معنى لها
لا أحصنة امتطيها كفارس من الزمن الجاهلي
يبحث عن سيرته بين بقايا الدم المهدور
دم الفلاسفة والانبياء
والشعراء
و الشهداء
لا ذاكرة تحن
أو تئن
أو تثور
لا ظل يستظل به
ولا نور يستضاء به
وحده الليل يقيني
من البداهات المترسبة في شجوني
وحده يبقيني
يقظا في حلمي
حالما في يقظتي
يحررني من كربي
ومن غضبي
يضيء مدنا تعصف في شراييني
ثم يتلاشى
رويدا رويدا
في ضوء يقيني.
( كلميم في: 17/10/2018 )
2- ليل ماطر
ها أنذا اترنح
في ليل المدينة الماطر
تائها كساع في البيداء
بلا ظل ولا كساء
احمل وجعي الهادر
بين ضلوعي
ابحث عن هدب عينيك
لأصطاد قمرا شفيفا
انشر عليه بعضا من دموعي
وأرتق شقوق قلبي
المولوع
واشق طريقي المتربة
الى شفتيك
لأتطهر من جوعي
وتعبي
في ليل ذي مسغبة
( الرباط في : 28/10/2018)
#عبد_اللطيف_الصافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟