|
لماذا جاء ترتيب مصر فى مؤخرة الدول فى التعليم؟
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 14:27
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لماذا جاء ترتيب مصرفى مؤخرة الدول فى التعليم؟ طلعت رضوان جاء ترتيب مصرعن مستوى التعليم..وفق الضوابط العالمية، رقم129من بين137دولة..وذلك كما جاء فى بيان (مؤشرالتعليم العالمى) عن السنة الدراسية 2017/2018 بينما كانت دولة سنغافورة هى الدولة الأولى على مستوى العالم، حيث حصلتْ على أعلى الأرقام فيما يتعلق بضوابط الجودة، التى جاءتْ فى الشروط المنصوص عليها فى معاييرالتقدم..ومن أهمها (القدرة والكفاءة على نسبة تحصيل الطالب للدرس داخل فصول المدرسة، أومدرجات الكلية..ومن بين المعايير- أيضـًـا- أنْ يكون النظام التعليمى قائم ومؤسّـس على ((الفهم والنقد والتفاعل مع أستاذ المادة..وليس على التلقين. وأعتقد أنّ السؤال الذى يجب أنْ يشغل عقول المسئولين عن التعليم فى مصرهو: لماذا كانت سنغافورة فى المُـقـدّمة ومصرفى المؤخرة؟ سأتجنــّـب معظم العوامل التى تسببتْ فى هذا التخلف المُـزرى للتعليم..وسأركــّـزعلى عامل واحد (فقط) هوتكدس الفصول بالتلاميذ، تكدس فاق كل التوقعات..وتجاوزكل المعايير- ليس على المستوى التعليمى (فقط) وإنما على المستوى الإنسانى، فهذا التكدس وصل لدرجة (حشر) 120(مائة وعشرين تلميذًا) فى فصل مساحته أربعين مترًا مربعـًـا. وهذه المعلومة لم ترد فى صحيفة (معارضة) ولافى قناة تليفزيونية (مُـعادية للنظام) وإنما وردتْ فى صحيفة قومية/ حكومية مصرية..وذكركاتب المقال أنّ من بين الأمثلة مدرسة الفاروق عمرالواقعة بحى المرج..وأيضـًـا مدرسة خالد بن الوليد، وفى الفترة الصباحية يزيد عدد التلاميذ على مائة تلميذ..وهكذا يتكررالمشهد فى مدن ومناطق كثيرة..وتساءل الكاتب: كيف يتسنى للمدرس الحديث مع 120تلميذًا وكيف يـُـتابعهم..وهل- لوافترضنا أنّ التلاميذ الذين تكـدّسوا فى مساحة40مترًا- تحمّـلوا الزحام، فكيف يستوعبون شرح المدرس؟ (أحمد فرغلى- أهرام19 أكتوبر 2018- ص24) وهكذا يكون موقف الشرفاء حتى فى صحف الحكومة، لأنّ ظاهرة تكدس التلاميذ بهذه الصورة البشعة، تدل دلالة قاطعة على أنّ المسئولين عن التعليم مُـغيبون عن أهم مرتكزفى العملية التعليمية: الهدوء الذى يـُـساعد التلميد على الانتباه والتركيزمع شرح المدرس. والدرس المُـستفاد من المنشورفى الأهرام، أنه لا أمل فى تطويرالتعليم فى مصر..وأنّ السنوات القادمة ستشهد المزيد من التخلف، عن مواكبة التعليم فى العصرالحديث..وبالتالى المزيد من التدهورالذى يجعل مصرفى ترتيب مُـخجل، عند مقارنة مصربدول عديدة حظيتْ بترتيب مُـتـقـدّم..ومع ملاحظة الفارق فى عمرهذه الدول..والأهم الفارق الحضارى. وأعتقد أنّ تكدس التلاميذ يعنى إصرارالمسئولين على تدميرعقول هؤلاء الأطفال..وتشجيعهم على (حب الفوضى) و(تضييع الوقت) و(الزوغان من حضور الحصة) إلخ..والأهم والأخطرهواستمرارظاهرة الدروس الخصوصية، بتشجيع من وزارة التعليم (ولوبطريق غيرمباشر) وهل سأل الوزيرنفسه: هل ابنه (أوأى طفل) يستطيع الانصات للمدرس وهويسمع صياح وضجيج 120تلميذًا؟ ولوأنّ المدرس من الشرفاء الذى نجح فى مقاومة (فيروس) الدروس الخصوصية..واكتفى براتبه (وهذا المدرس حالة استثنائية) فهل يستطيع الشرح فى هذا الفصل الدراسى غيرالإنسانى؟ المطلب الإنسانى (توفيرفصل دراسى) بعدد من التلاميذ يسمح لهم بالانتباه لشرح المُـدرّس، هوأبسط الحقوق وليس فيه (رفاهية) الفصول الدراسية المُـكيــّـفة والمُـتصلة بشبكة الانترنت..ولارواتب المدرسين مثل رواتب الوزراء..كما يحدث فى اليابان..كل هذه (الرفاهية) مُـستبعدة لأنّ المطلوب شىء واحد (فصل دراسى إنسانى) فهل فى هذا الطلب مُـبالغة حتى تتخلص مصرمن عارالمؤخرة؟ 000 وأعتقد أنه من المهم التعرف على الأسباب التى جعلتْ سنغافورة تتصدرالترتيب الأول على مستوى العالم. تقع سنغافورة جنوب شرق آسيا، عند الطرف الجنوبى لجزيرة الملايو..ومن بين أسباب التقدم فى التعليم علاقته بمستوى التقدم التكنولوجى والتقنى، الذى تــُـشرف عليه (هيئة تطويرالمعلومات والاتصالات IDA ) ومنذ عام 1981وُضعتْ خـُـطط خمسية لإنجازالتطوير..والذى بفضله حقق دخلا للدولة تجاوز80(ثمانين) ملياردولارسنة2011..والمدارس السنغافورية ترتكزعلى تغيير تفكيرالأطفال..وأسلوب تعليمهم..وقال السيد (رونى تاى) الرئيس التنفيذى لهيئة تطويرالمعلومات والاتصالات، أنّ مشروع التطويريستهدف الآتى: أولا: أنْ تكون سنغافورة الأولى على مستوى العالم فى مجال الاستفادة من المعلومات والاتصالات. ثانيـًـا: تحقيق زيادة الضعفيْن والثلاثة أضعاف من عائدات تصديرالمعلومات والاتصالات. ثالثــًـا: تحقيق نسبة100% فى معدل انتشارأجهزة الكمبيوترلجميع الأسرالتى لديها تلاميذ فى المدارس..وأضاف أنه يوجد معهد لاعداد وتدريب المعلمين، باعتبارهم حملة مشاعل التنوير..وفى هذا المعهد فإننا لانؤهل المعلمين ورفع مستواهم الثقافى والمهنى، للتعامل مع طلاب اليوم أوطلاب ما بعد20سنة..وإنما نحن نطمح فى إعداد المعلمين مع المستقبل فى العام2100..وقال إنّ الفصل الدراسى سيتحول إلى التماثل مع الواقع البيئى، فإذا كان الطالب يدرس- على سبيل المثال- موضوعـًـا حول البيئة- فإنه بمجرد تغييرالعوامل المؤثرة على البيئة (مثل المحروقات والانبعاثات الكربونية) سيتفاعل الفصل الدراسى تلقائيـًـا مع هذا التغيير..وسيتأثر الطالب به عندما يشعربإرتفاع درجة الحرارة..ويـُـشاهد فى شاشات (داخل الفصول) احتراق الغابات وغيرها (المصدرصحيفة البيان- 29يونيو2012- تقريرللصحفى على الزكى- عن زيارته لسنغافورة) فهل يستوعب المسئولون المصريون (درس) سنغافورة؟ ليعرفوا لماذا كانت الأولى على العالم فى معاييرالتعليم الدولية..وهل من الممكن أنْ يكون عدد التلاميذ 20(عشرين) فى الفصل وفقــًـا للحد الأقصى كشرط من شروط الانتباه والتركيركما نصـّـتْ عليه المعاييرالعالمية..وليس خمسة أضعاف الرقم كما فى مصر؟ ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القطاع العام : الصراع بين التطوير والبيع
-
صراع القبائل العربية للاستيلاء على إسبانيا (1)
-
سوار الذهب : نموذج نادر للحاكم المثالى
-
خاشقجى : درس المعارضة السطحية
-
الخلافة الإسلامية وصراعات السلطة
-
أليس الجندى سليمان خاطريستحق التكريم؟
-
وزارة الهجرة وترسيخ الهوية المصرية
-
وزيرالتعليم بين تبديد الأموال وتدنى المستوى
-
الفرق بين الموضوعية والأيديولوجية
-
الصحافة ودورها الوطنى/ التنويرى
-
صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (3)
-
الأصل التاريخى للضريبة على الدخل
-
ترحيل الفلسطينيين من وطنهم لصالح إسرائيل
-
صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (2)
-
كيف قرأ الباحثون كتب التاريخ؟
-
صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (1)
-
التاريخ والتأرجح بين الموضوعية والأيديولوجية
-
الاصطدام بالشخصيات المقدسة (10)
-
الاصطدام بالشخصيات المقدسة (9)
-
الاصطدام بالشخصيات المقدسة (8)
المزيد.....
-
الملكة رانيا والشيخة موزة وإمام الأزهر يشاركون بقمة حول الطف
...
-
البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا
...
-
هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
-
قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
-
الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
-
عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل
...
-
الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد
...
-
قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل
...
-
قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|