أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - رسالة إلى حامد عبد الصمد














المزيد.....

رسالة إلى حامد عبد الصمد


عادل صوما

الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 06:57
المحور: كتابات ساخرة
    


لا شك أن برنامج "صندوق الاسلام" من أكبر البرامج ذات النسبة العالية من المشاهدة بسبب جرأة فتح نقاشات حول مواضيع تؤرق المؤمن قبل العلماني وغير المؤمن، وجسارة مقدمه الذي يسير ويعيش تحت حراسة الشرطة الألمانية لأنه استعمل عقله، وجرأة ضيوفه الذين يظهرون بأسمائهم وبدون حجب صورتهم حتى من كان معروفا منهم بالصوت فقط على "يوتيوب".
الملاحظ في جميع حلقات البرنامج أن الضيوف المتخصصين في الاديان المقارنة أو المخطوطات أو تاريخ الاسلام قد جاءوا إلى البرنامج ومعهم مستندات وصور فوتوغرافية ومراجع، بعكس الاسلاميين الذي جاءوا بلسان يجيد التلاعب باللغة والتخدير بسحر البيان واللجوء إلى أسلوب المعاريض إذا كان الامر غير مقبول في القرن الواحد والعشرين، وبدا للمشاهدين ذلك واضحا بصورة لبس فيها في حلقتي الشيخ المغربي محمد بن الازرق الأنجري، الذي حلق لحيته وتخلى عن اللباس الاسلامي اخيرا ليظهر بصورة الرجل المعتدل، وهذا الدور وُجد في السنوات القليلة السابقة لمواجهة المد العلماني والإلحادي المستفحل بين المسلمين.
حاول الشيخ الأنجري مستميتا إقناع المشاهدين بما لا يتقبله أي عقل مستنير، واستعمل مفردات أصبحت في القاموس، وتهرّب من مسألة حقوق الانسان الحديثة بأن النص ورد في زمن مختلف، رغم أن النص الإلهي يجب أن يبصر كل العصور ولا يرى عصره فقط، كما استخدم كلمات لم تعد موجودة في حياتنا اليوم سوى في المجتمعات المتجذرة في التخلف الحضاري، أو بين الناس الذين يمارسون التنمّر على النساء والكراهية ضد من ليس من دينهم.
موضوع حلقتي الشيخ الأنجري كان حكم نكاح ملك اليمين وتكريم المرأة في الإسلام، وجاء ضربها وفق السياق "الفقهوصحراوي" الذي يعتبر أن الناس لا يتطورون، ويتجاهل من ثمة أن المرأة المحامية والطبيبة والباحثة لا تقبل أن يضربها زوجها، حتى ضرب خفيف، ولن يضربها زوجها أيضا لأنه لا يُعقل أن تتزوج من جاهل.
الزوج اليوم يدرك أن المرأة صارت أرقى من البدوية التي كانت تحلب العنزة في الصحراء، وكل ما تملكه هو جسدها وما يجب أن تفعله هو إشباع رغبات زوجها حتى لا تلعنها الملائكة والقبول بزوج يطأها مع أخريات وقت ما شاء وأينما رغب وإرضاء حماتها وأهل زوجها.
اصبح في عصرنا ضرب الزوجة وحتى ممارسة الجنس معها بدون رغبتها مخالفا لشرعة حقوق الانسان، ولا حاجة من ثمة لقراءة سبع عشرة ألف صفحة وفتوى وتفسير للوصول إلى واقع كان واضحاً في أساطير الاولين، وشرائع ما قبل الأدبيات الإبراهيمية التي رددتها كما هي، ونسبتها إلى السماء باكتشاف لا يقبل أي مناقشة هو الوحي الذي لم يُدرك أن عصر الانترنت سيكشف المستور.
أصبحت المرأة أكثر علما وإستقلت ماليا وأصبح من حقها أن تفعل ما لم تستطع أختها البدوية فعله، وأصبح يكرمها العالم على إنجازاتها، لكنها تتلقى التهديد بالقتل وفقاً للفقه إياه إذا استخدمت عقلها، وإذا لم تلبس الحجابيّن الجسدي والفكري، وقد طالت موجة القتل أخيرا حتى من تحصل على لقب ملكة جمال، رغم حضور متشددين أفغان، بلحى طولها نصف متر على الأقل، حفلا وطنيا صينيا رقصت فيه فتيات بملابس ضيقة شفافة.
كان عمر بن الخطاب يضرب الناس بعصاه لأنه أمير المؤمنين، واليوم لا يقبل قاض أو جرّاح أو استاذ جامعي أن يُضرب من رئيس جمهورية مسلم أو خليفة المسلمين المرتقب إردوغان، لأنه لم يؤد فريضة الصلاة، أو لأنه وسيم ويتباهي بشعره، أو أحرج عالم في الدين على الهواء وأفحمه، وهذا الامر حدث مع الدكتور سيد القمني.
العلماني أيضا لا يقبل أن يضربه فقيه لأنه لا يؤمن بأسطورة الخلق كما وردت في أساطير الأولين وبعدها الادبيات الإبراهيمية، بينما علم الجينات والانساب وشيفرات الكروموزومات يقولوا أن مسألة الخلق مرة واحدة مستحيلة كما هو واضح في الطبيعة.
ما فهمته من الأستاذ حامد عبد الصمد في الحلقة 157، وهو سبب المقدمة السالفة وموضوع رسالتي إليه، انه سينتهج خط حوار مع الرأي الآخر، وحتى الناس الذين يتشاجرون ويرفعون أصواتهم في الحلقات، ومن المؤكد أن عبد الصمد حر في اختياراته، لكن هذا المنحى سيأخذ "صندوق الاسلام" إلى الجدل عوضاً عن العلم وإلى الاستشهاد بسحر البيان عوضاً عن الوقائع وإلى إلقاء الكراسي من الضيوف على بعضهم البعض، كما يحدث على الهواء في فضائيات كثيرة، بل حدث معه شخصيا عندما رفضوا دخوله أحد المساجد، ولولا وجود الحرس والكاميرات لكان له معهم ما لا يُحمد عقباه.
الرأي الاخر الذي يود حامد عبد الصمد الانفتاح عليه عنده عشرات الشاشات وألوف المرتزقين وعشرات الملايين من المؤمنين بأن الإنسان يستحيل أن يتطور، وهم ليسو بحاجة إلى شاشته ليرددوا ويجادلوا المستنيرين بما لم يعد مقبولا في عصر العلم.
اخشى على برنامج "صندوق الاسلام" أن تسقط الصفة التنويرية عنه، ويكون ضيوفه مجرد أصحاب معجزات لا أصحاب علم، وتتحول حلقاته إلى ما يشبه معظم برامج التلفزيونات العربية "كلام وجدل وتهديد وتكفير وتسفيه" لم يعد مفيدا في عصرنا.



#عادل_صوما (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما المانع أن يكون مسلماً كاهنا؟!
- الملاك الذي طار من البلكون
- كتاب -امام العرش مرة أخرى-
- الخطر ليس في تآكل الديموقراطية بل زوال التنوير
- نظرية الثقب الاسود الدينية
- مانديلا: وقائع وراء الاسطورة
- العقوبات بأثر رجعي ومفعول ابدي
- الدعوات لم تشفع لخير الفرق
- -عوالم خفية- وراء صناعة الفساد
- ولهم في علمانية أوروبا مآرب أخرى
- إقامة جهادي وترانزيت طفل
- دموع محي إسماعيل
- مطربة ورسالة وبتر ثقافي
- ساعة محمد رشدي وربابته
- مستقبل مملكة ومصير قارة
- قدِّس اسطورتك واحترم اساطير الاخرين
- اليوم العالمي للمواطنة
- عذاب القبر/الجزء الثاني
- عذاب القبر/الجزء الاول
- رسائل مبطنّة في الاغاني الجريئة


المزيد.....




- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عادل صوما - رسالة إلى حامد عبد الصمد