أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مقاطع من أُنشودة الحياة / ردّ على قصيدة الشاعر سعدي يوسف - نشيد شخصي














المزيد.....

مقاطع من أُنشودة الحياة / ردّ على قصيدة الشاعر سعدي يوسف - نشيد شخصي


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 428 - 2003 / 3 / 18 - 02:36
المحور: الادب والفن
    


مقاطع من أُنشودة الحياة

 ردّ على قصيدة الشاعر سعدي يوسف "نشيد شخصي"                    
  المنشورة في موقع الحوار المتمدِّن 16.03.2003


نعم هو العراق
هو تاريخٌ أعمق من جذور النخيل
     أعمق من أحزاننا
     من احباطنا
     من تشرُّدِنا
هو العراق يا سعدي يوسف
يا ايّها الشاعر الشامخ بالجراح

عراقٌ
مكبَّلٌ بالنارِ والقيرِ
لكنّه شامخٌ رغم تصدُّعات الروح
سينهضُ من أعماقِ الثرى
يرمش عينيه بعد سباتٍ مرير
لن تنقضَّ صواريخٌ بعيدة ولا قريبة
وشمٌ من لون الكبرياء على أغصان النخيل
وشمٌ مرسوم فوق الجراح
وشمٌ على شفاه القلب
وشمٌ فوق خدود الطفولة

أين أنتَ يا عدنان الصائغ
ألا يوجدُ في جعبتكَ أوروكٌ آخر؟
فَجِّرْ نشيدَ الأناشيد!

لا لن تنقضّ صواريخٌ بعيدة ولا قريبة
     على المنائر
ولن تتهاوى النخيل
     حتّى ولو قُصِفَتْ من خاصراتها
ستنهض من أعماق العراق
جذورها متجذِّرة في أعماق الجراح
     في أعماق الحياة
لن تطفو جثثاً على ضفاف الأنهار
لن يتحقَّق حلم أصحاب الصولجان
دماء الأطفال النديّة
ستقهر جبروت العميان
دماء الشيوخ رمحٌ في صدر الطغاة

سوف يعود سعدي يوسف إلى بغداد
يقرأ أشعاره المتصالبة في سماوات الروح
يقرأ أحزان عقود من الزمان
سيقرأ قصائده بنشوةِ إنتصار الشعر
     على هلوسات ساسات العصر

لا سوف لن نرى ساحة التحرير لماماً
لن نكون غرقى يا صديقي
الكلمة أقوى إنتصار في تاريخ الحروب
وحدها الكلمة تهزم صولجان الطغاة

مَنْ قال أن العراق غريق
العراق غارقٌ في العراقة
غارقٌ في الشموخ
غارقٌ في الأحزان
غارقٌ في النبوغِ

عقدٌ أو عقودٌ من البكاء والأنين
لا تؤدّي إلى الغرقِ
يأتي طغاةُ هذا الزمان ويرحلون
     كما ترحل السيول
          في منحدرات الجبال

سوف لن يدهمنا جنودٌ ولا قرودٌ
عندما تشيخ الطغاة
ترفع يديها
تستسلم لسنّةِ التخريفِ

وحدها الكلمة شامخة على جدار الزمن
لا تقلقْ ياسعدي من حاملات الطائرات
     ولا من حاملات البكاء
كلّ بداية مخزية
تنتهي في متاهات مخزية

ماكدونالد لا يستطيع
أن ينافس تمور العراق

العراقي يا صديقي لا يستسيغ الهامبورغر
لا يشبع إلا بـ(الْخُرْمَة)
سأغسل يدي من العراقي الّذي
     يأكل الهامبورغر
مَنْ يستطِعْ أن يمنعَ العراقي من شهوةِ التمور؟
مَنْ يستطِعْ أن يعبر ساحة التحرير؟
هل مات كلكامش؟

كلكامش آتٍ لا محال
آتٍ يحمل بين يديه عشب الحياة
آتٍ ليردّ البسمة إلى سعدي يوسف
أيّها الطاعن في الغمِّ
أيها المفهرس بأحزان الدنيا
أيُّها المعفرّ برحيق الشعر
     المدبَّق بجموح الكلمة

لا تقُلْ ستنهار المنازل!
كلُّ عتيق يتهدَّم ليُبنى من جديد
كلّ متخلِّف يرحل بحكم سنّة الممات ..
     بحكم تضخُّم هرمونات الجنون 

تمهَّلْ
لا تكُنْ لجوجاً
سيأتي مَنْ يشحذ الهمّة من جديد

متفائلٌ أنا رغم أنين الروح ..
كم من الدموع صارت البحار!


            ستوكهولم: 16.03.2003
                  صبري يوسف
     كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
                                                                       [email protected]


 



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يهطلُ الثلج يهطلُ الحبّ!
- حالة عناق
- طقوس فرحي
- زوريني في الشتاء الطويل
- أميريكا حضارةُ نارٍٍ وكبريت
- شفير الذاكرة
- شطحات جموح الخيال
- علاقة دافئة
- خيط من الفرح
- امطري علينا شيئاً يا سماء!
- احتراق حافّات الروح
- رحلةٌ مكتنـزة بدهشةِ المكان
- الإنسان ـ الأرض
- عربٌ مابين الهواء والهواء


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري يوسف - مقاطع من أُنشودة الحياة / ردّ على قصيدة الشاعر سعدي يوسف - نشيد شخصي