أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - ..حين يرخي البؤس الإجتماعي بظلاله القاتمة على جهة تطاوين..ويجد المثقف نفسه خارج كل المعادلات يجتر احباطاته..















المزيد.....


..حين يرخي البؤس الإجتماعي بظلاله القاتمة على جهة تطاوين..ويجد المثقف نفسه خارج كل المعادلات يجتر احباطاته..


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 19 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يشتكي أهالي تطاوين (محافظة تونسية تقع بأقصى الجنوب الشرقي) مما يعدّونه مفارقة صارخة؛ فمنطقتهم تحتوي على ثروات نفطية لكنها من المناطق المهمشة، ونسبة البطالة فيها عالية مقارنة بمناطق أخرى.
في هذا السياق نشير إلى أن المعهد الوطني للإحصاء أكّد مؤخرا إلى أن ولاية تطاوين تحتل المرتبة الأولى من حيث إرتفاع البطالة ب32 بالمائة، تليها قفصة ب28.2 بالمائة فقبلي ب25.8 بالمائة.
بينما احتلت ولاية المنستير المرتبة الأخيرة ب6.6 بالمائة.
وفي تحقيق صحفي أجريناه في الأيام القليلة الماضية بجهة تطاوين أكّدت لنا شريحة واسعة من شباب الجهة أن هذه الولاية الجاثمة على تخوم الصحراء تشهد ترجرجا وتخلفا على أصعدة كثيرة حيث البطالة مستفحلة ومنوال التنمية متعثر والبنية التحتية مهترئة ما دفع بعديد الشباب من متساكني هذه الربوع الشامخة (تطاوين ) إلى ركوب قوارب الموت والمجازفة بحياتهم خلال عبور الأبيض المتوسط هربا من جحيم الفقر والبؤس الإجتماعي-على حد تعبير أغلبية الشباب ممن حاورناهم-ولعل حادثة غرق مركب قرقنة الذي ذهب ضحيته عدد من شباب الجهة دليل على حالة اليأس والإحباط التي يعانيها بوجع شباب تونس هنا..أو هناك على حد تعبير-أحمد.ع-
في هذا السياق نشير إلى أن الخبير بالمرصد الاجتماعي التونسي التابع للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية،عبد الستار السحباني أفاد في إحدة الندوات الصحفية أنّه تم خلال شهر ماي2017 رصد 1533 تحركا احتجاجيا تتوزع الى 1462 احتجاجا جماعيا و71 احتجاجا فرديا، لافتا إلى ما وصفه ب"التغير الكبير في هندسة الاحتجاجات "وذلك في علاقة بالتحركات الاجتماعية التي شهدتها ولاية تطاوين العام الماضي سنة 2017)
وأضاف لدى استعراضه لتقرير المرصد حول الاحتجاجات المسجلة ،أنّ التحركات الاجتماعية المسجلة عبر مختلف الولايات خلال شهري مارس وماي 2017، توزعت بالخصوص على ولاية تطاوين التي تصدرت قائمة الجهات من حيث عدد الاحتجاجات (274 احتجاجا) تليها ولاية قبلي (211) ثم القيروان ( 119) وسيدي بوزيد (114) فتوزر (93) وقفصة (93).
في ذات السياق يقول منصف.ج (أصيل جهة تطاوين) :"القرار السياسي مازال خاضعا لحسابات قديمة ومستهدفا لإرضاء هذا وذاك اعتبارا لمنافع سياسية كان لها معناها فجاءت الثورة فألغتها...لكن ظل ارباب المال والأعمال مرتهنين الى رؤية بالية ومنوال عفا عليه الزمن.وما تشهده جهة تطاوين من بؤس إجتماعي يرخي بظلاله القاتمة على جميع القطاعات دليل قاطع على أن استحقاقات الثورة التونسسية المجيدة لم تأت أكلها وجاءت نتائجها على عكس ما كان يرجى منها-على حد تعبيره-
أما بخصوص المشهد الثقافي بجهة تطاوين فلا تسل عن حاله مادام المثقف-هنا-بتطاوين يعيش حالة من الإغتراب تدفعه-قسر الإرادة- إلى التصومع داخل محرابه كي يتصفح مواجعه ويدوّن معاناته للأتي في موكب الآتي الجليل..وهنا أقول:
كنت أظن أن الثورة التونسية المجيدة حررت الجميع من عقال الإستبداد وردت للمثقف العضوي بالأساس( مع الإعتذار لغرامشي) مكانته الرفيعة التي تليق به بعد أن كان ما فبل الثورة يكتب بحبر الروح ودم القصيد ولكن أمعاؤه خاوية.. من قبل ربما كان المسؤولون يتعللون بالتعليمات النازلة “من فوق”.غير أن ثورة التحرير التونسية و-كما أسلفت- كانت لها هذه المزية،بأن حررت الجميع،بمن فيهم الوزراء.
هذا الإعتقاد"الأحمق" ذهب زبدا وطواحين ريح حين اصطدم بالواقع المرير الذي سأريق من أجله في المدى المنظور الحبر الغزير كي تتجلى الحقائق تحت شعاع الشمس..
ولعل ما دفعني لإثارة هذا الموضوع هو ما تعرضت إليه من "إهانة"كنت أشرت إليها في مقالات سابقة من لدن السيد والي تطاوين..إهانة حزّت عميقا في وجداني وقربتني-من هوة الإحباط حيث غدوت منها على الشفير..
وإلى السادة القراء الكرام جزءا من -هذه المهزلة-التي مازلنا نرقص على إيقاعها ونحن -نيام-..
هذا الوالي الجالس على كرسي وثير داخل مكتب أنيق،ولا يعرف-كما يقول الشاعر العراقي مظفر النواب-في الشارع..ماذا في الشارع..؟! ولا يهتم بحملة الأقلام ولا بمبدعي الجهة،بل همه الوحيد الأناقة وإستقبال رجال الأعمال والوجهاء من القوم..وذوي الجيوب المنتفخة مالا من عرق جباه الكادحين،أو ما يحلو لي تسميتهم تيمنا بكارل ماركس-البرولياتريا-
هذا الوالي،حين أعلمه-الحاجب-بقدومي أغلق الباب في وجهي ورفض مجرد السماح لي بمقابلته..لسبب بسيط كوني كاتب أصوغ مقالاتي بحبر الروح ودم القصيدة ولا أملك مالا لإصدار كتاب أرثي فيه حالي أو أجمع فيه ما كتبته من قصائد شعرية في شكل مراثي دامعة لنجلي الذي رحل إلى الماوراء حيث نهر الأبدية ودموع بني البشر أجمعين..
عدت أدراجي إلى بيتي محبطا كي أتصفح من جديد دفتر مواجعي وأحزاني..وأتساءل : هل يعلم -السيد والي تطاوين- أنّ المثقف الذي يشكل عاملا إضافيا و رقما صعبا في معادلة التكامل الثقافي هوذلك المثقف العضوي(مع الإعتذار دوما لغرامشي) الذي يضحي من أجل أن تسود أفكاره و أفكار الآخرين،و ينطلق عقله من قاعدة التحاور مع عقول الآخرين لصناعة دولة ومجتمع الرفاهية للإنسان العربي الذي تخبط في تجارب فردية ساهمت في تراجع مشروع التنمية و النهضة..و الثقافة في مطلقها الحضاري هي التعددية وتشريك المثقف في بناء حضارة بلاده،و المثقف لا يمكن أن يكون أسير فكرته ومنطلقاته،فذاك سيؤدي إلى تحجيم العقل و تطويقه،و المثقف الحضاري هنا..أو هناك هو ذلك الذي يتشاور و يتحاور و يتجادل ويتبادل الأفكار،لكن في نهاية المطاف ينصاع للفكرة البناءة العملاقة التي تردف الدولة والمجتمع بأسباب القوة و المناعة و الحصانة من عوامل التعري و التآكل .
كما أن المثقف-أولا وأخيرا-هو ذاك الذي يكرس ثقافة الحوار كمبدأ و يجيد السماع والنقاش وإستخلاص المعادلات من الأفكار البناءة.و الحوار هنا:هو الحوار بين أبناء الشعب الواحد حول آليات تسيير الدولة أو النهج السياسي المتبع أو الثوابت و المتغيرات التي يجب إتباعها في مسرح دولي متعدد تهب رياحه العاتية من الجهات الأربع،كما أن الحوار قد يكون بين الشعوب والحضارات و التشاور والتفاعل الثقافي بين الشعوب منسمات الراهن البشري و مجالات الحوار الحضاري تشمل الحوار المتفتّح في المجال الديني و المجال السياسي و الاقتصادي وغير ذلك من مجالات الحوار ..
وتونس اليوم تتهودج في ثوب الديموقراطية الذي خاطته أنامل ضحّت بحياتها في سبيل أن ننعم بكلمة”لا” حين يقتضيها المقام-.. في زمن كانوا يريدونها بالأمس-دوما-“نعم”.
وهل يستسيغ أيضا (السيد الوالي) مقاصد ودلالات رسالتي الثقافية..؟!
الجواب قطعا..لا
ولكن ..تظل في الأخير-تونس التحرير-ولادة لرجال أفذاذ ما هادنوا الدهر يوما على غرار وزير الشؤون الثقافية بتونس التحرير الغني عن التعريف(الدكتور محمد زين العابدين)..وكذا وزير الشؤون الإجتماعية(الأستاذ محمد الطرابلسي)..هذان الوزيران اللذان ضمدا جزءا من جراحاتي وقدما لي في حدود صلاحياتهما الدعم المادي والمعنوي وأشعراني بالتالي أني كائن مثقف جدير بالإحتفاء والتقدير..لأنهما يجلان المثقف ويحتفيان به ويقدران أيضا إبداعاته في تجلياتها الخلاقة عكس ما كان عليه الوضع ما قبل الثورة التونسية المجيدة حيث كانت السلطة زمنئذ ترتعش أمام كلمة حرة وصادقة تخترق سجوف الصمت والرداءة..وتخاف المثقف الذي لا يملك سلاحا ولا بوارج..غير قلم رصاص..
هذان الوزيران يدركان جيدا أن المثقف هو مصباح نور، على ضوء ثقافته يتلمس المجتمع طريقه نحو االتحرر والعدالة والتطور.والثقافة ليست ثوبا يرتديه كل من هبً ودبً،او مساحيق يُراد أن يتزوق بها ،وليست بالمكاتب الفخمة والعربات الفارهة ، بل بالفكر المثقف والسلوك القويم الذي يرشده عقل مُشبع بالعلوم والآداب والفنون .
أهدي هذين الوزيرين باقة من التحايا المفعمة بعطر الجنوب..بمنآى عن كل أشكال المجاملة والمجاملة إذ لست من محترفي المديح الرخيص أصلا..
أما السيد الوالي (والي تطاوين)..أرجو أن يستسيغ رسالتي جيدا..ويدرك كذلك أن دور المثقف الحقيقي يتجلى خارج أطر المناسبات، خصوصاً التي تضج بها دهاليز السياسة البراغماتية المتقلبة كأحوال الطقس في بداية الخريف..



.ملحوظة: تبعا لبعض المقالات الساخنة التي نشرتها مؤخرا وانتقدت فيها المشهد الإحتجاجي بجهة تطاوين،وعجز السلط الجهوية على معالجة الأوضاع المتردية شكل دراماتيكي برجاحة عقل وحكمة صائبة، وجدت نفسي بفعل فاعل بمستشفى الأمراض العقلية الهادي شاكر بمحافظة صفاقس لمدة 21 يوما..
وأحذر هذه المرة من مغبة المساس بي أو بحقرقي المدنية وإن حصل لي مكروه سأرفع الأمر إلى المنظمات الحقوقية وإلى كل المدافعين عن حقوق الإنسان عبر العالم..



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس:كاتب صحفي بجهة تطاوين تتجاهله السلط الجهوية..ويعيش معان ...
- حين يصوغ الدّم الفلسطيني ملحمة الإنتصار
- حتى لا يتغلّب الفتق على الرتق: القضايا المنتصرة تحتاج إلى ال ...
- هل نحن قادرون على بناء نظام عربي وفق أسس وقواعد تكفل التضامن ...
- أزمة المثقف العربي..في ظل إشراقات ما يسمى ب”الربيع العربي”وا ...
- حين تجردنا الثورة التونسية.. من أدواتنا اللغوية والبلاغية
- تونس/منتزه-درة-بمحافظة تطاوين:وسيلة لإمتصاص الضغط..وملء الفر ...
- كاتب صحفي تونسي يروي معاناته:شموخ..فوق زخات الوجع (الجزء الأ ...
- إفحصني جيدا..أيها الطبيب
- تونس:..حين يتعافى الجهاز الأمني من أمراض كانت تنخره..تتحقق ا ...
-  على هامش المشهد السياسي التونسي : تونس… بستان الأم ...
- رسالة مفتوحة إلى والي محافظة تطاوين:البطالة مستفحلة..الإحباط ...
- تونس اليوم: في أمس الحاجة إلى الاستقرار..كي تهضم مكاسبها الد ...
- مدير فندق الغزال بمحافظة تطاوين بأقصى الجنوب الشرقي التونسي: ...
- رسالة مفتوحة إلى وزير الشؤون الإجتماعية التونسي*..صنتم كرامت ...
- على هامش المشهدالفلسطيني الملتهب: ..هل من حل لإنهاء التشرذم. ...
- الحاج خليفة بنصر : الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي ...
- أزمة المثقف العربي..في ظل إشراقات ما يسمى ب”الربيع العربي”
- تجليات الحرية.. في أفق الثورة التونسية المجيدة
- رسالة مفتوحة..إلى أحرار العالم


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - ..حين يرخي البؤس الإجتماعي بظلاله القاتمة على جهة تطاوين..ويجد المثقف نفسه خارج كل المعادلات يجتر احباطاته..