مروان صباح
الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 17:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مناخ مطاطي ...
خاطرة مروان صباح / عبر تأملات حواسية صافية مرهفة احياناً ، يستمع المرء ويتذوق من خلالها ما يقال ويواكب تقلباتها وايضاً ثوابتها ومن ثم ينشق بهدوء عنها ليعيد الاستبصار فِيهَا لكن هذه المرة بعمق ، كان في الماضي القريب الخلاف بين العرب والفلسطينين على من يمثل القضية والشعب ، فبتكرت م ت ف شعار المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للقصة كلها ، وعليه فقد الشعب 78 ٪ من فلسطين التاريخية ، أما اليوم تحول خلاف التمثيل بين الشعب الواحد لكن لم تعد القضية كما كانت تسمى أو هكذا سماها العرب من البحر إلى النهر ، بل أصبحت بفضل المستعجلين على 28 % من أرض فلسطين ، وبعد سنوات من آلهات فقط دون الأخذ ، انقسم الشعب بين طرفين والطرفين يتنافسان بين بعضهم البعض على من يمثل الشعب والقضية ، بل المصيبة لم تتوقف عند هذا الحد لأن المنقسمون يعلمون يقيناً بأن المتبقي من فلسطين ليس سوى 9 ٪ للتفاوض .
الآن من الصعب إقناع من لديه عدة وعتاد وقوة قادرة أن تؤثر بضربات مؤلمة داخلياً وايضاً خلف الحدود أن يتنازل عن قوته وسلطته بل قد تفوقت لديه المصلحة الحزبية والذاتية على المصلحة الوطنية وهذا يعود بالأصل إلى تميّع الشكل الوطني أو إخضاعه إلى جغرافيا مطاطية ومن ثم إلى نسب ، تزداد وتنقص حسب مصالح الدول الكبرى مع المنطقة ، لهذا يتوجب للفاعلين في السياسية الفلسطينية أن يجدوا حلول تتماشى مع واقع الأمر ، وهنا أؤكد على المسألة التنظيمية التى تنظم ادراة الشعب فقط ، وبالتالي من المفترض ، أن يقدم الأطراف حلول توحد الرؤية السياسية وتوقف الانهيار والانحطاط الذي وصل إليه الشعب الفلسطيني وقضيته ، بل قد تكون هذه الخطوة نوع من وقف ما لا يحمد عقباه ، لأن باختصار ما يجرى في فلسطين ليس بعيد عن المناخ العام في المنطقة ، بل هو مطابق لما جرى في السودان وايضاً إلى ما يسعى إليه الأكراد في كل من العراق وسوريا وتركيا ، أي أنه سلوك مقصود وبالتالي ، بالتأكيد مدعوم دولياً ، الذي يتوجب للمتصارعين المسارعة إلى استبعاد تطابق مماثل سيترسخ لاحقاً لا محالة . والسلام
كاتب عربي
#مروان_صباح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟