ابراهيم مصطفى علي
الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 01:52
المحور:
الادب والفن
مُحجلةٌ بالسجاف الأخضر
تأتيني بآخر الليل في غرة حسن كلما لجَّ قلبها
لسماع اليمام في نواحي روض الفراتين
تستخلصْ لغوالي أحبتها من جُمَّار النخيل مسكٌ
وتلون جفون عينيها بأزرق شاطىء النهرين
وقبل الفجر تنسرح نحو مشارف الآفاق
بثوبها المحجل بالسجاف الأخضر
كي تشق الظلام في شعرها الذهبي المنسدل فوق الكتفين
حتى اعتلاني الذهول والخَبَلُ من نسيغ الجبين
كيف يقطر لؤلؤاً من صنيع ماء الضفتين
ما كان عهدي بالفراق يوغر
الصدر مذ تمامي ببطن أُمِّي *
حين كبا رأسي بأديم الليل عريانٌ
وتولَّى الصراخ عن فزعي
ليتني كنت سُقْطَ لحمٍ وكفاني على
ما كنت فيه من نعيمٍ بفيء الجلال
لكنَ أمراً أوجب أن أكون في نائية
كونٍ كغيري من ثلم أحجارٍ
يقصر الوصف كيف تدور
مذعورة كالرياح خوفاً من الآتي
بالأمس كنت ارى الدنيا نغمٌ تخلب
الألباب في زيِّها الأنيقِ
واليوم مات سحرها داخلي حين
غَضَّت بزحام الأحزان طرفها عنِّي
والَّذي لا تعرفه أنَّ وجداً أَرَقَّني للظفر في قابضي
والمح إن كنت وهم خيال أم ثرى من عمق الأزل
...........................................................
*ألغوالي .....جمع غالٍ
*الجُمَّارُ : قلبُ النَّخْل ، واحدته : جُمَّارة
*السِّجافُ : ما يُركَّبُ على حواشي الثوب
*أَديم الليل : ظُلْمَتُه
الكُرَى : القبورُ
*النَّسِيغُ : العَرَقُ
#ابراهيم_مصطفى_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟