أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - المثقف وسلطة الاستبداد














المزيد.....

المثقف وسلطة الاستبداد


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:30
المحور: الادب والفن
    


المعرفة سلطة عليا لاتعلوها سلطة فهي المشرعة لكافة آليات ونظم مؤسسات الدولة وهي الحافظة لكافة القيم والعادات والأعراف الدينية والاجتماعية، وبالتالي فإنها تمثل الهوية الوطنية للمجتمع. لذا تسعى جميع السلطات المحدثة للهيمنة عليها وتجيير آلياتها لخدمة مصالحها الذاتية، وبما أن المثقف ينتمي في اللاوعي إلى سلطة المعرفة فإن دوره ومهامه يفوق أداور ومهام الآخرين. والمثقف الذي يتخلى بنفسه عن انتماء لسلطة المعرفة العليا ويؤجر قلمه لسلطات أخرى فإنه لايتخلى عن دوره ومهامه حسب، بل يصبح عنصراً مناهضاً لسلطة المعرفة ذاتها.
تسعى السلطات الأخرى عبر العنف والاستبداد وشراء الذمم لإضعاف سلطة المعرفة وتفريغ محتواها وأدواتها من خلال شراء المنتسبين لها وتجنيدهم لخدمتها. وأكثر السلطات الساعية لتحقيق هذا الهدف، هي السلطة الاستبدادية لأنها تضع المثقف أمام خيارين: أما الموت وإما الحياة في كنفها. فهي ماكنة لصناعة أدوات القتل والتعذيب لمن يعارض نهجها في المجتمع.
يعتقد ((بيرارد ونستنلي))"أن كل من يدعي أنه يستطيع أن يهب الحياة، فهو يستطيع أن يسلبها. ولما كانت قوة الحياة والموت في يد الخالق وحده، فإن أي إنسان يسلب إنساناً مثله حياته باسم أي قانون كان يرتكب بكل تأكيد جريمة قتل ضد الخليقة".
إن المثقف الذي يجيير إمكانياته الفكرية لخدمة سلطة الاستبداد ساعياً للحصول على المال إنما يتخلى بوعي عن مهامه ودوره في المجتمع، ليصبح داعية مبتذل لمفاهيم الشر ومبرراً لسقطات السياسي وممارساته في القتل والتعذيب.
إنه لايخسر نفسه فقط وأنما يخسر إنسانيته كمثقف أرتضى لنفسه أن يكون جندياً في جحافل الشر ضد المجتمع، لأن السياسة سلطة لاتتحقق إلا من خلال العنف والاستبداد والخداع وشراء الذمم. وهي في ذات الوقت جبانة لاتتصدى بنفسها للمهام، وإنما تعمل على استغفال العامة من الناس للدفاع عن مصالحها وشراء الآخرين المدركين لنواياها الخفية بالمال لتبرير نهجها والدفاع عن سقطاتها أمام المجتمع.
يقول ((السيد المسيح-ع))"ماذا يفيد الإنسان لو أنه ربح العالم كله وخسر نفسه".
إن المثقف الرافض، هو الذي يقاوم موجات الشر لسلطات الاستبداد ويتحدى أجهزتها القمعية ويعي دوره ومهامه ويحافظ على كرامته، ولايبيع نفسه لقاء المال ويتصدى للتوجهات الشريرة. فأكبر تحدي تواجهه سلطة الاستبداد هو تحدي المثقفين الرافضين لنهجها وتوجهاتها المتعارضة مع مصالح المجتمع، فهي غير قادرة على شراء ضمائرهم وترويضهم لخدمة أهدافها.
لذا فإنها تعمد لاستخدام كافة أساليب العنف والاضطهاد لإجبارهم على الانصياع لنهجها، فأجهزتها الأمنية تكرس معظم جهودها في التصدي للمثقفين الرافضين لنهجها تارة بالتهديد وكيل التهم الجزاف وتارة أخرى بالتصفية الجسدية للتخلص منهم.
إن عناصر الأجهزة الأمنية الموكلة إليها استجواب المثقفين الرافضين يتم انتقاءهم بعناية فائقة وجُلهم عناصر من قاع المجتمع، تحتقن ذواتهم بالحقد والكراهية لأي فعل حضاري وثقافي يمت للإنسانية بصلة!.
يعبر((هرمان هسه)) عنهم قائلاً:"يستجوبك أشخاص يتأكلهم الضجر إلا أنهم في نفس الوقت على عجلة من أمرهم، مفعمون بالنقمة. يزجرونك ولايصدقون أبسط وأصدق عبارة يمكن أن تتفوه بها ويعاملونك تارة مثل تلميذ في مدرسة وتارة أخرى مثل أي مجرم".
إن المثقف الذي يخدم أية سلطة كانت غير سلطة المعرفة، ليس مثقفاً وأنما عنصر وخادم في أجهزة السلطات الأخرى الساعية لتقويض سلطة المعرفة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإبداع والحرية
- الثقافة والفكر الشمولي
- منظومات الوعي بين الماضي والحاضر
- التوظيف والاستخدام لمكونات اللغة
- اللغة والفكر
- دور اللغة في التواصل الحضاري
- المهام والسلطات الثقافية في المجتمع
- مساهمة الثقافة في الإرث الحضاري للأمة
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي
- نضوب الإبداع عند المبدع
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب


المزيد.....




- -الجوكر جنون مشترك- مغامرة سينمائية جريئة غارقة في الفوضى
- عالم اجتماع برتبة عسكري.. كيف تشرّع القتل بصياغة أكاديمية؟
- -لوكاندة بير الوطاويط-.. محمد رمضان يعلن عن تعاون سينمائي مع ...
- العرض الأول لفيلم -Rust- بعد 3 سنوات من مقتل مديرة تصويره ها ...
- معرض -الرياض تقرأ- بكل لغات العالم
- فنانة روسية مقيمة في الإمارات تحقق إنجازات عالمية في الأوبرا ...
- جنيف.. قطع أثرية من غزة في معرض فني
- مسرحية -عن بعد..- وسؤال التجريب في المسرح المغربي
- كاتبة هندية تشدد على أهمية جائزة -ليف تولستوي- الدولية للسلا ...
- الملك الفرنسي يستنجد بالسلطان العثماني سليمان القانوني فما ا ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - المثقف وسلطة الاستبداد