مهدي القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 02:44
المحور:
الادب والفن
جثةٌ في منفى
————.
نحن عائلةٌ حربيةٌ !
رغم اننا لم نخزن في بيتِنا ظرف إطلاقةٍ
ولا نستودع من فضلات السيد نوبل
فنجانَ قهوةٍ مجعدةٍ
ولَم نستعر من عُدتهِ قدر
ملعقة شاي لنغمسها في لفافة طفلة !!
وحتى لم نُعَلِّم اطفالنا التراشق بمسدساتِ الماء
حين تفتح السماء أبوابها
لتشاكسنا بغيومها المشبعة بالهذيان
والهاربة كجثة من منفى .
ولَم نتسلَّ يوماً بلعبة الشرطي والحرامية ...
علمتنا الحياة ،
طَي سجلات الحروب
،كسجادةِ صلاةٍ كافر ِِ ،
حين يروم السلام
لكن المؤمنين
تتفتح شهية مدافع إفطارهم
على ثرثرةٍ لا تسكتها ثرثرة اخرى ....
فأنا ولدت قبل ان يودَع ابي في السجن
حين جهز العدوان ثلاثياً على أخت لنا
فأراد ان يستر عورتها .
واخي الأصغر نط قبل أوانه
ليشارِكَ الفقراءَ فرحتهم
بقدومِ فجرِ مترهلِ بالأمنيات .
واخي الأصغر منه خرج للحياة مذهولاً ،
ومتعثراً بأغلاطٍ نحويةٍ
لم تشفع له رايات العائلة الحمر
بل صارت دليلاً للموت .
بعد كل حربِ
احصي أفراد عائلتي
واعدُ المخابزَ المغلقةَ
لكن حين ألمح المطرَ يبللُ المقابرَ
أتلمس رقبتي
***
2018/6/18
#مهدي_القريشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟