أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونية














المزيد.....


مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونية


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 19 - 20:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مفهوم ألثّقافة
حَقيقةُ آلثّقافة في ألفلسفة ألكونيّة و كيف تكون مُفكّراً؟
أفضل تعريف للثّقافة, هو ما قالهُ (إدوار هريو)(1)؛ [ألثقافة هي ما يبقى في الفكر بعد ما ينسى الأنسان كلّ شيء], خصوصاً عند الغضب, و لو وضعنا تعريف (أرسطو) الذي قال, [التفكير مستحيل من دون صور],بجانب تعريف (هريو), أعتقد بأننا نُقدّم صورة أوضح و أجمل للثقافة!

ذلك أنّ الصّورة تتميّز بقدرة التسلل لوجود الأنسان و الإقامة الطويلة في الذاكرة و ربّما يؤدي بعد التمحيص و الموائمة إلى الأستقرار ألأبدي في القلب ليكون جزءاً من هواهُ وعقيدتهُ و عشقه، فقد ينسى أحدنا كلاماً أو خطاباً أو محاضرة سمعها, أو كتاباً قرأه قبل عشرين عام و هذا هو حال الناس .. لكنهُ بالتأكيد لن ينسى بسهولة مشهداً بصرياًّ أو صوراً مرئية تملأ عينيّه و وجوده خصوصاً أذا أحبّها و تعلّق بها, لا سيما تلك التي تحفل بجرعة عالية من آلجّمال و الجاذبية و الأناقة و الدّهشة و آلأثارة التي تملأ الروح و الحواس بآلبهجة و الأمل!

و من الناحية العلميّة, فأنّ آلصّورة تشغل حيّزاً أكبر و أوضح في الذاكرة, كما في الحاسبات الأليكترونيّة حيث إن الصورة تشغل مساحات أوسع كلّما كان مقدار(الميكابكسل) عالية, رغم إن سعة التخزين كبيرة في حافظة الأنسان حيث تصل إلى معدل 30 مليون (كَيكَأ بايت) لكن لا يتمّ إستغلال سوى 3% منها في أفضل الأحوال, لذلك فأنّ المساحات الكبيرة التي تشغلها الصور والتوافه و الجدل في وجودنا تبقى فاعلة و ممتدة و مؤثرة لمدد أطول كذكريات خالدة قد تُرافقنا لآخر العمر و قد تمتدّ لما بعده, لو آمنا بأنّ عمر الأنسان الفكريّ - الظاهر و الباطن منه - ليس محدوداً بزمان أو مكان و كما يعتقد الناس بآلخطأ!
من هذه الحقيقة العلمية أرجو من الشباب الساعين للثقافة الرصينة وألّذين يأملون أنْ يكونوا مثقفين و ربما مفكريين؛ عليهم الحذر من ملأ عقولهم بآلصور والمواد التافهة ألضّارّة كآلصور وآلأفلام الجّنسية وآلجدال والخصام واللجاجة لأنها تقلل من فرصة التثقيف و تشغل مساحات من الحافظة وتٌبعدهم عن التّدبر و آلتّفكر ممّا يسبب ضعفها, وعليهم ملئها بآلمفاهيم المعرفية والفلسفية في إطار علم (الكَوانتوم) بدل ذلك حتى تكون مَلَكَة في وجودهم و مقدمة لطرق باب الفلسفة!

و لو وضعنا تعريفاً آخر لـ (أرسطو) بجانب التعريفين ألسّابقين؛ [بكون التّفكير مستحيل من دون صور], نكون قد أتممنا ألمفهوم ألحقيقي للثقافة و حقيقة الفكر(2) لدرجة الكمال ألّذي من خلاله يتكامل وعينا ونظرتنا(3) لحقائق الوجود, و بآلتالي نكون قد قدَّمّنا صورة جامعة وكاملة لأهم و أخطر مسألة في وجود الأنسان بعد (القلب)(4) الذي يُشكّل جوهره الحقيقي أو ما يعبر عنه علماء النفس بآلوجدان أو الضمير أو العقل الباطن الذي يواجه أخطار جمّة في هذا العصر بسبب الأستغلال و الحرب و العنف و النفاق .. فتأثّر و تعرّض وجود الأنسان وأسفاره و عاقبته على طول الخط للخطر!

ولذلك أكدّ الخالق تعالى على العناية والأهتمام بآلضمير أو(القلب) أو(الوجدان) وتسخيره للمحبة كونها الأساس والمعيار للفلاح والفوز العظيم لنيل السعادة في الدارين فيما لو تطهّر وتعبّأ بآلمثل والقيم والطيّبات ليكون منتجاً فاعلاً للفكر والخير والأصلاح على كل صعيد, أو العكس من ذلك يكون معياراً للخراب وآلشّر وآلشقاء والأتكالية وآلنّفاق لمنافع ماديّة محدودة سرعان ما تنتهي بموت الأنسان الحتميّ بينما المثقف المفكر يبقى حيّاً خالدً بآلفكر وفي كل الظروف والأزمان والأكوان.
الفيلسوف الكوني/عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) دوللو، لويس: الثقافة الفردية و الثقافة الجماهيرية؛ ترجمة خير الدين عبد الصّمد؛ ط1, دمشق، 1993 ص 67.
(2) يتشكل الفكر الأنساني من مجموعة مؤثرات؛ الأبوين؛ ألبيئة؛ المدرسة؛ ألمذهب؛ النظام السياسي؛ ألدِّين؛ الذات؛ العناية الألهية؛ ألأقدار.
(3) ألوعي كلمةٌ تدلُّ على ضمِّ شيء, و في قواميس اللغة العربية؛ وَعَيْتُ العِلْمَ, أعِيهِ وَعْياً، و وعَى الشيء و الحديث يَعِيه وَعْياً و أَوْعاه: حَفِظَه و فَهِمَه و قَبِلَه، فهو واعٍ، و فلان أَوْعَى من فلان أَي أَحْفَظُ وأ َفْهَمُ. و في الحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم قال: (( نَضَّر الله امرأً سمع مَقالَتي فوَعاها، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوعى من سامِع))، و الوَعِيُّ بمعنى الحافِظُ الكَيِّسُ الفَقِيه, و عليه لا وعي دون علم فكلما ازداد المرء علماً و فهماً ازداد وعياً, و آلواعي يدرك الأمور على حقيقتها لا كما يدركها العاقل المجرّد, عن طريق الحواس الخمسة, بل بنظري أن العقل يعتبر حاسة جامعة بجانب الحواس الأنسانية, تعمل كضابط لأهل(القلوب), لمعرفة المزيد؛ راجع بحثنا الموسع بعنوان: [أسفارٌ في أسرار الوجود], و الوعي عند علماء النفس؛ يمثل الحالة العقلية ألتي يتميز بها الأنسان بملكات المحاكمة المنطقية – الذاتية[ الإحساس بالذات) (subjectivity)، و الإدراك الذاتي (self-awareness)] والحالة الشعورية (sentience) والحكمة أو العقلانية (sentience) والقدرة على الإدراك الحسي (perception) للعلاقة بين الكيان الشخصي و المحيط الطبيعي له, خلاصة تعريف الوعي: هو ما يُكوّن لدى الإنسان من أفكار ونظرات ومفاهيم عن الحياة والطبيعة والوجود.
(4) (القلب), هو العقل الباطن أو ما يعبر عنه بـ(آلضّمير), أو (الوجدان), الذي يمثل حقيقة الأنسان و جوهره.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جعفر الصدر رئيسا للوزراء
- الفساد ليست مشكلة العراق
- هل يحكم الدّعاة ثانية؟ القسم الثاني و الأخير
- حاجة العراق الجديد
- هل يحكم الدّعاة ثانية؟
- هل اليهود والنازية أشرف من حكامنا؟
- لا سعادة في العيد إلا بآلله
- مَنْ يُكرّس ألأمّيّة الفكريّة؟
- لماذا يقتل الحُكّام الفلاسفة؟
- مسألتان في ثورة الفقراء
- حكايات لبناء الأنسان و الأوطان(2)
- حكايات لبناء الأنسان و الأوطان
- هل يكفي إعتراف العامري؟
- في العراق ثورة .. لا مُظاهرة
- حرب مدمرة على الأبواب
- ما هي الفلسفة الكونية؟
- قصّة فوق الزّمكاني
- ولادة حكومة غير شرعيّة؛ هل تُنهي المأساة العراقية؟
- حزب الدعوة-الأسلامية- الحلقة الأخيرة
- تركيا تحتل 400كم2 من العراق


المزيد.....




- أمسكته أم وابنها -متلبسًا بالجريمة-.. حيوان أبسوم يقتحم منزل ...
- روبيو ونتانياهو يهددان بـ-فتح أبواب الجحيم- على حماس و-إنهاء ...
- السعودية.. 3 وافدات وما فعلنه بفندق في الرياض والأمن العام ي ...
- الولايات المتحدة.. وفاة شخص بسبب موجة برد جديدة
- من الجيزة إلى الإسكندرية.. حكايات 4 سفاحين هزوا مصر
- البيت الأبيض: يجب إنهاء حرب أوكرانيا بشكل نهائي ولا يمكن الق ...
- نتنياهو: أبواب الجحيم ستُفتح إذا لم يُفرج عن الرهائن ونزع سل ...
- رئيس وزراء بريطانيا يتعهد بـ-الضغط- لإطلاق سراح علاء عبدالفت ...
- وزارة الدفاع السورية تتوصل إلى اتفاق مع فصائل الجنوب
- -ربط متفجرات حول عنق مسن-.. تحقيق إسرائيلي يكشف فظائع ارتكبه ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونية