أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - في الموقف ضد الاستبداد














المزيد.....

في الموقف ضد الاستبداد


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



مال قطاعٌ من النخب إلى اعتبار الاستبداد والنظم الاستبدادية هي هذا "الخارج" الذي يُلقى عليه كل فشل وعجز ومصيبة. ولا شك في أن استبدادية النظم فرضت تصفية الأحزاب السياسية، وحتى نهاية السياسة في المجتمع، وبالتالي شطب كل إمكانية لنشوء البديل. لكن لم يحدث ذلك، إلا لأن النظم قد حقّقت، في مرحلة أولى، مطالب شعبية مهمة، ما جعلها تحظى بقاعدةٍ شعبية، ومن ثم يتراجع الصراع الشعبي ضدها. في هذه الوضعية، كان من الطبيعي أن تُسحق الحركة السياسية المعارِضة، لأنها باتت بلا قاعدة شعبية. وكان تضخيم الأجهزة الأمنية، واتباع سياسة قمع ومنع واعتقال، هو الشكل الذي أنهى تلك الحركة. استطاعت النظم تضخيم قدراتها، في الوقت الذي أفضت سياساتها الاقتصادية إلى إبعاد الشعوب عن كل صراع ضدها، وبالتالي كان سحق المعارضة سهلاً. وقد "أبعدت" الشعوب، لأنها حققت مطالبها، وبالتالي لم يعد للمعارضة قاعدة شعبية.
تأسّست النظم الاستبدادية من قوى اجتماعية، عبّرت عن مطالب الشعوب، فحققت تلك المطالب، ولهذا باتت تحظى بقاعدة اجتماعية مستقرة، سمحت لها بأن تبني قوى قمع قوية. وبهذا باتت قوية ودكتاتورية في مواجهة معارضةٍ فقدت قاعدتها الاجتماعية، ولا تطرح سوى شعاراتٍ، خصوصاً هنا مسألة الديمقراطية التي لم تكن سوى مطلب نخب، وخلاف على مسائل قومية، ومواقف من الإمبريالية.
الوضع الذي وصلت إليه الشعوب هو نتيجة سياسات النظم الاستبدادية. ولكن هل يمكن أن نعزو كل ما يحدث، والفشل المستمر للأحزاب السياسية المعارضة، إلى النظم الاستبدادية؟ هذا ما أصبح يراود النخب، حيث إنها تلقي كل اللوم على النظم الاستبدادية، فهي وراء كل المشكلات وكل الفشل، وكل الانهيارات التي حدثت وتحدث. وبالتالي، بات الخطاب الذي تنتجه متمحوراً حول الاستبداد، وفي المقابل (الميكانيكي) حول الديمقراطية. وحيث يجري تفسير كل القضايا، انطلاقاً من ذلك فقط، فالنظام هو سبب كل الشرور، وهو سبب كل المشكلات. ومن ثم يصبح هدف الخطاب كشف استبدادية النظام، وإلقاء اللوم عليه في كل ما يجري، والذهاب بعيداً في الردح انطلاقاً من ذلك، ثم ليجرِي استسهال التأكيد على أن البديل هو الديمقراطية.
المبدأ هنا هو تكرار لـ "الندب" المناهض للإمبريالية، حيث هناك طرفٌ شرّيرٌ وراء كل ما نعانيه، وهو سبب كل مشكلاتنا. دمّرت النظم السياسة وأنهت الأحزاب، لكنها لم تفعل ذلك بـ "قوة خارقة"، بل نتيجة قدرتها على استقطاب أو تحييد جزء كبير من الشعب، بما حقّقته له من مصالح. وبالتالي، فإن تحقيق مصالح شعبية في لحظة ما يفرض نهاية الحركة السياسية التي نشأت للتعبير عن هذه المصالح، هذا هو أساس الانهيار، على الرغم من عنف النظم الاستبدادية ودورها في سحق كل معارضة، ومن ثم تعميم ثقافة "التفاهة". لقد باتت المعارضة من الماضي، لأن البيئة التي أنتجتها انتهت، بفعل ما حققته النظم التي تشكلت من أحزابٍ شبيهة بها، وربما لهذا السبب تلقي كل اللوم على الاستبداد، متجاهلةً أن هذه النظم الاستبدادية كسبت قطاعات شعبية، بالضبط لأنها حققت مطالبها في تلك اللحظة، قبل أن تعيد نهبها. وبالتالي، كان على "النخب" أن تلمس وضع الشعب "الجديد"، أي الذي نهبته هذه النظم، وأن تؤسس سياساتها على ضوء الوضع الجديد. لكنها اكتفت بالردح ضد الاستبداد، وقد أصرَّت على عدم رؤية وضع الشعب، ربما لأنها تعرف أن انحيازه للنظم هو الذي همّشها، من دون أن تفهم سبب ذلك، وما عليها فهمه لكي تلاقي الشعب من جديد. بدل ذلك، كان الردح ضد الاستبداد هو منطقها. لكن.. ماذا يفيد الردح هنا؟



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجزرة في السجن
- عن تقسيم فلسطين والتبعية لموسكو (تكملة حوار مع الرفيق آرام م ...
- نقاش حول قرار تقسيم فلسطين والدولة الواحدة (نقاش مع آرام محا ...
- ماذا سيفعل الحزب الشيوعي -الإسرائيلي- بخصوص فشل حل الدولتين؟
- «النهج» اقتصاديًا: احتجاجات الأردن وسياسة الاقتراض
- عن اليسار الرائج واليسار الحقيقي
- هلوسات حول الدولة العلمانية الديمقراطية الواحدة
- فلسطين التحرير والدولة العلمانية والمزاودة من اليسار
- رد على تهجمات عادل سمارة
- في ذكرى ثورة أكتوبر
- استفتاء كردستان يزعزع المنطقة
- 1905/1917 تكتيك الثورة المنتصرة
- عن حلم الكرد في دولة
- مائة عام كحلم... لذكرى ثورة أكتوبر
- ثورة أكتوبر ووضع روسيا
- استمرار لنقاش سريالي
- نقاش مع يسار تونسي 2 عن الوضع السوري والثورة السورية
- نقاش مع يسار تونسي عن الوضع السوري والثورة السورية (1 -2)
- قادة -بروليتاريا- تونس في دمشق
- جدال في شأن -إنسانية- الرأسمالية


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلامة كيلة - في الموقف ضد الاستبداد