فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 6006 - 2018 / 9 / 27 - 21:40
المحور:
الادب والفن
يقول الخبر أن السفير الفرنسي في لبنان، برونو فوشيه، منح مارسيل خليفة، وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب برتبة فارس. وأن حفلا انتظم في قصر الصنوبر ـ المقر الرسمي للسفير الفرنسي ـ بالعاصمة اللبنانية بيروت للغرض وقد تكلم السفير متحدثا عن فرنسا الديمقراطية والحرية الخ ... ليرد بعدها مارسال مؤكدا التلازم بين فرنسا وتلك القيم ، قائلا: "فرنسا هي الأرض التي استقبلت عائلتي، وحيث درس أولادي، ونقطة انطلاق لي ولهم إلى العالمية. لقد انسجم في فرنسا اسم خليفة مع مارسيل، وغنى بكل قوة الحرية والحب والإنسان. وفي فرنسا أيضا جهد مارسيل وخليفة على تحقيق وعد العاصفة أبعد من الحدود واللون والدين. في هذا المساء الخريفي ومن خلالكم سفيرا لدولة عظمى تقوم على المساواة والأخوة والحرية، ينشد الطفل الذي كبر أن تخصّوا الحرية بالتكريم وتحريرها من هيمنة السياسي لأنه بسبب ذلك وبلا عدل، يسجن أصحاب الرأي والضمير وخاصّة المفكّرون منهم والصحفيون والمصوّرون والفنانون.هؤلاء سجناء في كل مكان سعادة السفير، حتى في الدول التي تعتبر دول قانون وديمقراطية، في الوقت الذي يكون الطغاة وكبار المجرمين مدعومين بالحصانة والإفلات من القانون.أكون شديد الامتنان، سعادة السفير، إذا ساعدتم (العاصفة) على التشبث أكثر بوعودها".
غير أن ذلك التلازم مغشوش ففرنسا الامبريالية قتلت ولا تزال مناضلين ومفكرين وفنانين و شعوبا وأوطانا ليس آخرها ليبيا وسوريا ومالي وعندما يتعلق الأمر بفنان مثل مارسال خليفة فإن كل كلمة يقولها تقاس بذاك الوعى الجماعي الذي تشكل على قاعدة فنه لذلك قد نفاجأ بتصريح يقوله هنا أو هناك في مجال السياسة ولكن حكاية فنه حكاية أخرى.
جوائز المستعمرين مصنوعة من دماء الضحايا ، الأقوياء بعلومهم وفنونهم وفلسفاتهم لا يقبلونها وإنما يشهرون رفضهم لها سيفا في وجه الجريمة....رفض سارتر الكبير جائزة نوبل تضامنا مع الفيتناميين وغيرهم من الشعوب المظلومة ، بينما قبل الصغار فتات الموائد....
كان على مارسيل خليفة اطلاق صوته ضد فرنسا الامبريالية التي تكرمه بينما تحتفظ في سجونها بمقاوم إسمه جورج ابراهيم عبدالله ، انتهت مدة محكوميته منذ سنوات امعانا في التنكيل به .
لم يذكر مارسيل ذلك السجين بالاسم ولكنه أشار الى الأمر عامة وفي هذا شجاعة ولكنها منقوصة ولأننا نحب مارسال فإننا ننقده ونتمنى لو مضى أكثر فرفض التكريم جملة وتفصيلا ونشر الخبر وأهداه الى مواطنه ورفيق طريقه جورج ابراهيم عبد الله .
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟