علي شبيب ورد
الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 08:38
المحور:
الادب والفن
تعالَ معي ..
أ’ريكَ بدءَ الذبولِ
في سوسنات الجنوب ،
وفي نخيله الذي كان يلحق الطيورَ
قبل العاصفة .
أريك أسوارَ أورَ ،
كيف دكّها السابقونَ ،
وداسها اللاّحقونَ ،
وراعَها الآنَ من أوهِموا ،
بالذي ما كان يوماً ،
أو يكونْ .
أريك الماءَ لا ماءَ ،
وهواءَه’الكوني تطرده الحرائق .
أريك مَن يحيَوْنَ همْ موتى ،
ومن ماتوا فقد تركوا السجون .
أريك الطينَ ملتحفاً بملح ٍ ،
ويغطّ في نومٍ عميق .
أريك الوردَ تأكله البنادق ،
والعطرَ يرشفه الذباب ،
وكلَّ شجيرةٍ ،
شمطاءَ تندب’ حظَّها وسطَ الدخان .
أريك مواسماً أَعذاقها حجرٌ مقيت .
وأريك أعواماً نَضَتْ أحزانَها ،
كلّ’عامٍ يندب’عاماً يليه .
وأريك أَنَّ الطيرَ يبني عشَّه’بين القمامة .
وأريك أنَّ الهورَ ماعادتْ له روح’القصب ،
ويخفي حلمَه’الأوريَّ عن مقلِ المآرب ،
فلا موّالَ يؤْنِسه’ بوحدتِهِ ،
ولا مشحوفَ يعبره’ ،
بلا ريبٍ وبؤس .
وأريك أنّ الأهلَ أغرابٌ ،
وأنَّ الحبَّ مثلبةٌ ،
وأنَّ الصحبَ أروقةٌ ،
ويقطنها السراب .
ومعي ترى ذكرى صباكَ متاهةً ،
وجنانَ حلمِكَ هرَّبتْ أضواءَها ، سفن’الفجيعة .
وترى الوسامةَ جنحةً ،
عسس’الوقاحةِ طاردوا أقمارَها .
وترى الأحاجي عند آفاقِ الرؤى ،
حجباً تنثّ دمامةً تدمي الخطى .
وترى بيارقَ ظلمةٍ ،
لرفيفِها حنقٌ دفين .
وتراكَ لا تدري ،
بما تخفي العيون’من الكلام ،
ولا الكلام’من العجب .
أريك أني ميتٌ منذ الولادة ،
وأنَّ مايجري ،
لهاثٌ في قبورٍ،
شنّه’ وهم عتيق .
* ناصرية السومريين / آذار / 2006
#علي_شبيب_ورد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟