أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفعل الماضي في قصيدة -قد كنت- عبد الكريم موسى














المزيد.....

الفعل الماضي في قصيدة -قد كنت- عبد الكريم موسى


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


الفعل الماضي في قصيدة
"قد كنت"
عبد الكريم موسى
للأفعال اثرها في النص الأدبي، إن كان على الكاتب/الشاعر أم على القارئ ـ فهي في حالة الماضي غيرها في حالة المضارع، فالماضي يعني شيء منتهي ولا يمكننا التغيير فيه أو تبديله، على النقيض من فعل المضارع الذي لم يحدث بعد، والذي يمكننا أن نغير فيه ونبدل ونعدل حسب ارادتنا.
ونحن في المنطقة العربية غالبا ما نتناول الماضي بصورته الايجابية، لنعوض ما نحن في من بؤس وتقهقر، لكن "عبد الكريم موسى" يتعامل مع الماضي أيضا بتك الصورة، فهو يريد أن يعوض بؤسه الآن من خلال تذكير نفسه والحبيب بذلك العطاء النقي الذي قدمه، يفتتح قصيدته:
"قد كنتُ أحفظُ ذكراكِ ولم أزلِ
وكنتُ أضحكُ دون الهمّ والكَللِ


وكنتُ أشعُرُ أن العمرَ ذو ثمنٍ
وأنّ يومي مزيجُ الحبِّ بالأملِ


ألاطِفُ الحُلمَ مذ كانت أنامله
تسعى إليكِ بألحاظي وبالقُبَلِ


وكنتُ أرسمُ قلباً نابضاً أملاً
وكانَ حرفُكِ دوما أوّلَ الجُمَلِ"
الشاعر يكرر كلمة "كنت" أربع مرات، وإذا ما وزعناها على الأبيات نجد أنها متساوية، ونجد فعل جميل، أبيض يتبع كلمة كنت: "أحفظ، أضحك، أشعر، أرسم" ولا يكتفي الشاعر بهذا بل يستخدم الفاظ أخرى بيضاء كما هو الحال في "الحب بالأمل، ألاطف الحلم، انامله، تسعى، بألحاظي وبالقُبَلِ، قلبا نابضا، حرفك، أول الجمل" كل هذا يجعلنا نتأكد أن نتعامل مع الماضي بصورة الحسرة عليه.
بعد ذلك البياض الماضي يقدمنا الشاعر من الحاضر الذي يرى فيه:
"رسمتُ همّي إذا ما الهمُّ أثقلني
على المياهِ وإن قد غصتُ في العَمَلِ"
الهم والثقل والغصة الآن كلها تجعل الشاعر يتشبث بالماضي الجميل، فهو يرى فيه الخلاص مما يمر به الآن:
"لكنّ عينَكِ مهما تاهَ نازلُها
يلقى دليلاً ويلقى الدفءَ بالنّزُلِ"
وكأن الشاعر يرفض الاعتراف بالواقع، ويريد أن يبقي تفكيره معلقا بالماضي الجميل، لهذا يستخدم "الدفء" وهذا يعكس الهوة التي تفصل بين ماضه وحاضره، فالحاضر يسبب الكآبة والحزن له، وهذا ما أكده عندما قال:
"فذاكَ وقتٌ أودُّ العَيشَ يُرجعُهُ
فلا أراكِ تُريني الكُرهَ بالمُقَلِ


ولا إذا جَمَعت بالحظِّ صُدفتنا
نمشي كأنّ هوانا كانَ لم يصِلِ"
بعد ان يستنفذ الشاعر كل جمال الماضي يبدأ بالانزلاق نحو الحاضر البائس، فيبدو لنا وكأن هناك قصيدة جديدة غير تلك التي كانت، فلغة القسوة والألم هي السائدة والمهيمنة:
"وقد أصابَ فؤادي صخرُ مقلتها
كمَن رمى البئرَ أحجاراً مِن الجبَلِ


فأوصلَ الصخرُ دمعاً في مدامعه
حتى ابتُللتُ به في كبوةِ الشَّلَلِ"
ثلاثة ألفاظ تشير إلى حالة القسوة "صخر، أحجار، الصخر" وهذا ما انعكس على بقية الالفاظ "رمى، الجبل، دمعا، كبوة، الشلل" بحيث نجد أنفسنا أمام حالة سوداء قاتمة ومؤلمة، فلم يعد هناك شيئا من الماضي الابيض الذي يستمد منه اللغة الناعمة والهادئة.
يضعنا الشاعر أمام حالة غير مستقرة وغير واضحة من خلال هذا البيت:
"إذا مشيتُ فإن القلبَ مرتجعي
وإن أبت قدمي أكملتُ في السبُلِ"
فهو استنفذ الماضي، ولا أدري ما الداعي للتقدم منه من جديد، فرغم أن البيت فيه صورة شعرية جميلة إلا أن موضعه ينسف نسق الأحداث، فهل هذا يعني/يشير إلى حالة الارتباك التي يمر بها الشاعر، بحيث كان وقع الحاضر عليه قويا ولم يعد يسيطر على قصيدته؟.
"ونُنكِرُ العشقَ والأعماقُ تطلبُهُ
ونترُكُ الحبَّ للقيعان والوحلِ


ونجبرُ العينَ ألّا تنثني نظراً
إذا القلوبُ تريدُ القولَ لم تَقُلِ


والكفُّ ما تركَ الخدينِ مذ رحلت
والعينُ قد نظرت للناسِ في عَجَلِ"
اعتقد أن هذه الابيات تشير إل حالة الارباك التي يمر بها الشاعر، فهو لم يحسم موقفه من الحاضر رغم يقينه أن الماضي الجميل لن يعود، لهذا نجد حالة صراع وتصادم بين الماضي والحاضر، فهناك "العشق والقيعان والوحل، ونجبر العين والقلوب تريد، ورحلت ونظرت" فهذا التباين يشير إلى حالة الصراع عند الشاعر الذي لا يريد أن يعترف بحقيقة الواقع، بحقيقة أن الماضي ما هو إلا ماضي وانتهى دون رجعة.
فالعاشق يبقى معلقا بالحبيب رغم التغيير السلبي والانحراف الكامل عن طريق الحب:
"من الفراقِ قلوبٌ لا تعي ألماً
فخصلةُ الوجدِ أقصتْ سالفَ الخُصَلِ


وحرّمَ القلبُ آياتِ الجمالِ على
عيونِ صاحبِهِ في العيشِ للأزلِ"
العاطفة حاضرة من خلال استخدام "القلوب، القلب" وكأنه يريد أن يبرر لنا عدم حسم موقفه من الحبية، فهناك القلب الذي لا يستطيع أن يسيطر عليه، وهذا ما نجده في الخاتمة التي يريد أن ينهي بها مأساته، حقيقة واقعه:
"واعتدّت الروحُ أن الموتَ مُخلصها
فلا تُريدُ معاشاً سيمَ بالعِلَلِ"
القصيدة منشورة على صفحة الكاتب على الفيس



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة تغريبة خالد ابو خالد في دار الفاروق
- -أمشي إليها- سامح أبو هنود
- الواقع والفانتازيا في رواية -أوبرا القناديل- مشهور البطران
- محطات في -نقش على جدار الزمن- شريف سمحان
- نحن وترامب وسليمان
- حالة الكتابة في -تغريبة خالد أبو خالد-
- سلاسة اللغة في ديوان -حفيد الجن، سيرة شعرية- راشد عيسى
- مناقشة كتاب نقوش من الذاكرة
- الاشتراكية في -رباعية- إسماعيل فهد إسماعيل
- قوة الأفكار وتواضع الأسلوب في رواية -صوت- إبراهيم غرايبة
- الكلمة وأثرها في قصيدة -حقا قامت- سيلمان أحمد العوجي عندما ي ...
- الشاعر والمخزون الثقافي -مكابدات زليخة- ريكان إبراهيم
- -أوغاريت ذاكرة حقل- زهيرة زقطان
- فدوى طوقان -الرحلة الأبهى- محمود شقير
- إيللي كوهين من جديد -محمد جلال كشك-
- المعنى والكلمة والحرف في قصيدة -أحبتنا الأهل- أحمد بن عبد ال ...
- مناقشة كتاب في جريدة
- -يو توبيا الدولة الإسلامية- سعادة أبو عراق
- التتار الجدد في كتاب -الناجيات بأجنحة مكسرة- خالد تعلو القائ ...
- كتاب في جريدة -شعراء فلسطينيون من تشيلي-


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفعل الماضي في قصيدة -قد كنت- عبد الكريم موسى