مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:20
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
صباح الجلاء وطني .. صباح الربيع .. 17 نيسان .
مشى الربيع في بلادي .. تاركا وراءه أجمل الهدايا .. وأغلاها
ولادة الأرض أمّنا .. والنوّروز حريّتنا .. فرحنا .
بزهو وانتصار .. مشى الربيع في نيسان فولّد الجلاء
تفتّح زهر الربى والأقحوان .. واشرأبّت ميسلون ...
ولدت الحريّة من جديد
صفّقت .. رفرفت .. راية الأوطان
فيك ياربيع 1946 .
تمجّد الشهداء ..
من جبل العرب .. والسلطان
إلى الساحل .. وصالح العلي
إلى هنانو .. وجبل الزاوية والشمال
إلى الداخل .. دمشق والشاغور .. والميدان
إلى غوطة دمشق .. وحسن الخرّاط " الجنرال الشعبي " -
الذي خاض الحرب الشعبية , دون أن يدخل الكليّة العسكرية
ويهدى , أو يسرق النيشان ؟
في الجلاء ..
تعافى الجرحى .. وهلهلت النساء
والمجاهدات .. والبطلات
وانتصر البرلمان ..
وقامت دمشق الجمهورية
تنفض عنها غبار القنابل والحرائق .. والدخّان
قامت من جديد
تبني الحياة .. تبني الإنسان .
....
ولّى .. ... ذهب الإستعمار إلى غير رجعة
نعم .. غمر الفرح البلاد .. والعباد
وعادت الحياة المدنيّة , والسياسية , والنضاليّة ..
نعم أخذنا الإستقلال
وذهب عسكر الإستعمار .. جحافلهم .. قواعدهم .. تواجدهم
ولكن .. مع الأسف بقي الإستعمار السياسي , والإقتصادي حتى الاّن ؟ !
إنتصر الشعب .. وطرد الإحتلال
كانت يومها فرنسا سيّدة العالم , وسيّدة الإستعمار
كما أميركا اليوم تتحكّم بالعالم
ولا ننسى بريطانيا أمّهم كلّهم في القتل والتفرقة والتمزيق
والدهاء .. والإجرام . ؟
أجل ..
تذهب الجيوش .. ويندحر العدوان
وتبقى الأوطان
وتبقى الأرض .. ويبقى الإنسان .
لم تذهب دماء الشهداء هدرا
ولا تضحيات النساء
حين يقف الشعب صفّا واحدا
دون تأخّر وإبطاء .
نعم .. فرحة الجلاء لم تكتمل , لم تطل كثيرا لم تعمّر طويلا
سرقتها قبضة العسكر .. وبسطارها السميك
وعمّت الإنقلابات .. وتوالت الديكتاتوريّات والأنظمة الفرديّة
استمرّت حتى اليوم ..
واستمرّ القمع والتغييّب , حتى وصلنا للجمهورملكية "
بالوراثة وقوّة البطش والترهيب والتأديب بالإنتهازيّة
وجبهات الزور والأزلام
وإبعاد الشعب من ساحة الفعل والعمل والقرار ؟
متى نعيش الجلاء الحقيقي ونبني دولة القانون
دولة الشعب .. والمؤسّسات ؟
دولة الفلاّحين والشغّيلة والكسبة والعمّال
والجنود والطلاّب .. والمثقّفين والأحرار
ويرجع لواء اسكندرون .. والجولان
ونبني اقتصادنا .. مجتمعنا .. نساء ورجال .. ؟
المعارضة السوريّة الوطنيّة .. ستنتصر لا محالة
لأن الحق معها والعدالة
ستأخذ موقعها مهما طال الزمن .. والزيف
والتاّمر والإبعاد والتمزيق .. والتحريف
ستعرف الطريق
سنقطف وردة الجلاء النيسانيّة
سترتفع راية الحريّة من جديد
وحقوق إنساننا ستعاد .
سترتفع راية الحريّة
فوق جبل الشيخ .. وقاسيون
ستهدر الجموع ... ثورة سلميّة
إلى ساحة المرجة .. وتغني لنا فيروز :
" يا جبل الشيخ يا قطر الندي
لعندك حبيبي لعندك هدي ... يا جبل الشيخ يا جبل الشيخ .. . "
" دمشق يا ذا السيف لم تغب ... شام يا شام ..."
سننظّف بردى من التلوّث والفساد والأقذار والجراثيم والطفيليّات
التي نمت وصبّت وعلّقت فيه عقود وأعوام ؟؟
سنعيد غوطتنا الغنّاء
فوح الربيع .. والجلاء ..!
الخلود .. لقوافل شهدائنا الأبرار
الحريّة .. لكلّ المعتقلين في سجون الطاغية حتّى اليوم
النصر والمجد والحياة والتهاني .. والحريّة لشعبنا ...
مريم نجمه – هولندا
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟