احذر جماهيرية الذباب

إيرينى سمير حكيم
كاتبة وفنانة ومخرجة
(Ereiny Samir Hakim)

الحوار المتمدن-العدد: 5996 - 2018 / 9 / 16 - 03:23
المحور: الادب والفن
    

هل تعلم يا مشهور الضجة .. وهلفوت العِزة اللاهث وراء الشهرة
أن الجماهيرية ليست هى المقياس؟ .. ليست هى معيار النجاح؟

نعم
ليست مقياس أو معيار لحقيقة ما حقَقَته أبدا من نجاح
فالنجاح الحقيقى ليس مُعلَّقا على موازين العدد أو امتداد رقعة الصيط

لذا معذرةً
سأزعجك بتأمل بسيط
هل لفت انتباهك يوما.. جماهيرية الذباب؟!!
نعم جماهيرية الذباب!

تلك الكائنات التى تتجمهر على قطعة "الجاتوة" .. بنفس الحماس والكثافة الجماهيرية التى تتجمهر بها على قطعة من "الخراء"!!

والتى كما تتبع الحىّ كذلك تلتصق بالجثث؟!

فلتتذكر هذا التأمل جيداً
ولا تنسى هذا المثل أبداً
ولا تثق بتلك الجماهيرية
لا الآن ولا غداً

يا من مازلت مغموراً أو يا من بالشهرة الزائفة مخموراً

لا تثق فى تبعية قطيع المنبهرين بأذهان خاوية من المعرفة .. والقدرة على الحُكم فى المقارنات وإبداء الآراء السوية وأخذ قرارات الاختيارات

إن كنت حقا تريد أن تكون صادقاً مع ما وصلت إليه أو ما تصبو له
فعليك أن تنتبه لنوعية من يلتفون حولك ومن تجذبهم نحوك

لا تثق فى هذا الذباب
الذى يُصفق على ما تُقدمه ويهتف لمن يُقدِّم عكسه

لا تثق فى هذا العدد
فأغلبه ينضم لشعبية الإزدحام وصَخب الدعايا ورُخص الإعلان

فهم يستهلون بالتكرار والزنّ .. ويستسهلون الاختيار .. ويملأون مخازن مُتعتهم لا بالكيف بل بـ الكمّ

لا تُغَّر بتجمعهم حولك فى نجاحاتك الزائفة
فهم لا يتوارون عن التجمع حول جيفة فشلك الرائجة

فمن دعموك بالغباء قبلاً سوف ينهشونك بالحقد لاحقاً

لا تتفاخر بجماهيرية الذباب
فكل فنان يستحق نوعية جمهوره
وكل مشهور يستحق نوعية من يتبعونه

#إيرينى_سمير_حكيم (هاشتاغ)       Ereiny_Samir_Hakim#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات