|
اجراءات اختيار مرشحي رئاسة السلطات التنفيذية
سعد السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 20:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ الانتهاء من اختيار هيئة رئاسة مجلس النواب انتقلت التحركات المحمومة نحو اختيار مرشحَي السلطات التنفيذية اي رئاسة الجمهورية والحكومة الاتحادية. وصرنا نرى الاعلان كل يوم او يومين عن احد المشبوهين كمرشح محتمل لاحدى هاتين الرئاستين ! وقد لاحظت بان ثمة نقاط مشتركة لدى هؤلاء المشبوهين. فهم ممن لم يكونوا معروفين كمرشحين لاية رئاسة اصلا وانهم ذوي برنامج غير معلن ، والبعض منهم له تاريخ جدا معروف علاوة عن كونه غير مشرف. العملية كما ارى هي تكرار لما جرى في السابق من حيث اختيار ايا كان دون اتفاق واضح مع الناخب.
كما يعرف الجميع هو وجوب ان يخضع اختيار المرشح لرئاستي الجمهورية والحكومة لاسس واضحة ذات اجماع وطني. إذ يتوجب التعريف بتاريخ كل مرشح والاهم الاعلان عن برنامجه للعمل. فتاريخ المرشح هو الضامن لمصداقية برنامجه. انها مهزلة ان يؤتى لهذه المناصب الحساسة بمرشحين لم يفكروا بشغل اية رئاسة اصلا او من المتقلبين او من عديمي الولاء الوطني او من الخاسرين ممن لم يحصلوا على اصوات كافية يمكن ان تؤهلهم للجلوس في مجلس النواب ناهيك عن إشغال منصب سلطة تنفيذية. مما اراه هو ان العملية قد امست مجرد عملية دفع اي وجه او وجوه للمقدمة دون اي توضيح لسبب للاختيار ولا من برنامج عمل واضح. والعملية تشبه الى حد ما لعبة الكراسي الموسيقية المعروفة التي يلعبها الاطفال. ولا يمكن عدم استبعاد وجود تفاوض يجري مع هذا المرشح او ذاك. وفي هذه الحالة يكون السؤال هو هل ان ثمة امر يدبر بليل ؟
وفي خضم هذه المعمعة لم يعد مفهوما ما يريده تحالف سائرون / الاصلاح الفائز بالانتخابات. فلم يرد هذا التحالف تقديم مرشح من عنده لرئاسة الوزراء ، بل ان الفكرة هي ان يكون من خارج الاحزاب (وهو ما يجعلنا نتسائل عن سبب دخول التحالف للانتخابات اصلا وعما تكون الحاجة لاحقا للسباق نحو الكتلة الاكبر) وان يكون كما سماه رئيس التحالف من التكنوقراط المستقل ! اي ان يأتي المرشح من دون جهة سياسية داعمة له اي من لا شيء وبلا اي شيء ! وهذا اللاشيء معناه مرشح بلا لون او طعم او رائحة ولا ببرنامج اجتماعي وسياسي متفق عليه مع الناخب ولا خطة للعمل بالنتيجة. للعلم لا يوجد مرشح لاي منصب تنفيذي في العالم يجري وضعه في موقع يمسك فيه بقياد اي بلد من دون اي برنامج او خطة للعمل ومن دون جهة داعمة تسنده هو وبرنامجه. والانتخابات كما هو معروف هي ليست إلا سباق احزاب سياسية تخدم اهدافا معينة تسعى للوصول الى السلطة باصوات الناخب. فهل يراد منا قبول اي شخص غير معروف النوايا او باخرى غير معلنة جرى اعفاؤه من وزر تعريف نفسه وبرنامجه لنأتمنه على البلد كأحد رئيسي السلطتين التنفيذيتين ؟ هل تهدف هذه الشروط الغريبة اختيار شخص كفوء لايصال البلد الى بر الامان ام ان الهدف هو الضحك على المقابل ؟
ولي ان اسأل في نفس السياق عما جرى للبرنامج الانتخابي لتحالف سائرون الذي في بنده الاول المتعلق بالاصلاح وبناء الدولة يقول "تعتمد هذه الدولة في رسم وتطبيق السياسات العامة، الكفاءات الوطنية والنزيهة من المهنيين والتكنوقراط" (1) ؟ فهل ان المناداة بعادل عبد المهدي الغني عن التعريف وفؤاد حسين صديق الداعية الصهيوني برنار ليفي او حتى للمصوّت للانفصال برهم صالح هو ما عناه بند برنامج سائرون هذا بالكفاءات الوطنية والنزيهة (2) ؟ ومن دون ان نذكر تلك المتقلبة في مواقفها سروة عبد الواحد التي لم تعارض استفتاء الانفصال كما تدعي ، بل وكانت قد سمّت استعادة كركوك بالكارثة والنكسة (3).
ومن حق ايا كان طرح اسئلة ادق للمرشحين. فنبدأ بالسؤال عن خطة مرشح الاكراد الرئاسي لحل مشكلة النفط مع الاقليم ؟ بل كيف سيحلها مرشح رئاسة الحكومة التكنوقراطي المستقل هذا إن وضعنا جانبا مشاكل البلد الاخرى مثل الاحتلال الاجنبي والاستقلال السياسي والطائفية والخصخصة ومحاربة الفساد وانتشار البطالة والماء والكهرباء وخط الفقر وإهمال الزراعة والصناعة الى ما لا نهاية من المشاكل ؟ فكلنا نريد معرفة المواقف والحلول لهذه الامور مقدما وإلا فاننا لسنا بوارد تكرار ما جرى مع الحكومات السابقة. فاي منصب تنفيذي هو مسؤولية كبرى تجاه المواطن والبلد ، وهو قطعا ليس الاتيان باي وجه ليجري تثبيته باتفاقات سرية غير معلنة في هذا المنصب. لذلك فعلى المرشح ان يحوز على ثقة المواطن اولا من خلال الاعلان بنفسه عن برنامجه في الاعلام. لكن يبدو ان السياسيين لم يستوعبوا بعد بان ثمة تغيير قد حل في عقول العراقيين فلم تعد تنطلي عليهم نفس الالاعيب السابقة. والدليل التظاهرات في البصرة وباقي ارجاء البلد.
وثمة سؤال آخر للمرشحين الاكراد حصرا لا يقل اهمية عما طرحته اعلاه اضعه فقط بدافع الفضول. السؤال هو ما يكون القسم الذي يؤدونه مثلا في اقليمهم الذي هو اي القسم قطعا لا علاقة له بوحدة العراق ؟ كيف سنثق بمرشحيهم للفوز بمنصب رئاسة الجمهورية الرقابي على الدستور والتنفيذي حتى ولو ادوا القسم المعروف المذكور في (المادة 50) من نفس الدستور ؟ ومرة اخرى اليس الاجدر بهم الظهور في الاعلام والاعلان عن تمسكهم بوحدة البلد اولا لكسب ثقة اهله حتى ولو لم يفوزوا بعد او يشغلوا أي منصب على مستوى العراق ؟ اليس هذا من مباديء الشرف المفترض توفرها بأي مرشح ؟
انتظر كالآخرين الاجابة على هذه الاسئلة.
روابط المقالة : (1) برنامج تحالف (سائرون) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=596127
هيفاء الأمين جمهور الدولة المدنية في ذي قار مشروع برنامج تحالف (سائرون للاصلاح) https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1648564028565932&id=604431636312515&comment_id=1648567585232243&reply_comment_id=1648611245227877&comment_tracking=%7B%22tn%22%3A%22R9%22%7D
(2) تحالف سائرون: فؤاد حسين مؤهل لمنصب رئاسة الجمهورية http://www.rudaw.net/arabic/middleeast/iraq/260920185
تنويه وتوضيح حول حقيقة الصورة التي ظهر فيها فخري كريم مع الداعية الصهيوني برنار ليفي ومسعود البارزاني وآخرين http://www.albadeeliraq.com/node/673
(3) سروة عبدالواحد في برنامج المناورة حول الاوضاع ما بعد الاستفتاء https://www.youtube.com/watch?v=c8jj9_csSQk
#سعد_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل الحلبوسي هو الأنزه والانظف لرئاسة مجلس النواب ؟
-
قانون الكتلة النيابية الاكبر
-
الحملة الوطنية لتنظيف مجلس النواب الجديد
-
اعادة التوازن الى اعداد اعضاء مجلس النواب
-
اللصوصية النيابية الاخيرة وتاريخها
-
الاتحاد الأوروبي يروم الانتقال إلى اليورو في مشتريات النفط ا
...
-
تقرير منظمة العفو الدولية حول التظاهرات في العراق : قوات الأ
...
-
مافيات التهريب المرتبطة بسياسيين
-
لا يزال نفط كركوك رهن الجمود السياسي
-
مداهمات المهربين تكشف عن تورط عصابات الجريمة في البصرة
-
الارتجال والمزاجية في عمل مجلس النواب والسلطات القضائية
-
قانون... قرار.. فوضى بيانات ؟ محاولات تمرير قرارات غير دستور
...
-
هل يراد تحويل العراق الى دكتاتورية دينية ؟
-
التخادم بين قادة قوات المتطوعين والمحتلين الامريكان
-
حكومات حزب الدعوة وتخريب ولاء الجيش
-
مفوضية الانتخابات تحاصر الناخب بالوف المرشحين
-
الى حيدر العبادي : من يستلم الرشى يقدم استقالته
-
التحقيق حول اسلحة (السي آي أي) المرسلة لارهابيي سوريا الذي ك
...
-
تحالف سائرون.. نريد اجوبة على هذه الاسئلة
-
حول اجراءات تنسيقيات الخارج بخصوص المفوضية
المزيد.....
-
من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد
...
-
نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا
...
-
-لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف
...
-
كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي
...
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|