منال شوقي
الحوار المتمدن-العدد: 6018 - 2018 / 10 / 9 - 22:20
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل حقاً تخلصت المسيحية من شرورها و تم تقليم أظافرها و خلع أنيابها فصارت أقرب للفلسفة الروحية منها للدين و بالتالي فلا داعي من نقدها أو التعرض لها طالما لا ضرر منها ؟
في الحقيقة المسيحية شأنها شأن كل الأديان ، تتلون بلون مجتمعها و تتقولب تبعا ً لقوالب العادات و التقاليد السائدة في هذا المجتمع .
فالمسيحيون في صعيد مصر علي سبيل المثال ، لا يختلفون عن مسلميه في كل ما هو رجعي.
إضطهاد المرأة هو نفسه ، جرائم القتل بدافع الشرف ، إعتبار المرأة تابع ، و حتي التفرقة بينها و بين الرجل في الميراث موجود عند مسيحيي مصر هذا علي الرغم من أن المسيحية ليس بها قوانين ميراث إلا أنهم يطبقون نظام المواريث الإسلامي .
أما الطامة الكبري فهو عدم سماح الكنيسة الأرثوذكسية المصرية بالطلاق، و مهما كانت الأسباب ، السبب الوحيد الذي ستقبله الكنيسة هو أن يثبت أحد الطرفين أن الطرف الأخر يخونه فإن لم يستطع فليقتله كما حدث عدة مرات أذكر منهم مدرس أرسل لزوجته قاتل مأجور فطعنها حتي الموت و هي نائمة و مرشدة سياحية قطعت زوجها أرباً بالساطور بعد أن دست له منوم و في كل مرة كان السبب هو عدم إمكانية الخلاص من شريك الحياة بطريقة مشروعة .
سيقول البعض أن الكنيسة لا تمنع الطلاق و من أراده فليذهب للمحكمة و هذا صحيح و لكن الكنيسة هنا تفعل تماما كإله الإسلام الذي قال من شاء فليؤمن و من شاء فليكفر ... و لكني سأصليه جحيماً
فالكنيسة تغلق بابها في وجه من خرج عن طاعتها و مارس حقه الطبيعي و أبسط أنواع حريته كإنسان في ألا يعيش مع من لم يعد يطيق مجرد رأيته و لكنه الجبروت الديني و الإصرار علي معاملة شعب الكنيسة كقطيع من الخراف !
إن أردت المسيح و الملكوت ، فلتتجرع الكأس حتي أخر قطرة و تقبل بضياع عمرك و حكم السجن مدي الحياة في بيت واحد مع من تتمني من كل قلبك أن يموت اليوم قبل الغد ، أو فلتنفصل عنه دون طلاق و امضي ما تبقي لك في الدنيا وحيداً كأي أعزب .
أو ، ببساطه ، خنه .
فمادامت الكنيسة تصر علي تكبيلك بهذا القيد ، تجاهل القيد و عيش حياتك .
جد لنفسك عشيقة مكبلة هي الأخري و لا تستطيع فكاكاً مثلك ، و ابحثي لنفسك عن عشيق يعيش مع قيده مجبراً خوفاً من غضب كهنة المعبد عليه و بالتالي طرده و حرمانه من صك الغفران و الملكوت .
و هنا لي وقفة :
هل الكنيسة ملكاً خالصاً للكهنة القائمين عليها ؟
هل بمقدورهم طرد فلان أو حرمان علان من التناول و الإعتراف و باقي الخزعبلات المسيحية ؟
ما الفرق بين كنيسة اليوم إذن و كنائس العصور الوسطي التي كانت تبيع للبسطاء و المغفلين تأشيرات الملكوت الشهيرة بصكوك الغفران ؟
مازال كهنة المسيحية يسيطرون جيداً علي القطيع ، فمن هذا الذي سيدخل الملكوت و يجلس مع المسيح و لم يكن يرتاد الكنيسة أصلاً !!!
فالمسيحية ليست كالإسلام في هذه النقطة ، فالمسلم يستطيع أن يظل مسلم بدون مسجد ، أما المسيحي فيحتاج للكنيسة ليصلي و يتناول و يتعمد أو يعمد أبناءه و يعترف و يحصل علي نفحة من زيت الميرون و باقي كل تلك الأسرار الكهنوتية الخزعبلية .
المسيحية يعني الكنيسة و بدون كنيسة فالمسيحي ضائع بلا هوية و بلا دين و بلا مسيح .
و من هنا فالمسيحي يضع الحبل في رقبته طواعية و يسلم طرفه لكهنة كنيسته.
.
كهنة الكنيسة .
العذريين
الممزقين بين حرمانهم العاطفي و رغباتهم الجنسية الطبيعية و النتيجة إما مرضي نفسيين أو مجرمين .
الجبناء منهم يكتفون بممارسة العادة السرية بانتظام ، و الكثيرون تأقلموا مع الشذوذ الجنسي ، و بالمناسبة ، الشذوذ الجنسي غير المثلية ، فالمثليين وُلدوا مثليين أما الشواذ فحكمت عليهم ظروف حياتهم بالشذوذ ، كالمساجين مثلاً .
و منهم من فضل الإعتداء علي الأطفال أو مراودة النساء اللاتي يذهبن للإعتراف عن أنفسهن و خاصة لو كان الإعتراف له علاقة بممارسة الجنس خارج إطار الزواج .
من ضمن عناصر سر الإعتراف في المسيحية
1- الـحِـلّ الذى يمنحـه الكاهـن بإسم المسيح والكنيسة .
فالكاهن لديه من الصلاحيات الإلهية ما يسمح له بأن يحل المعترف من ذنبه أي يغفره له .
2- تنفيذ مـا يوصي بـه الكاهـن
و لنا أن نتخيل ما سيكون عليه الحال بين امرأة و كاهن ( ممثل المسيح علي الأرض ) تعترف له بذنبها الذي أثقل كاهلها و بالتالي فحالتها المعنوية في أضف ما يكون بينما هذا الكاهن هو أحد ضحايا العذرية الكهنوتية أو نذر العفة كما يطلقون عليه .
أما إذا قرأنا كل هذه الظروف التي تمثل أرضاً خصبة جداً لكل أنواع التجاوزات أخلاقية في إطار تكتم الكنيسة الشديد و اعتبارها تلك التجاوزات شأناً داخلياً يجب أن يظل بين جدران الكنيسة كي لا يشمت المسلمون لعلمنا السبب في عدم سماعنا عن جرائم و ممارسات يندي لها الجبين .
.
جاء في تحقيقات النيابة الخاصة بحادث مقتل الأنبا أبيفانيوس علي يد وائل سعد أو الراهب أشعياء المقاري بحسب إسمه الكهنوتي في أغسطس 2018 أن البابا تواضرس لم يجرد الراهب أشعياء المقاري من لقبه الكهنوتي لأنه خالف نذر الطاعة فقط، ولكن لأنه بالنسبة لنذر "العفة "قام هذا الراهب بما يمكن أن يحاسب عليه.
.
بالبحث في جوجل ، لم أجد - تقريباً - دولة واحدة في العالم لم يُنشر لها خبر عن إغتصاب كاهن مسيحي لطفل / لأطفال ، و يكفي أن يكتب الواحد منا : كاهن مسيحي يغتصب ... و يترك الباقي لجوجل ليقترح عليه من دول العالم ما شاء من الألف إلي الياء .
و مغتصبي الأطفال من كهنة المسيحية ليسوا بالضرورة جميعهم بيدوفيليين ، إلا أن ما يضطر اللابيدوفيليين منهم لاغتصاب الأطفال راجع إلي أن اغتصاب الاطفال أكثر أماناً من إغتصاب النساء و خاصة في الغرب ، لأن المرأة المرأ الغربية لا تسكت إتقاءً للفضيحة إن هي تعرضت للإغتصاب بل تقيم و الدنيا و لا تقعدها ، أما الطفل فيسهل السيطرة عليه و إخافته و أدعي أن الوضع لدينا معكوس في الشرق الأوسط ، فالمرأة المغتصبة في الشرق الأوسط تخاف من الفضيحة أكثر من المغتصب نفسه و خاصة إن كانت متزوجة و لديها أطفال حرصاً علي حياتها الأسرية و حماية لأولادها من الفضيحة .
كما أن الأمر ليس منحصراً في الكنيسة الكاثوليكية فقط ، فأينما وجد الفيروس سيوجد المرض و الفيروس موجود في الكنيسة الأرثوذكسية متمثلاً في سر العفة و الذي يعني عدم الزواج ، فسر العفة شرط أساسي لاختيار الأساقفة مثلاً.، هو إجبار معنوي إذن ، بمعني تزوج و ستظل محلك سر و إلا فأين زوجة البابا شنودة و زوجة البابا تواضروس وزوجات كل نجوم الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ؟
.
المسيحية دين فلسفي روحاني سامي و راقي
طيب ، تخيل القس الذي تبجله و تناديه بسيدنا و تهرول ليباركك بيده الطاهرة التي كان يستمني بها صباحاً في قلايته .
تخيل الأخت الراهبة كرستين السحاقية ذات الستين عاماً و عشيقتها الأخت الراهبة مادلين و التي هي في الأربعين .
أين الرقي و أين الفلسفة ؟
أنا لا أري إلا قطعان في منتهي الإنهزامية و عقول في غاية البدائية .
بالمناسبة ، كل هذا اللغو و المغالاة من شعائر و طقوس تعتبرها الكنيسة أسس إيمانية إساسية و إعادة النظر فيها ليس وارداً من الأساس هو من إبتكار و بنات أفكار شاول الطرسوسي و المعروف ببولس الرسول ، اليهودي التركي الذي لم يري المسيح من أصلاً
فكفاكم عبودية لخرافات الغابرين ، لقد عاشوا بأفكار و معتقدات كانت تتناسب مع عقولهم البسيطة و معارفهم المحدودة في أزمانهم ، فاشفقوا عليهم عوضاً عن تقليدهم ، لأنهم هم أنفسهم لو وُجدوا في عصرنا هذا لأنتجوا أفكار و خزعبلات مختلفة و لكنها ستكون حتماً أكثر أدمية و عقلانية .
.
70 عاماً من اغتصاب آلاف الأطفال والفاعل قساوسة كاثوليك // ليس معني ذلك أن الأرثوذكس لا ينافسونهم و لكن و كما نعلم جميعاً ، نحن في الشرق الأوسط لا ننشر غسيلنا الوسخ و خاصة عندما يكون المجتمع طائفي بغيض يتكلم بصيغة نحن و أنتم .
https://arabic.euronews.com/2018/08/15/catholic-priests-in-pennsylvania-carried-out-sexual-assaults-on-children
.
#منال_شوقي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.