أنشودة الحياة 1 ( ص 1 ـ 3 )
قصيدة طويلة، نص مفتوح على فضاء الحياة، تتألّف هذه القصيدة من عشرات الدواوين، يتوزّع نصّ القصيدة على أجزاء عديدة متسلسلة ، كلّ جزء هو بمثابة ديوان متصل مع الديوان أو الجزء الذي يليه، هذا النصّ أو هذه الأنشودة هي حوارٌ مفتوح بيني وبين الحياة، بيني وبين المتلقي، بيني وبين نفسي المتواصلة مع الحياة وهي بطريقة أو بأخرى المتلقي نفسه، فأريد عبر هذه الفضاءات أن أثير حواراً مابين متلقٍ ومتلقٍ آخر أيضاً، وأبني جسراً حواريّاً إنسانيّا بين الإنسان وأخيه الإنسان، وإنّني أرى أن السياسة العالمية فشلت فشلاً ذريعاً في قيادة الكون ـ الإنسان، يتدحرج سياسيي هذا العالم نحو عوالم الاقتصاد بشراهةٍ مجنونة وغير أخلاقية، ضاربين أخلاقيات قرون من الزمن عرض الحائط! .. انحدار مخيف نحو هاويات الجحيم، جحيم الإنسان ومستقبل الإنسان، انحراف مخيف لإعوجاجات سياسات الألفية الثالثة، وعدم وجود توازن أخلاقي في سلم ومعايير قيادة العالم، حيث تبدو لي حضارات الإنسان تغوص رويداً رويداً في الهاوية، أين النقاء البيئي، أين سموّ ورقي البشر كبشر، أين إيديولوجيات هذا الزمان، لماذا فشل المعسكر الإشتراكي، الاتّحاد السوفييتي سابقاً، أمام الغول الرأسمالي الغربي، بقيادة اميريكا؟! لم يفشل المعسكر الإشتراكي، النظرية الماركسيّة تحديداً، بسبب فشل النظرية، لا وألف لا، وإنّما فشلَت النظرية الماركسية، لأنّ الّذين قادوا ويقودوا هذه النظرية لم يستوعبوها من حيث التطبيق، ولو يستوعبوا حيثياتها ومعاييرها الأخلاقيّة والإنسانية، نظروا إليها نظرة سطحية، وإقتصاديّة، إضافة إلى أدلجتها في سياق تفسير القياديين السياسيين والّذين كانوا بعيدين عن عوالم وأبعاد ما ترمي إليه هذه النظرية الغارقة في العدالة وحقوق الإنسان، والأخلاقيات الملامسة لأعماق الأديان، بغض النظر عن الشوشرات والدعايات المضادة لهذه النظريّة على أنها تنحو منحى إلحاديّا في بعض وجوهها، ولست بصدد تبرير الاتهامات إليها ولا بصدد التبشير لهذه النظرية السياسية القريبة لحاجات المجتمع البشري، لا ، وإنّما بصدد عرض وجهات نظر حول قضايا الإنسان وأسباب فشل السياسة العالمية على إقناع الإنسان العادي بأن سياساتها على صواب، فكيف ستقنع الإنسان المحلِّل والناقد لما يراه من انحرافات لا تليق بعصور الحجر وعصور الكتابة على الطين! .. لماذا اختفَت في عالمنا المعاصر معالم إفراز حضارات منافسة للحضارات القديمة، ولماذا لا تستطيع ما يسمّى بحضارة اليوم، إنجاز ما قام به الفراعنة مثلاً ، أو غيرها من الحضارات القديمة الرائعة! .. تنقرض الحضارات ، ويظهر حضارات، وأقول تجاوزاً حضارات، لأنّها لا تحمل قيماً حضاريّة بقدر ما تحمل قيماً لا حضاريّة، هذه الحضارة اللاحضارية البارزة اليوم تشكل خطراً على إنسانية الإنسان، لأنّ جلّ تركيزها هو الاقتصاد، وفقط الاقتصاد، لا يهمّها الإنسان كإنسان على الإطلاق، لهذا أطعن بشرعية مناهج هذه الدول، وأناشد المجتمع البشري برمّته لإعادة صياغة بناء الدول والإنسان وتشكيل هيئات دولية ومنظمات جديدة لحقوق الإنسان، غير المنظمات الحالية، والتي تعتبر بمثابة منظمات عتيقة لا تستطيع تحيقيق تطلعات الإنسان المعاصر الحالي، خاصة بعد التطورات الهائلة الّتي تمّت في المجتمع البشري، حيث لا يتم إستخدام تقنيات وتطورات العولمة وتكنولوجيات العصر لصالح الإنسان كإنسان، وإنّما يتم إستغلال تطورات حضارة العصر لصالح فئات قليلة ولصالح دول قليلة لا تحتاج أصلا لكل هذه الأموال التي تستولي عليها، لهذا أطالب المتلقي إبتداءً من الإنسان العادي ومروراً بالمجتمع البشري برمّته لشن حملة إنسانيّة لرفع شعار بناء إنسان مسالم، يعمل من أجل خير البشريّة، بعيداً عن التعصُّبات الدينية والقومية، والمذهبية والأيدولوجيّة، وإنّي أطرح أشبه ما يكون بدين الإنسانيّة، هذا الدين هو دين الحفاظ على الإنسان كإنسان بعيداً عن تطلعات سياسات هراطقة العصر الذين قادوا البشرية إلى هاويات الجحيم! .. وإنّي أرى أن المجتمع البشري فشل إلى حدٍّ كبير في تحقيق جوهر ما تصبو إليه الأديان، لأنّ القائمين على رأس قيادة الأديان لم يستوعبوا ماهيات الأديان ولا جوهر الأديان ولا سبروا أعماق ما جاء في الأديان، لأن القيادات الروحية، أو مايسمّونهم العلماء، علماء الدين، هم على الأغلب شطارى في تعميق الخلافات بين المذاهب الدينيّة في الدين الواحد، وتعميق الخلافات بين الطوائف في الدين الواحد، ناهيكم عندما يجدوا مَنْ يطرحُ طرحاً إنسانيّاً يحمل رؤى تقدمية تناسب أبجديات العصر، غالباً ما يتَّهم بالزندقة والكفر والخروج عن مبادئ الدين، فتهرع القيادات الدينية بإصدار فتاوى بتفريقه عن زوجته، وكأن تفريق مجتهد في طرح رؤى جديدة، عن زوجته، سيعيد الدين إلى جادة الصواب! .. ومن هذا المنظور أطالب بإعادة مراجعة قراءة الأديان ووضع دساتير جديدة تكفل للمجتهدين والمتخصصين في الأديان المقارنة من أن يطرحوا آرائهم بما يعود بالفائدة على الإنسان، كما أطالب بفتح حوارات بين الأديان وسدّ كلّ ماله علاقة بتوسيع هوّة الخلاف بين الأديان، لأن الخلافات القائمة بين الأديان لغير صالح الدين نفسه، أيّاً كان هذا الدين، والتركيز على الخيوط الجوهرية التي تتعانق الأديان على إيقاعاتها، دون الوقوف على أنّ الدين الفلاني هو الصحيح والدين الفلاني على خطأ، والدين كمفهوم عام وعميق للكلمة جاء لتهذيب البشر ولخلق علاقة نقية ومفيدة بين الإنسان والإنسان، وبين الإنسان والخالق، ولكن الإنسان لم يفهم هذه المعادلة، وإنحرف عن مسار جوهر الدين، كما إنحرف قادة النظرية الاشتراكية عن تطبيق جوهر النظرية، وأنا أرى أن الإنسان ربّما يحتاج إلى قرن أو قرنين كي يفهم أبعاد وجوهر الدين من جهة وأبعاد وجوهر وجوده ككائن حي وأهدافه من جهة أخرى، والذي دفعني منذ أن كنت طفلاً وحتى الوقت الراهن أن أفكِّرَ ولمدة طويلة أن أكتب نصي الشعري هذا وأتطرّق إلى هذه الجوانب السياسيّة والدينية من منظور عام وشبه شامل، أي الوقوف عند الأديان ككل والإيديولوجيات السياسية التي تقود العالم، هو أنّني أرى أن هناكَ خللاً في سلّم التعامل البشري عندما يتم التعامل عبر هذه الجوانب الّتي أتطرّق إليها ولهذا أريد أن أفتح حواراً بين البشر، بكافة تلاوينهم، لبناء مناهج إنسانية جديدة تليق بأبجديات العصر الراهن فهذه السرعة الخيالية في سلّم المعلوماتيّة يجب أن نستغلّها لصالح المتجمع البشري، لا أن نستغل تكنولوجيات العصر لدمار البشر، وإن كنّا مختلفين مع بعضنا بعضاً، لا يعني أن ندمِّر بعضاً بعضاً فنحن في النهاية بشر وهذه مشكلتنا وليستْ مشكلة الذئاب والوحوش الضارية، أنّ ما يميّز الإنسان عن الحيوان هو العقل، ولكن مع هذا فالحيوان يعتمد على بوهيميّته ولا يضر بني جنسه أو فصيله، فمثلاً لم أجد في تاريخي الطويل ولا القصير ذئباً افترس ذئباً، ولا كلباً أكل كلباً ولا غزالة برّية قتلت غزالةً أخرى! .. فقط نحن البشر لدينا خبرة أكثر وحشيّة من الوحوش المفترسة في افتراس بني جنسنا ـ الإنسان!.. لماذا سمّي الإنسان بالإنسان؟ إنّه سمي كذلك لأنّه يألف المؤانسة والإلفة، أين هي الإلفة وأين هي المؤانسة، طالما وصلت معه عبقريات وحشيّاته في دفن الإنسان حيّاً في حالات المعارك، السخيفة الظالمة التي تُحاك بسببٍ أو بدون سبب، وأنّي أندهش كيف يتمحور كامل توجّهات قياديي هذا العالم نحو الاقتصاد! .. فشلٌ ذريع في سلّم القيم والأخلاق، فشلٌ في بناء الإنسان، إننا نحتاج إلى بناء إنسان جديد، إعادة صياغة مناهج جديدة، مناهج تعليمية حضارية جديدة، مناهج سياسيّة جديدة، أن نعيد النظر في بنائنا الحالي جملةً وتفصيلاً، لأنّ هناك خلل في بناء الإنسان وهناك إنحراف عن جادة الإنسانية، والعبور في مراحل ما بعد الوحشية والإفتراس مقارنةً بالحيوانات المتوحّشة، فنحن البشر لم نتعلّم حتّى من الحيوانات البرّية ما يفيدنا، عجباً أرى لماذا لا يفكِّر الإنسان على أنّه مجرّد ضيف عابر في فضاء هذا الكون ، ماهذا التخريف البشري في سلم الضياع في متاهات الحياة؟ أريد أن أخاطب شعراء هذا العالم، مبدعي هذا العالم، مفكري هذا العالم ، سياسيي هذا العالم ، والناس العاديين، أريد أن أحاروكَ أيُّها الإنسان لأنّني أحتاجكَ وأريد ان نتكاتف سويةً لنرسم سياسةً حياتيّة جديدة تناسب بنا كبشر، كفانا زيغاً وضلالاً، أيّها الأنسان، إلى أين؟! .. إلى متى سنعيش؟ بعد قرن أكثر من 95% من البشر سيكونوا في ذمّة الخلود،وبعد قرن ونصف كل البشر سيكونوا في أحضان أمّهم الأرض، لماذا لا نعتبر أنفسنا جنود لبناء إنسان المستقبل، أريد أن اغيّر بالتعاون مع هذا الآخر الّذي أحاوره وجه الحضارة القادمة، بعد قرن أو قرنين! لا أعلّق آمالاً كثيرة على المتلقي الحالي، أراهن على أجيال قادمة بعد قرن أوقرنين، وربّما أكثر، وتبدو لي الحياة أن بعد قرون قادمة ستكون دون أيّة نكهة ولا طعمة ستزداد نسبة الانتحارات، ستصبح الحياة خاوية لا معنى لها لانّ الإنسان الحالي يصل إلى قمة خاوية غير مرتكزة على إستمراية الشموخ على القمة ، لأن القمم التي وصلها وسيصلها هي قمم قائمة على جماجم البشر، لهذا فإن الإنسان يعيش في حالة انفصام مابينه وبين ذاته وافكاره ورؤاه! .. في العمق عندما ينظر الإنسان إلى ذاته يشعر بنوعٍ من الغثيان والقرف من سخافات ممارساته وعنجهياته الظالمة في حق البشر، وربّما يشعر هذا الشعور عندما يقترب من حافات الموت وربّما لا يشعر بأي ذنب، هذا يتوقّف على مقدار ما تشرّبه من قيم، وكلما كانت القيم التي تشربها كثيرة وخيّرة، ساعدته على الاحجام في متابعة ممارسات شروره، لهذا أركز على ضرورة صياغة بناء إنساد جديد كي يتابع في بناء إنسانيّة الإنسان، وكما نوّهت هذه الأفكار هي تطلعات وقراءات لمستقبل البشر بعد قرن أو قرنين، لأن الرؤى التي أطرحها لا تناسب إنسان هذا الزمان، أو تناسب بعضه، وبعضه الآخر تناسبه بعض هذه الأفكار لهذا فإن رهاني على نقل هذه الأفكار عبر عدة أجيال إلى أن يصل الإنسان عبر مراحل جيلية عديدة إلى صياغات جديدة تناسب الإنسان، أعلم أن هناك مَنْ سيتهمني بـ ... آلاف التهم، آلاف النقد، آلاف المعارضات، لا يهمّني الآراء السلبيّة، يهمّني أن أقول كلمتي في الحياة، وهذه الكلمة فعلاً كانت تراودني منذ أن كنتُ طفلاُ في أزقّة ديريك العتيقة، أمشي حافي القدمين، لا أهتم بقدمي بقدر ما كنت أهتم بأسئلة من هذا النوع، لكني ما كنت آنذاك أستطيع أن أجد لها صياغاتها الملائمة لأنّها كانت مجّرد أفكار وَمْضية تَعْبُرُ الذاكرة الطفوليّة ثم تغيب في وهاد اللاشعور، وكم من المرّات حاولتْ هذه الأفكار النهوض لكنّي كنتُ انحّيها جانباً إلى أن جاء الأوان، خاصّة عندما وجدتُ عنجهيات هذا الزمن الأحمق تزداد حماقةً فلم أتمكَّن من تنحّي هذه الرؤى، وقد جاءت عبر نص مفتوح، لقطات من أوجاع الحياة، من وحي الحروب، الأفراح، الغربة، الجنوح، الضلال، انحلال القيم، الارتداد عن طريق الحقّ والمساواة والعدالة، النصّ عبارة عن افرازات ألميّة مدفونة منذ الطفولة حتّى الوقت الراهن، وهو أشبه ما يكون بسيرة الألم أو سيرة الغربة، سيرة المكان أو اللامكان، فأرى أغلب الأحيان أنني أنتمي إلى اللامكان! ..أو إلى كل مكان في الكون، دون تحديد المكان! أي أنني أشعر بنوع من الانتماء إلى جغرافية الكون كمنظور إنساني، بعيداً عن لغة الدين والقومية والوطن واللون، لأنّي أرى أن أغلب هذه الانتماءات بطريقة أو بأخرى سبب مشاكل وأزمات العصر لهذا أجد عالمي منذ طفولتي ما كان يولي لهذه الانتماءات اهتماماً كبيراً بقدر ما كان اهتماماً شكلياً، مسايرة العادات والتقاليد، لكنّي عندما شببت عن الطوق لم التزم إلا بما هو أخلاقي وإنساني وكوني، ولا أهدف من نصّي سوى فتح حوار إيجابي بيني وبين المتلقي بروح عالية وراقية آملاً أن تصل كلمتي للقارئ حاملة بين أجنحتها كل الخير والمنفعة والمحبّة والتقدّم على كافـّة المستويات، أهلاً بكَ أيُّها القارئ العزيز/القارئة العزيزة، أتركُ بين يديكَ/يديكِ نصّي، أنشودة الحياة، فتعال ننشدُ سويةً أنشودة الحياة، وربّما تستوحي من أنشودتي أنشودةً أكثر بهاءً ورقيّاً وتطوُّراً، فأنا أهدف من خلالي وخلالك أيّها الصديق القارئ والصديقة القارئة أن ننشل الإنسان من الوحل الغائص فيه، نقدِّم له كلّ الخير والعون والمحبة، نمسح أحزان السنين ونزرع بسمة الفرح لعلّنا نبني لبنات حضارة جديدة لبنة لبنة تناسب واقع العصر والعصور القادمة، فأنتَ/أنتِ البناء الأوَّل والأخير!
أنشودة الحياة ـ 1 ـ (ص 1 ـ 3 )
فقدَ الزمنُ بياضَهُ
فقدَ الجبلُ شموخَهُ
فقدَ الرجلُ ارتفاعَهُ .. كلامَهُ
فقدَ الزهرُ عبقَهُ..
فقدَ الليلُ ظلامَهُ
فقدَ البلبلُ تغريدَهُ
فقدَ الماءُ زلالَهُ
فقدَ الهواءُ تموُّجات نسيمه
فقدَ الجمالُ بهاءَهُ
فقدَ العلمُ بهجةَ الارتقاء
فقدَ الإنسانُ خصالَهُ!
اعوجاجٌ لا يخطرُ على بال ..
انزلاقٌ في كهوفِ الذئابِ
مراراتٌ مستشرية فوقَ جسدِ الكون
لعبةٌ تناسبُ عصورَ الحجرِ 1
أحتاجُ فرحاً يبدِّدُ سماكات الضجرِ
القابعة فوقَ شفافيةِ الروح؟!
جاءَ حمقى
هاطلينَ شرورهم على النوارسِ
على طيورِ البطِّ
على الأسماكِ الصغيرةِ
محملقينَ في زرقةِ السماءِ
يُغيظهم أنْ تكونَ السماء زرقاءَ
بغمضةِ عينٍ يحوِّلونَ صفاءَ السماءِ
إلى ضبابٍ كثيفِ الاحمرار
وُلِدوا في زمن ٍ متأخِّرينَ جدّاً
هكذا ولادات
هكذا قباحات
تناسبُ عصورَ العناكبِ
عصورَ الكهوفِ المكتظّةِ بالثعالبِ
عصورَ الفقاعاتِ
الآنَ تأكّدْتُ
لماذا تفورُ البراكين؟
لماذا تثورُ البحارُ
وتجحظُ عيون المحيطات؟
آهٍ .. اعوجاجٌ لا يطاقُ
عبورٌ في دهاليزِ الفسادِ!
هلْ غضبَتِ الآلهة؟
متى ستغضبُ الآلهة؟
سباتٌ عميق! 2
وجعٌ وجعٌ وجع!
اضمحلَّ لون الشفقِ
وتعفَّرَ لون الغسقِ
لم يعُدْ بينَ ثنايا الحلمِ
شهوةَ الحياةِ!
ضجرٌ من لونِ الموتِ
ضجرٌ أشبهُ مايكون
انسلاخُ الذات عن الذاتِ
أخلاقُ قرونٍ
في طريقِهِا إلى الزوال
تراخَتْ زرقةُ السماءِ
حتّى البياضُ فقدَ لونَهُ..
ظلالَهُ!
هروبُ الضفادع إلى قاعِ الأنهارِ
جنونُ البقرِ ردٌّ على جنونِ البشر ..
إمتعاضٌ حتّى النخاع! 3
... ...... ........ ...... ....... يُتبع
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا باتِّفاق خطّي مع الكاتب.
ستوكهولم: كانون الثاني 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]