أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون العيسى - السريان بعد قدوم الإسلام















المزيد.....

السريان بعد قدوم الإسلام


سيمون العيسى

الحوار المتمدن-العدد: 6031 - 2018 / 10 / 22 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقد ظل السريان على هذه الحال حتى قدوم الإسلام في بداية القرن السابع الميلادي فاستبشر السريان خيراً في البداية وبالأخص النساطرة،فقد عقدوا اتفاقات سلام وتفاهم مع الخلفاء الراشدين وبالأخص عمر بن الخطاب فإيشوعيهيب الثاني الجذلاني بطريرك النساطرة في بابل كان قد زار الأمير عمر في الجزيرة وأخذوا منه عهوداً بالأمان إذا ما فتح العرب المسلمون بلاد السريان (بابل وما يتبعها) ويقال حتى أنه جرت مراسلات ما بينه وبين الرسول العربي (الجامعة السريانية السنة الثانية العدد الثالث) وقد لعب إيشو عيهيب الثاني دوراً هاماً في المباحثات بين العرب وسكان بابل وقد فتحت بابل صلحاً بدون حرب وكذلك رأس العين وطور عبدين فقد فتحت صلحاً في عهد القائد العربي عياض بن غنم (تاريخ دير مار كبرئيل المطران يوحنا دولباني ص58) وحرروا عقوداً بينهم وبين السلطات الدينية للكنيسة السريانية الأرثوذكسية والنسطورية يتعهد العرب المسلمون بموجبها بحماية ديار السريانية الأرثوذكسية والنسطورية يتعهد العرب المسلمون بموجبها بحماية ديار السريان والسماح لهم بممارسة حقوقهم الدينية والثقافية وبناء دور العبادة وإعطائهم حريتهم الاجتماعية لقاء دفع جذية سنوية معينة.
وقد أستمر الحال على هذا الوضع فترة من الزمن، وكان السريان خلالها الشعلةالوضاءة التى انارت الشرق فبنوا وحافظوا على التراث العالمي عبر الزمن بعلومهم وثقافتهم وتراثهم حتى في العصر الإسلامي (حتى أواسط العصر العباسي) وبداية دخول التتر والمغول بلاد الرافدين فكانت مدارسهم في انطاكية والرها وقنثرين وجنديسابور ونصيبين تعتبر من أهم المعاهد الثقافية والعلمية والفكرية في العالم ومن خلالها تم ترجمة ونقل الثقافة العالمية اليونانية والفارسية والسريانية إلى العربية واستمرت في عطائها حتى نهاية القرن الثالث عشر تقريباً حيث بدأ يخفت نورها، وبعد أن دمرت معظمها.
إلا أن الأمور تغيرت فيما بعد فقد مارس بعض الخلفاء الأمويين والعباسيين اضطهاداً دينياً وأجتماعياً وأقتصادياً على السريان بمذهبيهم (شرقيين وغربيين)، وبالأخص في عهد أبي جعفر المنصور الخليفة العباسي، ونتيجة لهذه المضايقات أسلم قسم كبير من السريان هروباً من الظلم الاجتماعي والاقتصادي كما عانى السريان من مذابح رهيبة في عهد الاستعمار المغولي وما بعد (تاريخ الزمان غريغوريوس ابن العبري ص282).
فقد دمرت الدساكر والقرى وابيد عشرات الألاف من السريان إبان الغزو الصليبي أيضاً،كما عانى السريان من أكثر من سبعة مذابح كبرى منذ بداية الحكم العثماني وحتى بداية الحرب العالمية الأولى(تاريخ طور عبدين اغناطيو أفرام برصوم الأول ص 358 370). وكان أعنفها وأقساها مذابح 1914 1919ميلادية حيث ذهب خلالها أكثر من (300) ألف شهيد (الوثيقة التي وجهتها اللجنة الوطنية الآشورية لعصبة الأمم المتحدة عام 1919 ميلادية).
ولن ننسى الدور الكبير للأستعمار الأوروبي في أضطهاد السريان منذ بداية ارسالياته التبشيرية عام 1550 ميلادية. فقد استغلت الحكومات الأوربية ضعف السلطة العثمانية فيما بعد لتحقيق مكاسب أقتصادية وسياسية في الشرق بحجة حماية رعاياها المسيحيين وذلك بعد أن حصلت من الحكومة العثمانية على فرمانات تعطيها الحق في نشر مذاهبها الدينية بين المسيحيين من رعايا الدولة العثمانية , وهكذا حدثت انقسامات مذهبية جديدة بين السريان.
فقد اعتنق قسم من السريان النساطرة المذهب الكاثوليكي في القرن الثامن عشر الميلادي وبالأخص في سهول بابل ولقبوا أنفسهم بالكلدان , تمييزاً لهم عن النساطرة , كما استطاعت الارساليات الانجيلية التبشيرية البريطانية والأمريكية تحقق مكاسب مذهبية لها من اتباع الكنيسة البروتستانية والكاثوليكية بين السريان , فنشأ السريان الكاثوليك والسريان الأنجيليين وكانت الحكومات الأوروبية تستخدم حق حماية اتباع مذهبها حجةً للتدخل في الشؤون الداخلية للسلطة العثمانية المسلمة الضعيفة وهكذا , وبكل سهولة تخلت الحكومة العثمانية المسلمة عن واجبها الأنساني في حماية رعاياها المسيحيين وأوكلت هذه المهمة (بل تنازلت عن هذه الواجب) لفئات أجنبية لقاء أمتيازات ومكاسب خاصة حصلت عليها من هذه الفئات دون استشارة رعاياها المسيحيين وأخذ رأيهم بهذه الوصاية المفروضة عنوة متناسبة أن هؤلاء الرعايا هم جزء من مجتمع الوطن عانوا وذاقوا كل أشكال الهيمنة الخارجية , وكانوا دوماً مع مصلحة وطنهم وابناء مجتمعهم ضد أي غزو أجنبي مهما كان نوعه , وتاريخها العريق خير شاهد على ذلك. وهكذا سمحت الحكومات المحلية المسلمة باهانة كرامة هؤلاء , من قبل الأجنبي بحجة حق نشر مذاهبها الدينية بين المسيحيين , معتبرةً نفسها غير مسؤولة عن الجانب المسيحي من رعاياها , وهكذا سلبت ارادة السريان وفرضت عليهم حق الحماية الخارجية ,كما فرض عليهم الشعور بالغربة ضمن وطنهم , بينما كان هدف الفئات الأجنبية هو أستخدام ذلك وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وأقتصادية على حساب الشعب بحجة هذه المذاهب , بينما كانت الحكومات المحلية تتحين الفرص بين فترة وأخرى للأنتقام من رعاياها المسيحيين بحجة التخلص من التدخل الأجنبي الخارجي , متناسية أنها قد خانت واجبها الوطني وخانت رعاياها وباعتهم لقاء مكاسب اقتصادية وان ضعفها وانحلالها كان سبباً رئيسياً
في هذا التدخل وهي التي أعطت هذه الحجة للأستعمار وبالتالي فهي التي تستحق العقاب بينما كانت الحكومات الأوروبية تدعم الأرساليات التبشيرية بالضغط على السريان الشرقيين والغربيين لقبول مذاهبها وكانت تلجأ في كثير من الأحيان إلى أستخدام بعض زعماء السكان المحليين من بيكاوات الأتراك والأكراد والأيرانيين للضغط على السريان واضطهادهم باسم الدين حتى ياجأوا إلى هذه الارساليات هروباًمن الأضطهاد والموت فتتلفقهم هذه الارساليات
وتفرض عليهم الحماية بشرط الانتماء إلى مذهبها الديني (تاريخ الاشوريين - ل. ما تفيف
الجزء الأول). وأن الحكومة العثمانية كانت تستغل دوماً وحدة الدين فيما بينها وبين رعاياها المسلمين الأتراك والأكراد لاضطهاد وقتل السريان بحجة محاربة الكفر والألحاد والحصول على الثواب في الجنة وكان طرح مثل هذه الأفكار يلقى آذاناً صاغية من بعض الجماهير المسلمة الفقيرة وذلك بسب التخلف والجهل والفقر الذي كان مطبقاً بحق على هذه الجماهير أيضاً وهي في الأغلب كانت مغلوبة على أمرها وتسير وفق أرادة البيكوات والزعماء الأكراد والأتراك , وقد كانت أغلب هذه الزعامات تسير في فلك الحكومات العثمانية وكانت ضد شعوبها أيضاً وإن أبشع أساليب وطرق الاستغلال هي التي اتبعتها الحكومة العثمانية مع بعض الزعامات الكردية في الحرب العالمية الأولى وهذه بدورها استغلت جهل شعوبها في محاولة ابادة السريان والأرمن فكان من نتيجة ذلك استشهاد 300ألف سرياني ومليون أرمني ما بين عامي 1914-1919 ميلادية ,فكانت تباد قوافل بعشرات الألاف من الأطفال والشيوخ والنساء دون رحمة (القصارى في نكبنات النصارى. بقلم شاهد عيان _ طبعة 1919ص 182).



#سيمون_العيسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة العميقة
- المواطن السوري
- الحرية و حرية المسيحي
- مسيحين سوريا
- صرخه مواطن سوري


المزيد.....




- نجوم مسلسل -شارع الأعشى- يلتقون الجمهور في العيد
- كورى بوكر يحطم الرقم القياسي في مجلس الشيوخ بخطاب استمر 25 س ...
- قتلى وجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي طال عيادة تابعة للأون ...
- مقتل عشرات الغزيين بقصف مكثف بعد إعلان إسرائيل توسيع عملياته ...
- عبر الخريطة التفاعلية.. الجيش الإسرائيلي يوسع عمليته العسكري ...
- استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميا ...
- مظاهرات تمتد من الولايات المتحدة إلى أوروبا لإسقاط تسلا
- تداعيات حرمان لوبان من الترشح على المشهد السياسي الفرنسي
- أميركا تدرس مقترح التفاوض الإيراني وتعزز قواتها بالمنطقة
- غارات أميركية على اليمن والحوثيون يستهدفون ترومان مجددا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيمون العيسى - السريان بعد قدوم الإسلام