أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - مثقف السلطة والحزب














المزيد.....

مثقف السلطة والحزب


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:32
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نجد في الدول ذات الأنظمة الشمولية أن المثقف يتملق للسياسي إما تحاشياً لبطشه أو لخدمته لقاء المال وإما لبحثه عن مظلة حماية، لأن المجتمعات في ظل الأنظمة الشمولية مهددة بشكل دائم في حياتها طالما أنها ليست جزءً من نظام الاستبداد.
هذا الشعور بالتهديد المتواصل يدفع الإنسان في اللاوعي للبحث عن مظلة حماية حتى لو كانت كاذبة ليقنع نفسه بأنه في مأمن عن الأذى طالما هو ينتمي لها، وغالباً ما تكون مظلة الحماية (السلطة أو الحزب) وبخلافه في الدول المتحضرة فإن الإنسان يشعر بالأمان لأنه ينتمي إلى الدولة باعتبارها مظلة الحماية للجميع.
لذا نجد أن عدد المنضوين تحت عباءة الأحزاب السياسية محدود قياساً بعدد المنضوين للكيانات الحزبية في الدول ذات الأنظمة الشمولية. فالإنسان المذعور، الخائف الذي يشعر بالتهديد المتواصل في لقمة عيشه وحياته يعيش حالة من الهياج والرعب تجعله في اللاوعي يرفض الانتماء لذاته لأنها ذات فردية، ضعيفة خاضعة للتهديد والفناء بشكل مستمر. لذلك يهرب بها إلى الجماعة بحكم الغريزة الفطرية حيث أن الجماعة قوة، يستمد من خلالها الأمان لخلق حالة من الوعي الكاذب لذاته بأنها في منأى عن الأذى!.
يعتقد ((أريك فروم))"أن الفرد الخائف والمذعور يبحث عن شخص ما أو شيء ما يربط به ذاته، فهو لم يعد يطيق أن يكون ذاتاً فردية فيحاول وهو في حالة هياج شديد أن يتخلص منها بالانتماء للجماعة ليشعر بالأمان".
المثقف المنضوي تحت عباءة سلطة أو كيان حزبي لن يتخلص نهائياً من هاجس الرعب والخوف وعدم الثقة بالنفس فهو لايرغب أن يكون ذاتاً مستقلة ضمن جماعة يقوم بمهامه دون خوف وخشية من التهديد، لذلك نجده بالرغم من أنه انتهازي يبحث عن مصالحه في مظلة الحماية ولايتوانى عن إلحاق الأذى بأقرانه من المثقفين أن أمرته السلطة أو الحزب بذلك.
هكذا مثقف وذات مهزومة تحتمي بسلطة الاستبداد ينتابها الخوف وتشعر أنها مهددة من السلطة ذاتها عند عجزها في الدفاع عنها، فالسلطة لاتتوانى عن استخدام العنف والبطش ضد مثقفيها لأنها تدفع لهم لقاء ذلك مالاً.
وهذا الأمر ينطبق بدرجة أقل على مثقف الحزب الذي يشعر هو الأخر في اللاوعي أنه مجبراً للدفاع عن سقطات وتوجهات قيادة حزبه وإلا فإن مصيره الطرد، وحينئذ يفقد مظلة الحماية اللازمة لإنقاذ نفسه من حالة الخوف والذعر من أن يصبح ذاتاً مستقلة ومنفردة ودون حماية!.
يرى ((خليل فاضل))"أن المثقف المزيف يخاف خوفاً مرضياً يقترب من حد (الفوبييا) من نقد السلطة له أو توجيهها اللوم لتقصيره أو عجزه عن الرد على مناوئيها ويؤدي هذا إلى تقوقعه لتفادي كل ما يمكن أن يحدث".
عموماً مثقف السلطة والحزب لهما وجهان: وجه سلطوي- حزبي لتحقيق الذات ووجه مزيف لخداع الذات وغالباً ما يكون الوجه الأول انتهازياً بشعاً يلبس لبوس إنساني وفكري لخداع السلطة والحزب معا لتحقيق ذاته. والوجه الثاني يجاهد في الدفاع عن الوجه الأول لإيهام الذات بأنها ذات سوية تخدم فعل إنساني وليست ذاتاً وضيعة تؤتمر بأوامر الآخرين، وغير قادرة على اتخاذ قرارها المستقل وممارسة مهامها الإنسانية الأساس في الدفاع عن مصالح المجتمع.
إن زيف أدعاء مثقف السلطة والحزب بالفكر الإنساني لايعود فقط لهشاشة ذاته، وأنما لخلوها من الثقافة الإنسانية التي تجعله متعدد الأوجه عند مواجهة ذاته والمجتمع معا.
يقول ((شكسبير))"أن الله منحك وجهاً وحداً، وصنعت لنفسك وجهاً أخر".
لايمكن لمثقف السلطة والحزب أن يتخذ موقفاً محايداً من الأحداث والقضايا الاجتماعية الراهنة، بمعزل عن قرار السلطة والحزب الذي ينتمي إليه. وبهذا فإنه عديم الموقف لأن المواقف تصنع له ليتبناها، معطلاً بذلك تفكيره لقياس صدق المواقف السلطوية والحزبية مع الواقع. وبمجرد أن يبدأ التفكير بمواقف وتوجهات سلطته أو حزبه لقياس صدقها مع الواقع يجد نفسه خارج مظلة الحماية، فيعود صاغراً إليها لعدم قدرته على أن يكون ذاتاً مستقلة القرار والموقف في المجتمع!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف وسلطة الاستبداد
- الإبداع والحرية
- الثقافة والفكر الشمولي
- منظومات الوعي بين الماضي والحاضر
- التوظيف والاستخدام لمكونات اللغة
- اللغة والفكر
- دور اللغة في التواصل الحضاري
- المهام والسلطات الثقافية في المجتمع
- مساهمة الثقافة في الإرث الحضاري للأمة
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي
- نضوب الإبداع عند المبدع
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد


المزيد.....




- الأكثر دموية هذا العام.. فيديو يظهر مشاهد مروعة بعد قصف روسي ...
- الكرملين: تمديد اتفاق وقف استهداف بنى الطاقة مع كييف بيد بوت ...
- هل يدمر الحزب الجمهوري في مجلس النواب نفسه في الأسبوع المقبل ...
- في حفل رسمي.. بلغاريا تكشف عن طائراتها الجديدة من طراز F-16 ...
- الولايات المتحدة وحلفاء أوكرانيا ينددون بالضربة الروسية على ...
- ترامب: لا أحد سيفلت من العقاب على انتهاك التوازنات التجارية ...
- ميرتس يعلن عن تشديد حكومته القادمة سياسة الهجرة
- ترامب: نزاع أوكرانيا حرب بايدن وأحاول إيقافه
- رسالة شكر وامتنان من الشرع إلى محمد بن زايد (صورة)
- ترامب يعلن عن اجتماع مع مستشاريه حول إيران و-قرار سريع قريبا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - مثقف السلطة والحزب