|
قانون القومية... قانون عنصري بامتياز
رياض علي العيلة
الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قانون القومية... قانون عنصري بامتياز
الأستاذ الدكتور رياض العيلة
حكومة نتنياهو الليكودية والمشكلة من الاحزاب اليمينية داخل الكيان الاسرائيلي، أكثر الحكومات الاسرائيلية إصدارا للتشريعات والقوانين الأساسية ، بهدف تغيير وجه الكيان الاسرائيلي الذي رسمته الحركة الصهيونية وقادتها الأوائل لخداع العالم بالديمقراطية، وآخر هذه القوانين " قانون القومية " الذي أقره الكنيست بتاريخ 19 يوليو 2018م، وتم تحصينه وجعله قانونا أساسيا كنصوص الدساتير، لا يمكن تغييره إلا بقانون أساسي جديد، فهو قانون عنصري بامتياز، ويؤكد على عنصريته ومن داخل الكيان الاسرائيلي النائب عن حزب الليكود الحاكم (بني بيغن) ... بقوله: أحذر من زيادة التوترات الاجتماعية داخل الكيان الاسرائيلي، كما وأكد ذلك رئيس الأتلاف العمالي الاسرائيلي على أن هذا القانون، قانون عنصري بامتياز. على الرغم من ذلك، فإن هذه القوانين وقانون القومية العنصري، تهدف الى انهاء وجود الشعب الفلسطيني.. على الرغم من هذا القانون الذي تمتع بالتأييد المستمر من دولة كبيرة بحجم الادارة الأمريكية للسياسة العنصرية لليمين المتطرف الحاكم في دولة الكيان الاسرائيلي، يهدف الى النيل من حقوق شعبنا الفلسطيني، ومتناسيا أن الشعب الفلسطيني هو الشعب الكنعاني المغروسة جذوره في أرض الآباء والأجداد الممتدة منذ أكثر من خمسة الألاف سنة مضت.. هذا الشعب الفلسطيني العظيم، ورغم الظروف السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية والصحية التي يعيشها جراء الانقسام والحصار الدولي... متمسك بحقوقه التي لا ولن يتنازل عنها...ويستلمها جيل بعد جيل حتى تحقيق أهدافه الوطنية وخاصة العودة لوطنه المسلوب منه، منذ ما يزيد عن سبعين عاما... وجاء قانون القومية – بعدما عجزت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة عن وضع تعريف " من هو اليهودي" - ليعرف الكيان الاسرائيلي بأنه " الوطن للشعب اليهودي"، فكيف يكون الكيان الاسرائيلي دولة كل اليهود، بينما لا تزال تفرق وتتغاضى عن التنوع المذهبي للجماعات اليهودية، وما زاد الطين بِلة، اعتبار اللغة العبرية اللغة الوحيدة فيه، وبالتالي ألغى أقدم لغة رسمية هناك وهى اللغة العربية، قد دفنت هذه القوانين التي سنت من قبل حكومة اليمين المتشدد الاسرائيلي، " الديمقراطية " التي تغنى بها الكيان الاسرائيلي أمام العالم على مدار سبعة عقود، وأظهر للعالم حقيقته كدولة ذات نظام عنصري... وعليه فإن الشعب الفلسطيني لن يحيد عن مطالبه العادلة بحقوقه في العودة والعيش في وطنه مثل باقي شعوب المعمورة.. فقانون القومية والقوانين العنصرية الأخرى، ليس في نظر الفلسطينيين إلا قانون عنصري استعماري بل وفي نظر بعض اليهود الاسرائيليين الذين يعتبرونه إهانة للدين اليهودي، إذ يقول الكاتب والروائي الاسرائيلي "سامي ميخائيل" " أن قانون القومية يشعرني بالغثيان والقلق، باعتبار إساءتنا نحن اليهود لمن هم من غير اليهود كارثة قومية، وأنا ككاتب وروائي اسرائيلي لن أنسى أبدا أن اللغة العربية هي لغتي الأم.." ويضيف الكاتب والروائي الاسرائيلي " أن قانون القومية يلقي قنبلة قاتلة تشرع للحكومة بناء تجمعات سكانية على أسس دينية قومية لتحقيق الاحلام الوردية للمستوطنين لتكون مشابهة لتلك التي كانت للفرنسيين في الجزائر، وللبريطانيين في رود يسيا وجنوب أفريقيا، وللهولنديين في جنوب أفريقيا،.." ويختم بقوله " وكلها أخطفت من هذا العالم...وعلينا يهودا وغير يهود لفظ ورفض هذا القانون، وأن نعمل على إلغائه." ومن جهته عقب الموسيقار العالمي اليهودي الاسرائيلي ( دانيل بارنين بويم Daniel Barenboim) الذي كان يفتخر بيهوديته وإسرائيليته على القانون في مقالته التي نشرها في صحيفة الباييس الاسبانية بتاريخ 24 يوليو 2018م، وخصص لها عنوان " لماذا أشعر بالخجل كوني إسرائيليا"، يقول فيه: ( في عام 2004م دعيت الى الكنيست الاسرائيلي "البرلمان" والقيت كلمة أمام أعضاؤه وشددت في كلمتي على أن وثيقة استقلال اسرائيل تشكل مصدر الهام، تؤدي الى ترك اليهودية والتحول الى مواطن اسرائيلي، لكي نساهم في تطوير الانسانية من خلال ترسيخ قيم ومبادئ الحرية والعدالة والمساواة والسلام لجميع المواطنين داخل الكيان الاسرائيلي مع استقلاليتهم وحريتهم في العبادة وممارسة شعائرهم الدينية والاحتفاظ بلغتهم وثقافتهم وتعليمهم، وممارسة حرية التعبير والرأي...) ويؤكد في مقالته (أن مؤسسي الكيان الاسرائيلي الذين وقعوا على وثيقة الاستقلال كانوا يرون فيها مبادئ المساواة ونشر السلام وبناء العلاقات الطيبة مع شعوب وبلدان الدول المجاورة... ولكن بعد مرور ما يزيد عن سبعين عاما تصادق الحكومة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو على قانون الوطنية العنصري الجديد الذي حطم مبادئ المساواة والقيم) وينهي الكاتب مقاله بقوله ( وهنا يملاني بأسف عميق بعد مصادقة الحكومة الاسرائيلية على قانون يحول المواطن الفلسطيني داخل اسرائيل من الدرجة الثانية، الى درجة أدنى... ومعاملتهم بمعاملة التمييز العنصري،...فأن اليهود الذين عانوا من الغيتو والفصل العنصري، أصبحوا الآن هم الذين يفرضون الظلم على الاخرين... في ضوء ذلك القانون العنصري وبسببه أشعر اليوم بالخجل أن أكون إسرائيليا؟) انتهى الاقتباس من مقاله... مما سبق، وبعد أن أدرجنا اقتباسات من مقالة الموسيقار العالمي الاسرائيلي الجنسية والديانة اليهودية، أن قانون القومية قانون عنصري بامتياز ولا داعي لدولة الاحتلال التي تدعي الديمقراطية، وحرية الرأي والتعبير والمساواة في الحقوق.. يجب أن تعلن عن نفسها دولة عنصرية بامتياز، وتأخذ مكان ما كانت تأخذه دولة الابرتهايد في جنوب أفريقيا، قبل أن يتم تحريرها من العنصرية ويتسلم شعبها زمام أمورة بعد نضال طويل أجبر الدول الاستعمارية والعنصرية بتسليم الحكم لأصحاب الأرض الشرعيين، الذين ألغوا الفروق العنصرية حتى باللون رغم ان غالبية دولة جنوب أفريقيا ذات البشرة السوداء ...ولكن المفهوم الوطني الثوري والالتزام بالقيم الانسانية والاخلاقية والعدالة، أصبحت تشكل رمزا للمساواة والعدالة في العالم... تلك العدالة التي فرضها قائدها (الرئيس نيلسون مانديلا) الذي عانى سنوات طويلة من الاعتقال في سجون التمييز للحكومة العنصرية ...وعندما أطلق سراحه أعلن مبادئ السلم والعدالة والمساواة.. ولذا أملنا كبير بالله وبشعبنا واحرار العالم أن يأتي اليوم الذي تصبح فيه فلسطين دولة ذات سيادة كاملة وتتمتع بالعدل والمساواة بين أفراد شعب وسكان فلسطين بغض النظر عن الدين والجنس...وتندحر الى غير رجعة القوانين وقانون القومية العنصرية، الذي لا يشير من قريب أو بعيد الى كلمة "الديمقراطية" التي تباها بها الكيان الاسرائيلي على مدار سبعون عاما، وألغى بهذا القانون كامل الحقوق التاريخية لفلسطيني 48، واعتبر هذا الحق فقط لليهود، وأن فكرة نقاء الكيان الاسرائيلي التي تقوم على "يهوديته" فكرة عنصرية لا يمكن أن تكون في دولة حديثة وديمقراطية. فالقانون بهذه المضامين لا يخرق فقط القرارات الدولية التي تنص على الحقوق الشرعية والمشروعة للشعب الفلسطيني، بل يخرق القانون الدولي وأسس قيام منظمة الأمم المتحدة المبنية على مبدأ المساواة بين جميع أعضائها...وأخيرا أن ذلك لا يتم مواجهته، على الرغم من دعوة حكومة الكيان الاسرائيلي لانتخابات مبكرة...الا بإنهاء الانقسام وتمتين الوحدة الوطنية لتحقيق الأهداف المنشودة لشعب فلسطين بالعودة والحرية وتقرير المصير...
#رياض_علي_العيلة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المؤتمر السابع الى أين؟
-
الفوضى الخلاقة...أحد مظاهر الحرية؟!!
-
ماذا بعد عودة الاحتلال الاسرائيلي لإدارة السلطة في الاراضي ا
...
-
الانتخابات الاسرائيلية...إلى أين؟!!
-
عام جديد...وحال الشعب الفلسطيني الانقسام!!
-
ما بين يهودية الدولة... وإزالة الاحتلال الإسرائيلي
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|