سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6021 - 2018 / 10 / 12 - 02:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يبدو لى انه ما من شعب خال من المشاكل مع التاريخ او مع الماضى.فهناك اعادة لقراءة التاريخ احيانا من قبل مجموعات ثقافية لا تقبل بالرواية الرسميه .الاحتفال بوصول كريستوفر كولومبس الذى يحصل هذه الايام واحدة من هذه المشاكل .فالحركة الرافضة لللاحتفال ازدادت فى الاعوام الاخيرة على خلفية ان الرجل كان عنصريا بل و قتل سكانا اصليين .فى الوقت الذى يعتبر فيه التاريخ الرسمى وصول كولومبوس الى امريكا حدثا عظيما غير تاريخ المنطقة بل و العالم الى حد ما . اما الحركة المعارضة فصارت تحتفل باليوم على اساس انه يوم السكان الاصليين .
و لو اعدنا قراءة التاريخ للغالبية لشعوب الارض لوجدنا الكثير من المظالم و الكثير من الاخطاء و التجاوزات .و هذا ما بدا يحصل الان بانفجار الوطنيات الصغيرة فى العالم و اتوقع انه سيزداد فى المستقبل.و انا اعتقد ان للعولمة دور فى هذا الامر و قد سبق لى ان تطرقت لللامر منذ سنوات . حيث لمست تراجعا فى فكرة الوحدات الكبيرة التى تضم مجموعات متعددة .بدا لى الامر و كان لا احد صار يطيق العيش مع الاخر. ليس بسبب غياب الحقوق او وجود ظلم راهن بل ربما بسبب مظالم تاريخية و اسباب اخرى .
الدليل ان ما نراه فى اسكتلندة الراغبة فى الانفصال عن المملكة المتحدة و كتالونيا فى اسبانيا و كوبيك فى كندا هذه امثلة تدل ان الامر لا علاقه له بالضرورة بوجود اضطهاد راهن . لا اعرف تفسير الامر لكن ربما يكون له علاقه ب بسيكولوجية الشعوب المقهورة التى ترتفع لديها جدة الشعور بالخصوصيه الثقافية او القومية . و عندما ينتهى القهر او التمييز كواقع مادى يبقى له وجود قوى و كانه لم يزل واقعا .
حاولت صياغة تعبير جديد لللامر اسميته ظلال التاريخ . قد لا استطيع تفسيره بدقة .لكنه تعبير يستمد معناه من التاريخ الذى انتج سيكولوجية معينة للمجموعة الثقافية بحيث تنتج تطلعات و ثقافة قد تقف فى تضاد مع الاخرين .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟