خزعل اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 6014 - 2018 / 10 / 5 - 17:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خمسون عاما من الويلات والحروب والآلام والقتل والبطش والتنكيل والاعدامات والسرقات والفساد والبطالة وسوء الخدمات في بلد يعد من البلدان الغني بثرواته الطبيعية وطاقاته البشرية والعلمية والفكرية والثقافية ، خمسة وثلاثون عاما منها ذاق العراقيون تحت وطأة سلطة نظام البعث البغيض وخمسة عشر اخرى مازال تحت هيمنة وتسلط الاحزاب السياسية بعد 2003 ،
المغالطة الجسيمة التي يرددها ويعيد انتاجها البعض بأن حكم صدام حسين كان عادلا والامن فيه مستتب والامور الحياتية على احسن مايرام ، تلك وقاحة وعار لمن يحن لتلك الايام العصيبة التي كانت ومازالت لم تنساها الذاكرة العراقية وتسترجعها بألم وحسرة ومرارة ،
هي سنين عجاف سلبت وانتزعت من ابناء البلد حرياتهم وحقوقهم ، راح خلالها من العراقيين في حروب عبثية مئات الالاف من الشباب وعشرات الالاف من الجرحى والمعوقين والمفقودين ، وترملت على اثرها النساء وتيتمت الابناء ، ناهيك عن الاعدامات الممنهجة والبطش بكل من يتفوه بكلمة مقصودة او غير مقصودة على النظام ،
واما الخمسة عشر عاما من "الحرية والديمقراطية" التي جلبتها للبلد امريكا "مسلفنة" بعد احتلالها للعراق وحلفائها وكان ومازال ابطالها احزاب وكتل وتيارات سياسية لا تعرف اليف باء السياسة والقيادة والادارة فكان ما كان من عبث وتدمير مقدرات البلد والفتك بإنسانه ، فأنتجت المحاصصة الحزبية المقززة ، وأعادت للواجهة سلطة هذه الاحزاب الالم والبؤس والفقر والقتل والفساد وهدر الاموال حتى امسى العراق يتبوأ دول العالم في اغلب الموبقات والسيئات ، قد تكون المقارنة بين النظامين والسلطتين ظالمة نوعا ما ، ولكنها في المجمل تصب في مسار واحد مازال مفقودا لان خدمة المواطن ورفع الحيف عن كاهله وسد رمق عيشه والتخفيف من معاناته فهي الاهم بعيدا عن هامش الحرية والديمقراطية والتعبير عن الرأي التي بدت تراوح مكانها بل امست تتراجع لفعل مشين حزبي هنا وهناك .
#خزعل_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟