تاملات وجودية ..ج//2

ماجد أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6036 - 2018 / 10 / 27 - 21:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

دلالات ..الشك ..
في اغلب مدن الضياع ..
هناك مسميات تدعو للضحك ..
فانت تسمع عن ميادين وساحات التحرير ..بينما يرزح الانام تحت نير العبودية ..مسميات تتشدق بالتحرير والحرية ..ولاتلمس حرية ..بل يطغى الجور ويسود الجهل والظلام ..

لماذا يرتبط الحاكم لدينا مع رجل الدين برباط مقدس وزواج كاثوليكي ..؟
ولماذا اغلب الطغاة يدعون الناس للايمان ..ويسانده بالطبع هيئة الكهنة ..؟؟ساستعير اسئلة والقي بها في محاكاة زمنية الى الحلاج ..لماذا الى الحلاح دونا عن غيره ..
الحلاج ضاع دمه بين التزندق كما كان يوصف في زمانه وبين التصوف كمنهج سار ودرج عليه ..
لذا في كل عصر انحطاط ..اظننا بحاجة لحلاج ..يثير مواطن الحقيقة المفقودة ..

سيدي الحلاج ..اليوم ونحن في عصر المعلوماتية ..وان العالم اصغر من قرية كالقرية التي ولدت فيها ..
هل تؤمن بالله اساسا كمدخل لفلسفة الوجود ..؟؟
الحلاج :-
الايمان ..هو ان توقف عقلك عند نقطة ولاتغادرها ..وان تفقده بعدذلك ولاتستعمله اطلاقا . لانك امنت ..والايمان هو ادراك الغاية ..ترى مافائدة العقل بعد ادراك الغاية ..
**
هل ادركت الله حين تقول ..انه تحت ردائي ..؟؟
الحلاح :--
كان اسلافنا اول من فكر في وجود إله ..لذلك كل فرد او مجموعة صنعوا إلها وطوطموه وفقا لرغباتهم ..
فالله هو الصورة الحقيقية لما تراه الأنا ..فلكل "انا ا"له يمثلها ..
ولان ا"لانا" هي صراع محتدم ..فستدخل الالهة ايضا في ذلك الصراع .
لذا وجد الكاهن ..ضرورة ان تتوحد كل الانا في" انا "واحدة ..
ولا اخفيك سرا ..لقد دهشتنا هذه الفكرة في باديء الامر ..ولكن بمرور الزمن ..ظهرت تناقضات "الانا الجمعية "..فالغرائز متباينة ..
وقد تكون فكرة الله الواحد ..او الانا المترفعه .. تصلح للفقراء فحسب ..ولكن عند السلطة ..ستظهر فجوات .. لايمكن ردمها ..فمع بروز الغرائز ..تفترق الانا كتفرق قطيع الغنم عندما يهاحمه الذئب ..
**
ماهي مفاهبمك للوجود ..هل انت مع وحدة الوجود ؟

الحلاج :--
ربما كان زرادشت فيلسوفا ..فهو يؤمن بالثنائيات ..وهذه جزء من حقيقة ..
ماهو مبرر وعينا وتفكيرنا ..في الاعتقاد بالواحد ..
لماذا تعتقد ان نافذتك هي فقط من يدخلها هواء عليل ..ورائحة مسك ..فالنوافذ يمكن ان تكون مشرعة للهواء ومرور رائحة اامسك عبرها ..
لماذا تنكر مايفكر به الاخرون ..
انها كما قلت ..يطوة الانا ..
واعود للثنائيات في فلسفة زرادشت ..
انا ارى ان الوجود هو مكان وزمان ..
مكان متحرك ..وعندما يتحرك المكان ..يولد الزمان ..
الفيزياء ..تقهرها الكيمياء ..
ونحن صنع فيزيائي مكاني ..لكنه اكتنف عالم الكبمياء ..فقصرت اعمارنا ..بفعل كيمياء الغرائز ..
فالحديد يطول عمره ..وهو فيزياء ..ولكن الاكسدة تقصر من عمره ..والاكسدة كيمياء ..
لذلك كان زرادشت مصيبا في الركون الى الثنائيات ..
فالخير صفة ثابته في فيزباء الوجود ..لكن الشر هو كيمباء الفعل ..
الخلود ..كذبة وامل لايدرك ..
حتى الله كفكرة صنعتها الانا مرتبطة بحلم الانا في ادراك الخلود ..
فكيف لخالد يخلق اخر ينافسه عل الخلود ..
وكيف لخالد يحتاج لمخلوقه ..
وكيف لخالد لديه ملائكة ..
ولماذا الخالد يخلق الشر ..طالما هو خالد ..
ان فكرة الالوهية ..صنعتها الانا والانا متحولة ومتفيرة ..تبعا للكيمياء ..فهل الله يقع تحت تاثير الكيمياء ..؟؟
**
من اوجد الوجود
.ياسيدي الحلاج ...؟؟
من المعضلات الفلسفية ..ان نطرح ونلقي السؤال الخاطيء ...
اولا ..هل نحن بحاجة لمعرفة كنه ماقبل ان نوجد ..
الحقيقة ..من المفترض ان من يجيب على سؤال كهذا ..هو من كان موجودا في لحظة او قبل اطلاق الوجود ..
ولكن يبدو ان لا احدا كان موجودا قبل الوجود ..
ولماذا نفترض مثلا وجدلا ان النوجد ان وجد ..هو واحد ..
لماذا لايكون اثنان او اكثر
ولماذا نفترض ان الموجد او اكثر من موجد ..لديه غاية ..
فحبة شعير تسقط من شوان او من مؤخرة حيوان ..يمكن ان تنبت ..
وقد نكون نحن مجرد ناتج عرضي او من لعبة ..او من تصرف احمق ...
ولكن ماحصل قد حصل ...
بيد ان نقطة هامة . ان الوعي هو من حفزنا لطرح الاسئلة ..
فقبل الوعي لم يكن هناك فكرة موجد للوجود ..رغم ان الوجود مسلم وحاصل ..
**
لماذا صلبوك ...رغم انك متصوف ...؟؟
الحلاج:---
السلطة تخشى من خيالها ..
عندما يخون الحاكم ..ويتجبر ويتسلط ..ويظلم ..فذلك سلوك تمليه رغبات وكينونة السلطة ..
ولكن عندما يخون رجل الدين ..او ممن يمتلك وجاهة الناس ..فهنا تكمن المأساة ..فهو يمارس جريمتين ..
الاولى بكون قوادا للحاكم ..وهو من يتحمل في جعله ان يستبد برأية .. ويصنع منه طاغية وفرعونا ..
والثانية عندما يخادع الناس ويضللهم عن رؤية الحقيقة ..
فمن قتلني وصلبني ...هو رجل دين ...
نعم رجل دين ..

انتهت المقابلة ..وعاد الحلاج الى قبره ..لكن الحقيقة ستبقى معلقة ...

#ماجد_أمين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات