أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - في استشكال «حوار الحضارات»














المزيد.....


في استشكال «حوار الحضارات»


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 6012 - 2018 / 10 / 3 - 22:13
المحور: الادب والفن
    



تعمدت الحديث عن «حوار الحضارات» مثلما «صراعها»، لاعتقادي أننا وإنْ كنّا من ثقافات مختلفة ومتنوّعة، لكننا ننتمي إلى حضارة واحدة وهي ما نعيشه اليوم مثلما عاشت البشرية في عهود أخرى حضارة مغايرة، وبقدر ما يمكن النظر إلى الحضارة باعتبارها «موحّدة»، فهناك تباين في فروعها المتعدّدة، وهي التي تمثّل الهويّات المختلفة لشعوب وأمم وثقافات ولغات وأديان اختلفت عن غيرها.
ويمتد الكلام ليشمل «حوار الأديان» وفي أحيان أخرى «حوار المذاهب»، تقاربها أو صراعها، وبالطبع فالقاسم المشترك هو اختلافها، لأن الأخيرة تمثّل اجتهادات إزاء قضايا فقهية وعملية، تكوّنت رؤى وتصورات إزاءها، عبر الزمن وبالتراكم والإضافة، تارة لتقريب الدين وأخرى بعيداً عنه، حيث دخلت عليه عادات وتقاليد ومثيولوجيات ورغبات حكام أو فقهاء أو غير ذلك، وقد يكون هناك بون شاسع بين المقاصد الأولى وبين ما وصل إلينا من تشوّهات.
ومن «حوار المذاهب» ننتقل أحياناً إلى حوار «الأقليّات» أو «القوميات» والمقصود المتحدرين منها من المجاميع الثقافية، والأساس في ذلك هو حوار الحقوق والحريات ومبادئ المساواة والعدالة والشراكة والمشاركة، وتلك أركان أساسية للمواطنة، تمثّل القيم الإنسانية المشتركة للأديان أو المذاهب أو القوميات أو الهويّات أو اللغات، بما فيها من مشتركات ومتداخلات وتمازج ثقافات في إطار الحضارة الإنسانية الجامعة.
والأمر له امتداد بعيد المدى، قديماً مثلما هو حديث بالطبع، خصوصاً في ظل العولمة والثورة العلمية - التقنية، ولاسيّما ثورة الاتصالات والمواصلات وتكنولوجيا الإعلام والمعلومات والطفرة الرقمية، ووجدت الأفكار والمعتقدات طريقها إلى التلاقح منذ القدم؛ حيث يكثر الكلام عن طريق الحرير سابقاً أو راهناً ومستقبلاً، وكان الإسلام وقبله المسيحية قد لعبا أدواراً أساسية ومهمة في إطار امتزاج ثقافات الشعوب وتأثيراتها على الحضارة الكونية الموحّدة والمتنوّعة معاً.
الحوار اليوم أصبح «فرض عين وليس فرض كفاية» كما يقال، لأنه لا غنى عنه وهو اضطرار مثلما هو اختيار، لأن عكسه سيعني استمرار الصراع والاحتراب الذي قد يقود إلى نزاعات دولية أو أهلية، خصوصاً إذا ما دخل الدين والاختلاف الطائفي والقومي عليها، فستكون هذه الصراعات كارثية، لأنها تتعلق بقيم السماء وليس بالأرض، وهكذا تتخذ طابعاً إلغائياً وإقصائياً واستئصالياً.
ويمثّل الحوار بعداً إنسانياً مجتمعياً، أساسه الإقرار بالتنوّع وقبول التعددية والاعتراف بالآخر والحق في الاختلاف، ولا حوار متكافئ دون ذلك، وهذا يفترض إيجاد مساحة مشتركة للجميع ومحاربة التعصّب والتطرّف ونبذ الكراهية والعمل على توفير الفرص المناسبة للتسامح والسلام وبالتالي الانتقال من الاحتراب إلى التعاون، فالصراع سوف لا ينتهي، ويبقى قائماً ويأخذ أشكالاً متعدّدة، سلمية ولاعنفية، هدفها تعزيز القيم المشتركة وتطوير التنمية وتحقيق السلام والمشترك الإنساني، لاسيّما حين يعتمد على المنافسة الإنسانية الشريفة للأصلح والأفضل.
وتشكّل ظاهرتا العنف والإرهاب وهما نقيضا الحوار ومن الظواهر التي تواجه مجتمعاتنا، خطراً حقيقياً على البشرية والحضارة الإنسانية وثقافاتها، لأن الإرهاب لا دين له ولا جنسية ولا قومية ولا لغة ولا أصل اجتماعي؛ إنه يضرب في كل مكان، وقد ارتفع منسوبه بعد أحداث 11 سبتمبر 2001.
وإذا كان العنف لاعتبارات شخصية ونفسية، سياسية أو فكرية أو قومية أو دينية أو مذهبية، يخضع للقانون الجنائي، باعتبار أن المرتكب يستهدف الضحية بعينها، فإن الإرهاب أشمل وأوسع، لأنه يستهدف خلق الرعب والذعر والهلع في عموم الدولة أو في المجتمع الدولي.
وعلينا التمييز بين إرهاب الدولة وإرهاب الجماعات أو الأفراد ف«إسرائيل» تمارس إرهاب الدولة بشكل صارخ وسافر لحقوق الشعب الفلسطيني منذ تأسيسها في العام 1948 ولغاية اليوم، كما يمكن إدراج قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل السفارة إلى القدس والامتناع عن مدّ منظمة الأونروا «غوث اللاجئين» بالمال الضروري لاستمرارها، ضمن أعمال إرهاب الدولة، مثلما هناك إرهاب الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وخاصة إرهاب الجماعات التكفيرية مثل «داعش» والقاعدة وأخواتهما، إضافة إلى إرهاب الأفراد لاعتبارات سياسية في القتل والقنص والخطف وطلب الفدية وغير ذلك.
[email protected]



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس والعرفان - كتاب جديد عن الدكتور عبد الحسين شعبان
- روسيا «المسلمة»!!
- سيناريو ما بعد البصرة!
- كلام في معنى الحفاظ على الهوية
- مالمو (السويدية) تحتفي بالمفكّر العراقي عبد الحسين شعبان
- عن الاختفاء القسري مرّة أخرى
- هل بات عزل ترامب وشيكاً؟
- المغطس العراقي
- قول ثان في الطائفية
- روح العصر والعمل الحقوقي
- ثقافة التعايش وفقه الحوار
- الإرهاب والدين.. علاقة آثمة
- كلمة الدكتور شعبان في ندوة أعمدة الأمة الأربعة
- ظاهرة عمل الأطفال في العمل الإسلامي وسبل التصدّي لها
- الرئيس الأمريكي والكتب
- هل تفلح انتفاضة الكهرباء في العراق في تعديل مسار العملية الس ...
- 55 عاماً على حركة معسكر الرشيد - استعادة شخصية
- مستقبل الإقليم.. تكامل أم تناحر؟
- لبنان الحائر والمحيّر!!
- فيليتسيا لانجر شاهدة بأم العين


المزيد.....




- وصف مصر: كنز نابليون العلمي الذي كشف أسرار الفراعنة
- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - في استشكال «حوار الحضارات»