احمد حسن العطية
الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 16:33
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عبارة ( كرديد ونكرديد ) هي عبارة فارسية تنسَب إلى سلمان الفارسي لما رأى القوم تسرعوا في أنتخاب أبي بكر في بيعة السقيفة حيث قالها متأسفا بشيء من التحفظ وعلى رؤوس الأشهاد , وتعني ( عملتم وما عملتم ) ( كرديد ونكرديد ) وهي عبارة حسب الباحثين في التاريخ الإسلامي كثيرة الغموض ترجمها البعض إلى الصيغة العربية ( أصبتم وأخطأتم ) وهذا ما ذهب إليه فقهاء الزيدية الذين يشرحون العبارة بالقول : ( لقد أصبتم ذا السن منكم ولكنكم أخطأتم أهل بيت نبيكم ) , وفي رواية أخرى لجرير بن المغيرة ( لقد أصبتم الخيرة وأخطأتم المعدن ) .
سقت هذه المقدمة مخاطبا السادة أعضاء مجلس النواب العراقي الجديد ذي الأغلبية الشيعية التي تحترم سلمان وتقدسه لمواقفه من أهل بيت النبي الذين يجلهم كل الشيعة في الأرض ولأنه من فارس أرض التشيع وسماءه .
البلاد سادتي النواب حفظكم الله ورعاكم وسدد بالخير خطاكم على مفترق طرق , طريق إلى الجنة وطريق إلى النار , الطريق إلى الجنة هو في حفظ وحدة البلاد وأرواح العباد وهذا من سوء حظنا لا يحدث إلا بأصواتكم انتم فقط , وطريق النار الذي يحاول بعض الساسة جر البلاد إليه يمر من خلالكم أيضا .
الاختيار صعب في ظل أوضاع داخلية وأقليمية سيئة وضغوط إيرانية أمريكية لا يستطيع أحد مقاومتها , ومصالح قادة كتلكم وقناعاتهم تجعل الاختيار أكثر صعوبة , لذلك نطلب منكم أن يكون ضميركم هو الفيصل , فضعوا مصالح العراق وأهله نصب عيونكم واختاروا رئيسا للجمهورية ورئيسا للوزراء قادرين على إنتشال البلاد من مستنقع الوحل الذي تغوص فيه .
تذكروا سادتي النواب الشيعة أن يزيد بن معاوية عرض الأموال والجاه والمناصب على الحسين بن علي مثلما فعل جده أبو سفيان مع النبي محمد ولكنه أبى وقال : مثلي لا يبايع مثله .
أعتقد أنكم سادتي النواب الأفاضل تعرفون الأصلح والأقدر على حكم هذه البلاد وسياسة هذي العباد , وإذا كنتم لا تعرفوه فأعلموا أن الأصلح هو الذي لا يدفع الرشى ولا يعد بالمناصب مقابل التصويت له , ولا يساوم في حق أبناء هذا العراق المسكين .
نتمنى أن نقول لكم كرديد .. كرديد . أي أصبتم ... أصبتم
ملاحظة : عساها بحظه وبخته إلي شرع قانون يحاسب الكاتب على ما يكتب , ولم يشرع قانون يحاسب المسئول الفاسد والنائب المرتشي .
#احمد_حسن_العطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟